"وجد فى مهنة دفن الموتى وتنظيف المقابر، روحه وحياته، يقضى عددا كبيرا من ساعات يومه داخل المقابر يجمع أعمال السحر منها ويضعها فى المياه اعتقاد منه ببطلان الأعمال إذ تم وضعها فى المياه ورفع الأذى عن الشخص الذى وجد صورته فى العمل.." هو العم " فرحات على هنداوي" 59 سنة، أقدم تربى مقابر أولاد صقر بمحافظة الشرقية، اليوم السابع" التقى به وأجرى معه هذا اللقاء لمعرفة لماذا انتشرت أعمال السحر مؤخرا داخل المقابر.
وسرد العم " فرحات" قصته مع العالم الأخرى قائلا: عمرى 59 سنة ومن مواليد محافظة كفر الشيخ، وحضرت إلى أولاد صقر منذ 35 سنة، ومنذ حضورى لها لم أتركها، وتعلمت فيها مهنة أتعيش منها وهى البناء، وتزوجت ورزقنى الله بأربعة أولاد ولدين وبنيتن، وذات يوما كنت أجلس مع نفسى وفكرت فى عمل أقوم به لوجه الله فلم أجد أفضل من دفن الموتى، وتطوعت لهذا العمل منذ 30 سنة.
"القبر صندوق العمل" داخل مقابر أولاد صقر، روى العم" فرحات" قصته يوميا مع الموتى قائلا: يوميا بمر بالمقابر من3 فجرا وظهرا حتى العشاء، ليس لدى وقت محدد يوميا بسير فيها، وعند سماع صوت مكبرات الصوت بالمدينة، لتذيع عن خبر وفاة أحد الأهالى، أنهض مسرعا لتحضر المقبرة، لكونى أعرف جميع المقابر بأسماء أصحابها، وشاركت فى بناء عدد كبير منها، وأقوم بوضع الميت داخل المقبرة، وذلك دون أى مقابل من أحد.
"الناس وحشة مع بعضها والمقابر كانت مليانة بأعمال السحر" أكد العم " فرحات" أنه كان يعثر على ما يقرب من 30 ورقة من أعمال السحر داخل وخارج المقابر، أثناء المرور بها، وكان يقوم بوضعها فى المياه إعتقادا منه بأن ذلك يبطل السحر إذ تم فكه فى المياه ويبعد الأذى عن الشخص المعمول له السحر، موضحا أن بعض الناس أصبحت وحشة مع بعضها ولا تحب الخير، وأن جميع الأعمال تكون عبارة عن ورق أبيض مكتوب عليه بالحبر الأحمر فضلا عن وضعه بحبات من الفول الحصى مع مسامير حديد، والناس ال بتعمل كدا " الشيطان ماسك أبوهم" وذات مرة ضبطت عدد من الأشخاص يضعون أعمال داخل مقبرة، تركتهم وبعدها أخذت العمل وضعته فى المياه، وتوجهت إلى منزلهم وأخبرتهم لو تكررت مرة أخرى سوف أخطر مركز الشرطة، ومن يومها لم أجدهم فى المقابر، وأغلب من يضع أعمال السحر داخل المقابر تحديدا، فى إعتقاده القبر يجعل من بداخله ينشف وإذ سوف يتم إلحاق ضرر جسدى بالشخص الذى يفكر فى ضرره.
"عمرى ما خوفت من دخول المقابر ليلا" القبر هو صندوق العمل والإنسان ال عمله كويس، هيدخله زى ما يكون داخل جنة، وعملنا هو فقط الذى ينتظرنا بداخله ومافيش حد بيهرب من عمله وال بيعمل وحش بيقعد له.
وعن أكثر الحالات التى دفنها العم" فرحات" وأثرت فيه كثير، قال لن أتحدث عن أسرار الموتى، لكن على المستوى الشخصى الحالة التى دفنتها وحزنت كثيرا عليها كان المعلم " محمد أبو باز " هو معلمى الأول الذى علمنى مهنة البناء، وكان يحنو عليه لدرجة أنى لم أحزن على والدى مثل ما حزنت عليه، ومن أشد الحالات التى تركت بداخلى أثر حزين، منذ أشهر دفنت شابين شقيقين داخل مقبرة واحدة، أثر تعرضهما لحادث طريق على طريق بلبيس القاهرة.
وعن أسعار المقابر داخل المدينة، قال العم" فرحات" أن أسعار المقابر ارتفعت كثيرا عن الماضى، حيث بلغ سعر المقبرة حاليا 30 ألف جنيه، بسبب ارتفاع سعر الأرضية.
وعن أمنيات العم" فرحات" فى الحياة قال كل أمنياتى تتخلص فى أن أولاد يكونوا سعداء ومبسوطين وأزوج ابنى الأخير، وأن يرزقنا الله من العمل، لأن بقالى 8 أشهر بلا عمل، عملية البناء خفيفة هذه الأيام، كما تمنى أن ينال شرف زيارة قبر الرسول محمد والكعبة المشرفة وتأدية العمرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة