استضاف مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم الأربعاء، الدكتور كيفين كوهلير الأستاذ بجامعة لايدن الهولندية والأكاديمى السابق بحلف النيتو، حيث عقد ندوة عن مستقبل علاقات الاتحاد الأوروبى والشرق الأوسط، وأدار اللقاء الدكتور عادل العدوى رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة.
قال كوهلير أن الاتحاد الأوروبى أصدر عام 2016 استراتيجيته الدولية بعد أكثر من عامين من المباحثات والمشاورات مع وزارات الاتحاد الأوروبى ومراكز الأبحاث الأكاديمية المتخصصة فى هذا المجال إذ أصدر الاتحاد من قبل استراتيجية أمنية قبل أن يعلن عن خطته تلك وهى أول ورقة من هذا النوع تضع إطارا للمشاكل والتحديات التى يمر بها الاتحاد الأوروبى.
وأوضح الخبير الألمانى أن علاقة الاتحاد الأوروبى بروسيا شكلت أحد هذه التحديات خاصة وإن كل دولة لها سياسة مختلفة تجاه الجارة الروسية، مع الأخذ فى الاعتبار الدور الذى تلعبه روسيا حاليا فى الشرق الأوسط فى دول مثل سوريا وليبيا وكيف تؤثر هذه المتغيرات على العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبى.
اعتبر كوهلير أن التحدى الثانى الذى أخذته الاستراتيجية الأوروبية فى الاعتبار هو قضية الهجرة وكيفية التحكم فى تدفق المهاجرين وهى أولوية أوروبية أما التحدى الثالث فقد كان الاستراتيجية الدفاعية المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبى ودور حلف الناتو فيها مبينًا أن الأولويات الاستراتيجية لأوروبا هى أمن دول الاتحاد والعلاقات الاجتماعية بين الدول والمواطنين فى شرق وغرب الاتحاد والتعاون المشترك والسياسات الحكومية.
وصف الخبير الأوروبى السياسات الأوروبية بالمرنة والبراجماتية مشيرا إلى أن المرونة فى تلك السياسات تأتى بسبب عدم الاستقرار الذى تشهده دول الجوار التى تحيط بالاتحاد الأوروبى وتنتشر بها الصراعات السياسية لافتا إلى أن الاتحاد يطمح فى خلق حالة من الاستقرار بين هذه الدول.
كوهلر أشار إلى أن الاستقرار لا يساوى بالضرورة التطور السياسى مضيفا: قد كانت دول ما قبل الربيع العربى تشهد استقرارا مع الأنظمة التى حكمتها لسنوات طويلة قبل أن تنفجر ثورات الشعوب وتطيح بها وهو ما يريد الاتحاد الأوروبى تجنبه مع جيرانه فى المستقبل.
وحدد الخبير فى الشأن الأوروبى عشرة دول بعينها فى الشرق الأوسط تمثل أولوية قصوى فى سياسات الاتحاد الأوروبى الخارجية وهى سوريا والأردن ومصر وفلسطين ولبنان والمغرب وتونس والجزائر وليبيا وإسرائيل ذلك لاعتبارات الجوار أو الحدود المشتركة أو لأسباب سياسية أخرى مضيفا: ينظر الاتحاد الأوروبى لهذه الدول فى قضايا الحوكمة والديمقراطية والنمو الاقتصادى وحقوق الإنسان والأمن وسياسات الهجرة.
وكشف كوهلير عن إجمالى ما أنفقه الاتحاد الأوروبى وما قدمه من مساعدات لتلك الدول فى الفترة من 2014 حتى 2020 حيث بلغ حجم المساعدات 15 مليار يورو وجاءت فلسطين فى مقدمة الدول التى تلقت مساعدات تلتها تونس ثم مصر ثم الأردن ثم لبنان وبعدهم الجزائر مضيفا: وهو ما يوضح أهمية تونس فى معادلة العلاقة بين الاتحاد الأوروبى والشرق الأوسط.
واعتبر كوهلير أن تونس تمثل نموذجا إيجابيا بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبى فى قضية النمو الاقتصادى والتطورات السياسية حيث شهدت انتقالا ديمقراطيا للسلطة وحققت معادلة الاستقرار السياسى حتى اليوم رغم إنها جارة ليبيا التى تعج بالصراعات والحروب الأهلية مشيرا إلى أن دعم تونس المالى من قبل الاتحاد الأوروبى زاد بعد ثورة عام 2011 وقد مثلت فرنسا أعلى دولة قدمت مساعدات لتونس.
وعن مستقبل تونس بعد صعود قيس سعيد للحكم واستحواذ حركة النهضة الإسلامية على غالبية المقاعد، قال كوهلير لا نعرف على التحديد كيف سيؤثر وجود قيس سعيد فى الرئاسة على مستقبل العلاقات مع الاتحاد الأوروبى ولكننا متفائلون بشكل عام.
وأكد الخبير فى الشئون الأوروبية أن دول الاتحاد لا تتبنى سياسات موحدة فى قضية المهاجرين واللاجئين ولكنها تخضع لاتفاقية دبلن وبعض الاتفاقيات الدولية إلا أن الأمر يختلف بين دولة وأخرى فالدول التى ليس لديها حدود خارج الاتحاد الأوروبى تتبنى سياسات مختلفة عن الدول التى ليس لها حدود خارجية مثل ألمانيا بالإضافة إلى سياسات كل دولة الداخلية ونظمها الحاكمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة