فى مثل هذا اليوم الموافق 3 ديسمبر من عام 1992 رحل عن عالمنا الفنان الكبير صلاح قابيل بعد حياة حافلة بالعطاء الفنى والعديد من الأدوار، التى تركت بصمة فى أذهان الملايين، وأبدع فيها الفنان الراحل، فأجاد أدوار الشر والخير، الضابط والبلطجى ورئيس العصابة ورجل المخابرات والترزى والنصاب والمعلم ورجل الأعمال والوزير.
وعلى الرغم من أن الفنان الكبير بدأ حياته الفنية مشاركا لعمالقة الفن فى فيلم "زقاق المدق"، الذى ضم كوكبة من نجوم الفن عن رائعة الكاتب العالمى نجيب محفوظ ، وذلك فى دور "عباس الحلو"، ولم يبدأ حياته الفنية كومبارس أو فى أدوار صغيرة إلا أنه رغم مشواره الفنى الطويل ورغم وسامته لم يحصل كثيرا على أدوار البطولة أو "الجان".
وفى حوار أجريناه مع ابنه عمرو صلاح قابيل تحدث عن سر عدم حصول والده على الكثير من أدوار البطولة وسر الشائعة التى ترددت حول دفنه حياً.
وقال عمرو صلاح قابيل: "ولد أبى فى 27 يونيو 1931 بقرية العزيزية مركز منيا القمح محافظة الشرقية، وكان ترتيبه الثانى بين إخوته الأربعة، وكان والده ناظر مدرسة وانتقلت الأسرة بسبب عمل الأب إلى القاهرة، وكان مغرما بالفن منذ طفولته ولكنه لم يصارح والده بذلك، حيث كانت أغلب الأسر ترفض عمل أبنائها بالفن".
التحق الفنان صلاح قابيل بكلية الحقوق، وبالتزامن التحق بمعهد الفنون المسرحية وعمل بمسرح الهواة حتى شاهده المخرج حسن الإمام ورشحه للمشاركة فى فيلم زقاق المدق، وكان الفيلم يضم كوكبة من كبار الفنانين ومنهم عبد الوارث عسر، شادية، محمد رضا، توفيق الدقن، سامية جمال، وغيرهم.
ورغم هذه البداية القوية وتمتع صلاح قابيل بالوسامة ومواصفات الجان إلا أنه لم يحصل على أدوار البطولة كثيرا أو ادوار الفتى الأول ، وفسر ابنه عمرو ذلك قائلا: "بعد بدايات أبى القوية، وقعت نكسة 67 التى أثرت على جيله بالكامل، ومنهم عزت العلاليلى ويوسف شعبان وعبد المحسن سليم وحمدى أحمد، ولم يكن هناك إنتاج سينمائى خلال هذه الفترة، فاتجه والدى للتليفزيون، حتى عاد للسينما من جديد فى عدد من أفلام حسام الدين مصطفى ومنها المدبح وغرام الأفاعى، وخلال هذه الفترة كان هذا الجيل كبر وظهر جيل ثان أخذ ترشيحات الفتى الأول فى السينما، ومنهم حسين فهمى، نور الشريف، محمود ياسين".
أما عن ملابسات وفاة الفنان صلاح قابيل وسر شائعة دفنه حياً، قال ابنه: "والدى لم يكن مريضا بالسكر أو أى مرض مزمن كما أشيع عنه بأنه توفى بسبب غيبوبة سكر، ولكن يوم 1 ديسمبر عام 1992، وكان موافقا يوم ثلاثاء أفطر معنا، ونزل للتصوير، وبعد ساعات عاد للبيت متعبا يشكو من ازدياد آلام الصداع الذى كان يعانى منه قبلها بأيام، وارتفع ضغطه، ثم سقط وتم نقله للمستشفى فى حالة حرجة، حيث أصيب بنزيف فى المخ أدى إلى غيبوبة، وعندما ذهبت للمستشفى ورأيته عرفت أنها النهاية لتدهور حالته، وبعدها توفى فى 3 ديسمبر 1992، وكان وقتها عمرى 22 عاما".
وتابع عمرو صلاح قابيل: "بقى والدى 38 ساعة فى المستشفى حتى انتهينا من الإجراءات وتم دفنه، لنفاجأ بعدها هذه الشائعة السخيفة التى تشير إلى أنه دفن حيا، وتم روايتها بأكثر من طريقة منها أنه كان مصابا بغيبوبة سكر رغم أنه لم يكن مصابا بالسكر، وأنه عثر عليه على سلم المقربة، وكان يحاول الخروج منها، بينما أشارت شائعة أخرى إلى أنه خرج بالفعل من المقبرة وشاهده بعض الناس، وهو كلام عار تماما من الصحة، فلم ينزل أحد للمقبرة أو ندفن فيها أحد إلا بعد دفن والدى بسنوات، ولم تفتح بعد دفنه، ولا نعرف مصدر هذه الشائعة، حتى أجرى محمد قابيل تحقيقا عن هذه القصة وذهب للمقبرة وصورها ليؤكد أن هذه مجرد شائعة ولكن دون جدوى، ولم أشك للحظة فى صدق هذه الشائعة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة