وأكد شعراوى أن الوزارة تسعى لتوسيع برامجها التى تستهدف كوادر الإدارة المحلية فى أفريقيا، وسيكون هذا المقر مركزاً أساسياً لتأهيل الكوادر الأفريقية ونقطة إشعاع فى العمل الأفريقى المشترك لبحث تحديات المدن وغيرها من الملفات المهمة ونقطة تواصل لتبادل الخبرات مع مصر وشركائها الدوليين من أجل خدمة أشقائنا الأفارقة .
وأوضح وزير التنمية المحلية أن الوزارة تلقت رسمياً ما يفيد موافقة وزارة الخارجية على القيام بالتوقيع على اتفاقية المقر، مما سيضع الاتفاق قريباً موضع التنفيذ قبيل نهاية العام الحالى، ليتم مباشرة تفعيل مكتب إقليم الشمال ويتحول إلى نقطة تواصل لتبادل الخبرات مع مصر وشركائها الدوليين من أجل خدمة اشقائنا الأفارقة .
وأشار شعراوى إلى أن كل هذه التطورات الهامة تعكس نجاح التوجه الذى أرساه الرئيس السيسى منذ تولية المسؤولية بإعطاء دفعة كبيرة لدور مصر القوى بالقارة الأفريقية فى ظل ثقة كبيرة من الأشقاء الأفارقة فى قدرة مصر على الإسهام بفاعلية فى عملية التنمية للمدن والأقاليم الأفريقية .
وشدد الوزير على أن التدريب والتأهيل وتشارك التجارب والخبرات يلعب دوراً محورياً فى تحقيق تطلعات شعوب وحكومات الدول الأفريقية نحو النهضة الشاملة ، ونظرًا لمحورية مكونات الإدارة المحلية فى تحقيق هذه التطلعات فإن العمل على بناء قدرات هذه الكوادر والاستثمار فيها يعد أمراً فى غاية الأهمية، لأن ذلك يمثل استثماراً فى مستقبل القارة وأقاليمها ومدنها وحكوماتها المحلية.
وقال شعراوى، إن الوزارة حرصت على أن تشارك الكوادر الأفريقية على مدار الأيام الماضية التجربة المصرية فى هذا الصدد، وهى التجربة التى تأسست على دستور 2014 الذى أقرت إطارا دستوريا يدعم التوجه نحو اللامركزية وتطوير الإدارة المحلية وتعزيز المساءلة والشفافية والمشاركة ودمج الشباب والنساء فى اليات صنع واتخاذ القرار على المستوى المحلى.
وأضاف شعراوى أن التجربة المصرية ترتكز على الجهود غير المسبوقة التى يتم بذلها والاستثمارات الضخمة التى يتم ضخها فى كافة قطاعات العمل التنموى المحلى على خلفية تطبيق برنامج ناجح للإصلاح الاقتصادى، وتطوير مقومات التنمية من خلال إنشاء آلاف الكيلومترات من الطرق ورفع كفاءة البنية الأساسية وإنشاء 14 مدينة جديدة فى مختلف ربوع مصر.
وتابع الوزير: أبرز ملامح التجربة المصرية فى التنمية المحلية تتمثل فى الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية التى يجرى تطبيقها على مستوى منظومة التخطيط المحلى وإشراك المواطنين وتطبيق الاعتبارات البيئية والاجتماعية والشفافية ونشر المعلومات والاهتمام بالتنمية الاقتصادية المحلية ودعم تنافسية المحافظات والوحدات المحلية.
وأضاف الوزير أن ذلك يتم من خلال عدد من المشروعات والبرامج الرائدة التى تشرف عليها وزارة التنمية المحلية لعل أبرزها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر وبرنامج إدارة منظومة المخلفات البلدية الصلبة، وبرنامج التدريب وبناء القدرات لكوادر الإدارة المحلية، ومشروع تسريع الاستجابة للقضية السكانية، فضلا عن برامج التنمية الاقتصادية كبرنامج مشروعك وصندوق التنمية المحلية.
وقال شعراوى إن وزارة التنمية المحلية تحرص على تنفيذ استراتيجية بناء الإنسان المصرى التى دعا إليها رئيس الجمهورية ونص عليها برنامج الحكومة الحالية، وتولى اهتماما خاصا بتأهيل وتمكين الشباب من خلال البرامج التدريبية المتنوعة التى تستهدف شباب وشابات الإدارة المحلية داخل وخارج مصر، ومن خلال الاستعانة بالشباب والمرأة فى مواقع المسئولية على مستوى المحلى، ولعل حركة المحافظين الأخيرة تعكس ذلك بوضوح حيث تم الاستعانة بعدد كبير من الشباب والشابات أقل من 35 سنة كمحافظين وكنواب محافظين.
وقدم الوزير شعراوى فى نهاية كلمته الشكر للمشاركين فى هذه الدورة التدريبية المكثفة، كما قدم الشكر الى كل الزملاء من فريق عمل الوزارة وفريق الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والاستشاريين والخبراء الذين تعاونوا فى إنجاح الورشة، معرباً عن تطلعه إلى أن يلتقى بالكوادر الأفريقية فى برامج تدريبية قادمة، كما أتطلع إلى أن تصبحوا قيادات محلية فاعلة فى بلدانكم تساهموا فى تعزيز أسس التعاون بين شعوبنا وحكوماتنا.