نقول أفكارا كثيرة جميلة وإيجابية ونجيد التعبير عنها، لكن من منّا مستعد للذهاب إلى نهاية الخط دفاعا عن أفكاره، الذين يفعلون ذلك مؤمنون حقا لا يزايد عليه أحد.
فى كل ذكرى تمر على رحيل الشاعر المصرى أحمد فؤاد نجم، يحزن الإنسان، لأنه حالة ثقافية يصعب تكرارها، وذلك لأسباب عدة يتعلق معظمها بشخصيته وحياته.
لم يكن أحمد فؤاد نجم مجرد شاعر يقول كلاما حماسيا أو كلاما ذكيا للتعليق على السياسيين وأفعالهم، بل كان شاعرا يقول ما يحس به بشكل شخصى، ليس مشغولا أن يرد العالم خلفه أقواله، ومع أن الجميع ردد أشعاره وأغنياته وحتى تعليقاته وحكاياته الشخصية لكنه، فى الحقيقة، لم يسع لذلك ولم يكن هدفه الشو الإعلامى أو الظهور والدعاية، وما يؤكد ذلك أنه دفع من عمره سنوات طويلة فى السجن بسبب كلماته، وذلك هو الاختبار الحقيقي.
كان أحمد فؤاد نجم صاحب كاريزما له حضور، فرغم جسده النحيل منحه الله عينان يقظتان دائما يشعر الجالس معه أن هاتين العينين تقلبان في روحه.
جانب آخر مهم في حياة أحمد فؤاد نجم أنه ابن ثقافته بالمعنى المباشر للكلمة، دون أى رتوش ثقافية، فهو لم يدع انتماءه لطبقة معينة أو لحياة مختلفة غير التى كتب عنها ولها.
وخلاصة الكلام أن أحمد فؤاد نجم كان صادقا مع نفسه ومع كتاباته، وذلك ما يحفظ القيمة دائما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة