لا يمكن تحديد أعلى المشروعات ربحية فى مصر، لأن ذلك يعتمد على عدة عوامل منها مدى التخطيط الجيد لها، مدى كفاءة الإدارة المنفذة وقدراتها المالية، وعوامل أخرى عديدة، إلا أنه يمكنك تحديد الأنشطة الاقتصادية التى لديها فرص ضخمة بالسوق المحلى، ومن ثم يمكنها تحقيق أعلى ربحية لو أحسن تنفيذها، وبحسب دراسة حكومية، فأن هناك 5 أنشطة اقتصادية تمتلك فرص واسعة فى مصر وتستطيع تحقيق هامش ربح بين 20-40%، وهى:
1- قطاع الرعاية الصحية
ينفرد قطاع الرعاية الصحية فى مصر بالعديد من الفرص الضخمة، سواء بنشاط المستشفيات أو الأدوية أو المعامل، وذلك نظرا لزيادة الطلب الكبير عليه، وشهد قطاع الأدوية المصري، نمواً قوياً لأكثر من عشر سنوات باعتباره أكبر قطاع أدوية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب كريم موسى رئيس قطاعى إدارة الأصول والاستثمار المباشر بالمجموعة المالية هيرميس، وهو أيضا ما اتفق عليه وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلى، مؤكدا أن قطاع الأدوية المصري يحظى بمقومات فريدة لتنمية العائدات ويطرح فرصًا واعدة للاستثمار، بالإضافة إلى الدور البارز الذي يلعبه القطاع في تنمية الاقتصاد الوطني بوجه عام.
وخلال الأسبوع الماضى، أعلنت شركة Rx Healthcare Management عن إتمام صفقة الاستحواذ على حصة الأغلبية في شركة «يونايتد فارما» الرائدة في صناعة منتجات المحاليل الدوائية، حيث تم تنفيذ صفقة الاستحواذ من خلال شركة «Nutritius Investment Holdings» التي تم إنشاؤها خصيصًا لذلك الغرض، وهى شركة تابعة لهيرميس.
وسبق تلك الصفقة بعدة أسابيع، إعلان شركة بايونيرز القابضة للاستثمارات المالية، عن أولى خطواتها للاستثمار بقطاع الأدوية بتأسيس شركة النور فارما، لتوزيع وتصنيع الأدوية.
فيما يواصل صندوق كريد هيلث كير، الاستحواذ على عدد من المستشفيات، إذ استحوذ خلال الأعوام القليلة الماضية على مستفيات كليوباترا، النيل بدراوى، القاهرة التخصصى، الكاتب، والشروق، كما تعتزم الاستحواذ على حصة حاكمة بأحد مراكز الخصوبة والتلقيح الصناعى.
2- قطاع التعليم
يمتلك قطاع التعليم فرص متساوية مع الصحة، إذ يرى بنك الاستثمار هيرميس أن قطاع التعليم في مصر في حاجة ماسّة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات خلال المرحلة الراهنة، وأيضا يرى بنك الاستثمار سى اى كابيتال أن هناك فجوة بسوق التعليم ولذا يمكن الاستحواذ على جامعات قائمة أو الحصول على موافقات لافتتاح أفرع أو جامعات يتم بنائها في المناطق الجديدة.
ويدير هيرميس بالتعاون مع مؤسسة جيمس للتعليم الرائدة عالميا في مجال تشغيل وإدارة المدارس، صندوق للاستثمار بقطاع التعليم بحصة %50 لكل منهما، وبإجمالى حجم استثمارات 133 مليون دولار، ونجح الصندوق فى صفقة الاستحواذ على 4 مدارس من مجموعة طلعت مصطفى فى صفقة يبلغ إجمالى قيمتها مليار جنيه بطاقة 7 آلاف طالب، منها 3 مدارس فى مدينتى ومدرسة فى الرحاب، كما يخطط خلال 2019 لتنفيذ من صفقتين إلى 3 صفقات بطاقة إجمالية قدرها 4 آلاف طالب، وأن تُسهم تلك الصفقات فى زيادة حصة هيرميس فى استثمارات الصندوق لحوالى 35 – 40 مليون دولار.
فيما استحوذ بنك الاستثمار سى اى كابيتال، خلال شهر سبتمبر الماضي، على 60% من أسهم رأسمال شركة التعليم لخدمات الإدارة “تعليم” المشغل والمسيطر على جامعة النهضة ببني سويف، وبلغت قيمة الصفقة 1.2 مليار جنيه.
3- التكنولوجيا
دائما ما يعد الاستثمار فى التكنولوجيا فرس الرهان لتحقيق الثروات، خاصة وأن قائمة أغنى أغنياء العالم تضم رجال أعمال بنوا ثرواتهم منها، وفى الوقت نفسه فأن فرص الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر لا حدود لها، فمزج مجتمع المعلومات المصري الناشئ مع اقتصاد الأمة الذي يشهد نمواً سريعاً يجعل من مصر مكاناً مثالياً لجذب الاستثمارات الدولية.
وتتمتع مصر ببعض المقومات الرئيسية التي تجعل منها ممراً رقمياً عالمياً مستقبلاً، فلقد أخرجت لنا الجامعات المصرية مئات الآلاف من مهندسي الاتصالات المؤهلين تأهيلاً عالياً على مدى 60 سنة مضت، إلى جانب عدد آخر مماثل من المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات وذلك منذ عام 1970، يُضاف إلى ذلك موقع مصر الجغرافي في مفترق الطرق بين أفريقيا وآسيا وأوروبا مما يعطيها ميزة رائعة في بعض أنشطة التصنيع والتوزيع والتعهيد والنقل إلى الخارج.
ويتصدر قطاع التكنولوجيا المالية قائمة أولويات البنوك الاستثمارية، الفترة المقبلة، فى ظل الاهتمام العام من الدولة بالتوسع فى الاعتماد على خدمات التكنولوجيا المالية، وتعتبر البنوك هذة الخدمات، الفرصة الرابحة الفترة المقبلة، لذا يدرس عدد من البنوك المساهمة أو تأسيس شركات متخصصة فى إتاحة الخدمات المالية من خلال مختلف وسائل التكنولوجيا الحديثة.
4-التعدين
ليست أهم من تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس عن فرص الاستثمار بقطاع التعدين، والذى أكد أن قطاع التعدين في مصر يمكن أن يجلب دخلا مماثلا للبترول في مصر، إذا ما تمت تهيئة مناخ الاستثمار فيه بشكل مناسب، مشيدا بقانون التعدين، قائلا إن قانون التعدين الجديد في مصر “خطوة جريئة” بعد إجراءات “ابتدعتها” في الماضي وأدت إلى عزوف المستثمرين.
ويرأس ساويرس، مجموعة لامانشا الخاصة لاستخراج الذهب.
ولشركة لامانشا استثمارات في إنديفور للتعدين التي مقرها تورونتو وإيفوليوشن للتعدين الأسترالية، وجولدن ستار ريسورسز التي تتركز أعمالها في غانا.
وتطلق الدولة، مشروع المثلث الذهبى أحد أهم المشروعات القومية الكبرى والتى تخدم منطقة جنوب مصر باعتباره أحد المشروعات التنموية التى تعتمد على المقومات التعدينية الموجودة، وخلال شهر يوليو الماضى، كلّف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل مجموعة عمل لوضع خطوات تنفيذية لهذا المشروع العملاق من خلال الدراسة التى أعدها المكتب الاستشارى الإيطالى، بحيث يتم البدء فى تنمية هذه المنطقة، والاستفادة منها.
