كشفت دراسة جديدة عن كيفية استغلال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، المسلمين الأمريكيين وعلى رأسهم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات الإسلامية الأخرى، لتوسيع نفوذه فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذى يفسر انحراف الرئيس التركى المتعمد بعيدا عن الغرب وحلف شمال الأطلس.
وقالت الدراسة إن نفوذ أردوغان توسع تدريجيا فى أمريكيا عام 2002، وقد عزز قبضته عام 2010 على معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" بمدينة كامبريدج من خلال تعيين رئيسه، موضحة أن أردوغان قد أسس كيانات إسلامية فى أمريكا لتوظيفها لصالح سياسته، ليس هذا فحسب بل وظف شخصيات بارزه بالقرب من الرئيس الأمريكى ترامب كمحاولة للتأثير على سياسات الرئيس الأمريكي إزاء تركيا.
وأضافت الدراسة الصادرة عن "انفستيجتيف جورنال" :" من المرجح أن فهم رجب اردوغان الذاتى قد تشكل من خلال حدثين تاريخين مهمين، هما ما يسمى بالربيع العربى خاصة فى مصر، والحروب الأهلية السورية، وهو ما سعى أردوغان لاستغلاله من أجل الترويج لنفسه فى العالم الإسلامى كشخص مؤهل لقيادة الأمة .
وكشفت الدراسة عن أن "اردوغان" طالب محمد مرسى العياط بالقضاء على المعارضة المصرية عقب وصول الإخوان لحكم مصر، ومواجهة دعوات اسقاط الجماعة فى 30 يونيو بالقوة.
وأوضحت "الدراسة" أن اردوغان استغل الربيع العربى والأحداث المؤلمة فيه لتوسيع نفوذه محليا ودوليا بـ3 طرق، الأول الاستيلاء العسكرى ومحاربة السلطة فى مصر، ثانيا محاولة الاطاحة بالرئيس السورى، ثالثا استخدام الحركات الإسلامية العالمية وخاصة الإخوان وحماس فى جميع دول العالم لدعم سياساته وزيادة تأثيره.
اردوغان يستقوى بأمريكا ضد جيش بلاده
وأوضحت الدراسة أن "اردوغان" بدأ عام 2003 فى إيجاد سبل لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة مع بوش كاستقواء منه ضد جيش بلاده التركى، وذلك بعدما فاز حزب العدالة والتنمية فى الانتخابات التى جرت عام 2002.
وأشارت الدراسة أن اردوغان استشعر أنه بحاجة إلى الاعتماد على الآخرين فى تعاملاته مع الولايات المتحدة ليس فقط مع الشتات التركى ولكن أيضا مع المسلمين الآخرين فى أمريكا، وفى البداية حاول العمل عى إقامة اتصالات مع حركة "جولن" القائمة بالفعل فى الولايات المتحدة الأمريكية، ثانيا فتح علاقات مع الجماعات الإسلامية والمؤسسات المسلمة وأوضحت الدارسة أن أردوغان يدعم أعضاء فى الجونجرس الأمريكى من أجل توسيع نفوذه ، وتحقيق أهدافه غير المشروعة
وقالت الدراسة إن انفاق تركيا على كبرى الشركات السياسية فى الولايات المتحدة الأمريكية زاد بشكل بشكل مستمر وبلغ ذروته بعد عمليات مكافحة الفساد فى ديسمبر عام 2013، وبعدها احتاج اردوغان إلى ضرورة تطهير أسمه من خلال روايات كاذبة.
ورصدت الدراسة أسماء عدد كبير من المؤسسات التى سيطر عليها اردوغان، ومنها مركز ديانات الأمريكى (dca) ومسجد ديانات الرئيسى فى لانهام، ومنظمة التراث التركى ( tho) واللجنة التوجيهية الوطنية الأمريكية التركية، وجميعة رجال الأعمال الصناعيين المستقليين، ومؤسسة تركين، ومركز ديانيت للشباب والنساء والأسر والتعليم، والمؤسسة الدينية التركية الأمريكية ومؤسسة الزكاة.
أما المنظمات الإسلامية الأمريكية التى تتعاون وتنسق مع تركيا وأردوغان، فهى مجلس الولايات المتحدة الأمريكية للمنظمات الإسلامية ومجلس العلاقات الأمريكية والدائرة الإسلامية الشمالية، والمعهد الدولى للفكر الإسلامى، والصندوق القانونى الإسلامى الأمريكي، والمجتمع الأمريكى المسلم، والمسلمون الأمريكيون من أجل فلسطين والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وكلية الزيتون.
وقالت الدراسة أن أردوغان يقوم بالتلاعب ببراعة بعدد من الشعارات الإسلامية، واستثمر 110 ملايين دولار فى مركز ديانت وبناء مسجد ومركز ضخم فى ولاية ماريلاند لتعزيز نفوذه والوصول بين المسلمين الأمريكيين وتمثل نفسه كزعيم للمجتمع الإسلامى أو الأمة فى الولايات المتحدة.
ائمة اردوغان للتجسس
وأوضحت الدارسة أن أردوغان دفع بالعديد بالأئمة ليكونوا جواسيس لصالحه، وقد عينتهم ودفاعتهم شركة ديانت للتجسس نيابة عن المخابرات التركية.
المنظمات الإسلامية التابعة للإخوان وأردوغان فى أمريكا
تشير الدراسة إلى أن منظمة التراث التركى هى منظمة غير حكومية مقرها واشنطن واسستها مجموعة من رجال الأعمال الأتراك الأمريكيين للتشجيع على الحوار حول القضايا ذات الأهمية فى العلاقات الثنائبة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا
تشير المنظمة على صفحتها على الويب الخاص بها إلى أنها مدعومة بالكامل من خلال التبرعات الخاصة، حيث أبلغت النماذج الضريبية لمنظمة التراث الأمريكى عن عائدات بلغت 1135000 دولار فى عام 2015 و763 دولار فى عام 2016 ، ومع ذلك فإن مؤيدى منظمة التراث التركى هم من االشركات التركية الحصرية التى تصادف أن تكون إما شركات تركية مملوكة للدولة أو شركات خاصة لها علاقات وثيقة مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
اعتاد مؤسس منظمة التراث التركى هليل إبراهيم دانيميزاز العمل لصالح أحد الشركات التركية ولكن وفقا لشروطه الخاصة، وحصل على أجر تقريبا لعدم القيام بأى شئ، وكشفت رسائل البريد الإلكترونى التى تم اختراقها من بين الرسائل رسالة أرسلها دانيميزاز إلى بيرات البيرق تشير إلى أن موقعه بالعمل كان بمثابة غطاء.
مؤسسة الزكاة الأمريكية
تأسست مؤسسة الزكاة من قبل خليل دمير فى شيكاغو كمنظمة غير ربحية وهى مركز موثوق للتبرعات بالزكاة، وتربط كل من مؤسسة الزكاة الأمريكية ومؤسسها خليل دمبير علاقات وثيقة مع تركيا وأردوغان، وكان خليل دمير حاضرا بشكل مستمر فى البرامج التى عقدها أو حضرها الرئيس التركى فى الولايات المتحدة الأمريكية حتى أنه التقى أردوغان شخصيا فى الدورة الـ71 لجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى سبتمبر 2016.
حافظت مؤسسة الزكاة على علاقات وثيقة مع الممثلين الأتراك فى الولايات المتحدة الأمريكية فعلى سبيل المثال استضاف السفير التركى فى واشنطن مأدبة إفطار حيث استضاف العديد من رؤساء المؤسسات الأخرى
المجلس الإسلامى للمنظمات الإسلامية
تم تأسيس المجلس الإسلامى للمنظمات الإسلامية رسميا فى 12 مارس 2014 فى حدث فى النادى الوطنى للصحافة فى واشنطن كمجموعة مظلة لتكون بمثابة صوت تمثيلى للمسلمين وكانت أولويته هى البناء على حقوق المواطنة المسلمة، وهذا المجلس من الجماعات الإسلامية فى أمريكا التى تعمل لصالح أردوغان.
مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير
مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير هو جمعية خيرية معفاة من الضرائب وهو مجموعة حقوق مدنية، وهى أكبر منظمة للحريات المدنية الإسلامية فى أمريكا ولها مكاتب إقليمية فى جميع أنحاء البلاد
كان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ومديرها التنفيذى نهاد عوض من بين الشخصيات البارزة التى تدعم بقوة الرئيس التركى وسياساته فى الولايات المتحدة الأمريكية تم الكشف عن ارتباطات مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بحماس
الدائرة الإسلامية بأمريكا الشمالية
تصف الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية نفسها بأنها منظمة إسلامية أمريكية شمولية تأسست فى 1 سبتمبر 1968 كرد على الحاجة المتزايدة لمجتمع مسلم داعم فى أمريكا الشمالية، وتم إنشاء الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية فى البداية كفرع للطلاب المسلمين والتى أسسها مهاجرون هنود من جنوب أسيا.
قامت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية بتجشيع الاتصال بالعديد من المنظمات المتطرفة، كما كرم أيضا جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية وشجعتهم علنا باعتبارهم الحركات الكبرى فى القرن الـ20.
المعهد الدولى للفكر الإسلامى
أنشأ المعهد الدولى للفكر الإسلامى فى الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1981 كمؤسسة غير ربحيةي أكاديمية وتعليمية وثقافية، ومقرها فى هيرندون، كما أن له فروع وشركات تابعة فى جميع أنحاء العالم
تأسس فى الأصل ى سويسرا عام 1977 خلال مؤتمر دولى لكبار الشخصيات من جماعة الإخوان بينهم يوسف القرضاوى وشخصية قيادية فى جماعة الإخوان وأحد كبار القادة الروحيين والعلماء الاجتماعيين المسلمين وهى أول منظمة لجماعة الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية.
الصندوق القانونى للمسلمين فى أمريكا
يصف الصندوق القانونى للمسلمين فى أمريكا نفسه بأنه مؤسسة خيرية تمول العمل القانونى وبرامج للدفاع عن المسلمين ويتمتع بعلاقات وثيقة مع مؤسسات الإخوان، ولم يكن خجولا من دعمه للحالات التابعة للمنظمات المرتبطة بالإخوان.
ديانت
مؤسسة حكومية دستورية تمثل أعلى سلطة دينية باسم الإسلام والدولة وهى مؤسسة ضخمة تشرف على 90 ألف مسجد فى تركيا والآلاف فى الخارج، وتعمل سواء فى تركيا أو فى الحارج بحوالى 145000 موظف وهو ما يمثل ضعف عدد الموظفين منذ وصول أردوغان إلى السلطة بما فى ذلك 100000 إمام و40000 مدرس للقرآن ومعلم الأديان و300 من الدعاة و1250 مفتيا.
فى عام 2018 تم زيادة ميزانية ديانت بنسبة 13 % إلى 7,8 مليار ليرة تركية والتى كانت أكثر من إجمالى الميزانيات الإحدى عشر وزارة بما فى ذلك وزتارة الثقافة والسياحة والاقتصاد والطاقة
ديانت تشرف على 90000 مسجد فى تركيا من خلال المساجد والأئمة أو المؤذنين المعنيين
أئمة التجسس الدولى
يدور جدل مهم الآن حول الجيل الجديد من أئمة الجواسيس بالأخص فى الدول الغربية فقد أجرت مؤخرا بلاد أوروبية مثل ألمانيا والنمسا وهولندا وسوويسرا والنرويج والسويد تحقيقات مع أئمة أتراك التى عينتهم شركة ديانت للتجسس نيابة عن المخابرات التركية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة