استقبل الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك اليوم وفدا من الآباء البندكتين بمصر، حيث شكرهم على تهنئتهم بعيد الميلاد المجيد ودار الحوار حول رسالتهم وخدمتهم بمصر، ويعد الرهبنة البندكتية هو نظام ديني كاثوليكي من مجتمعات رهبانية مستقلة تحترم دور القديس بنديكت، ضمن النظام، يحافظ كل مجتمع فردي (والذي قد يكون ديراً أو كنيسة) على استقلاليته الخاصة، بينما توجد المنظمة ككل لتمثيل مصالحها المتبادلة.
كتب بندكت النيرسي كتاب الحكمة الرهبانية، والذي أصبح نموذجا لتنظيم الأديرة في جميع أنحاء أوروبا،و هذه الاديرة الجديدة حافظت على الحرف التقليدية والمهارات الفنية وحافظت أيضًا على الثقافة الفكرية والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها. فضلًا عن توفير حياة روحية لرهبانها، كانت الاديرة أيضًا مركز إنتاج زراعي واقتصادي، لا سيما في المناطق النائية، وأصبحت الاديرة إحدى القنوات الرئيسية للحضارة.
كانت الكنيسة الكاثوليكية قد احتفلت الأسبوع الماضى بعيد الميلاد المجيد، وفي رسالته الرعوية لعيد الميلاد المجيد التى حملت عنوان " لا تخافواط قال البطريرك " هآنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب، مشيرا إلى أن ميلاد المسيح ليس مجرد احتفال طقسى أو عادة لتقليد مسيحى، إنما هى فرح عظيم لاستقبال ميلاد يسوع فى قلوبنا وفى حياتنا.
وتحت عنوان "لا تخافوا" قال البطريرك: هناك فرق شاسع بين مخافة الله بمعنى احترام قدسية حضوره فى حياتى، وبين الخوف منه بناءً على تصورات سلبيّة غير حقيقية عنه، كما لو كان خصمًا للإنسان وكأن رفعة الله لا تقوم إلاّ على الحطّ من قيمة الإنسان وكرامته. وكم من الفلاسفة عبروا عن هذا الفكر المشّوه، وهذا الخطر الذى يهددنا دومًا، وقد يدفع الخوف من الله إلى نوعين من التطرف، فإمَّا أن ينكر الإنسان وجود الله على الصعيد النّظرى أو على الصعيد الحياتى فيعيش كما لو كان الله غير موجود بالمرة، أمَّا التطرف الثانى فهو عيش العلاقة مع الله كنوع من العبوديّة خوفًا من غضبه وبالتالى من عقابه، مما يدفع البعض إلى التعصب ورفض الآخر ظنًا منه أنَّه يدافع عن حقوق الله، بينما هو لا يستخدم أساليبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة