استيقظ أهالي منيا القمح، بالشرقية الخميس قبل الماضى، على أصوات عالية وصرخات كان مصدرها ربة منزل في الثلاثينيات من عمرها، تصرخ وتبكي فقدان ابنتها "ميرنا" بها طعنات عديدة وبرقبتها سكين على ما يبدو أن الجاني تركه في رقبتها من شدة الطعنات التي تعرضت لها حتى فارقت الحياة.
الجريمة كانت غامضة للغاية، في البداية كان الجاني مجهولًا على مدار أربعة عشر يومًا، إلى أن نجح رجال مباحث المديرية، بإشراف العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، بالتنسيق مع الأمن العام، برئاسة العميد ماجد الأشقر، في فك اللغز وكشف غموض الواقعة.
البداية كانت عندما تركت زوجته البيت وهناك شواهد تربط بينه وبين سيدة متزوجة، كانت هذه عُصارة المعلومات التي وردت بشأن عم الفتاة، والذي تبين أنه المتهم الرئيسي بارتكاب الواقعة؛ إذ دلت التحريات السرية على أن العم ربما تورط بصورة أو بأخرى فيما حدث للمجني عليها، ليتم ضبطه ومواجهته بما أسفرت عنه التحريات والشكوك.
توصلت التحريات: أن الطفلة شاهدت سيدة تتسلق إلي شقة عمها في الطابق العلوي، في ظل غياب زوجته عند منزل أسرتها، وأخبرت عمها بذلك، الأمر الذي كان يُهدد سمُعته وصورته أمام الجميع؛ إذ خشي أن تفضح الفتاة أمره وعلاقته بالسيدة فقتلها بصورة بشعة.
وأعد لذلك سكينًا، حيث استغل غياب والدتها لدى "سلفتها" بالطبق الأسفل من المنزل، وشقيقتها التي غابت هي الأخرى لقضاء حاجات المنزل من سوق القرية، فضلًا عن غياب والد الفتاة للعمل بإحدى الدول، وراح يطرق الباب إلى أن فتحت الفتاة له، وفور تأكده من خلو المنزل عليها أخذها إلى غرفة نومها وقتلها إذ أخرج السكين وطعنها 30 طعنة بأنحاء متفرقة بالجسد، قبل أن يستقر السلاح في رقبة المجني عليها وقد نفذ من الجانب الأيمن إلى الأيسر، فيما لاذ المتهم بالفرار وأوصد الباب خلفه، قبل أن يتم كشفه وضبطه بعد الحادث بعدة أيام.
وتلقى اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بالعثور على جثة الطفلة "ميرنا.ح.ع.أ" 16 سنة، مقتولة داخل منزل أسرتها التابع لدائرة مركز شرطة منيا القمح.
وتبين العثور على الطفلة مقتولة بعدة طعنات بأنحاء متفرقة بالجسد، فيما جرى نقل الجثة لمشرحة مستشفى "منيا القمح" المركزي، وبالعرض على النيابة العامة قررت انتداب لجنة من الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 9992 إداري منيا القمح لسنة 2019، وتبين أن الطفلة تلقيت 30 طعنة وليس 14.
جرى تشكيل فريق بحث جنائي، الذي ضم كلا من الرائد محمد فؤاد، رئيس مباحث منيا القمح، ومعاونيه النقباء علي رؤوف، ومعتز سعيد، وأحمد عطية ومحمود الصادق، ومصطفي العسكري، برئاسة الرائد رائد ربيع، وكيل فرع البحث الجنائي لفرع الجنوب، وبتوجيهات العقيد جاسر زايد، رئيس فرع البحث الجنائي لفرع الجنوب، بإشراف العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، بالتنسيق مع العميد ماجد الأشقر، رئيس فرع الأمن العام، حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة عم المجني عليها، عامل، 24 سنة، مُقيم بالطابق الرابع فوق شقة المجني عليها بذات المنزل.
جرى ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بما أسفرت عنه التحريات، واعترف بأن المجني عليها أخبرته في اليوم السابق للجريمة بعلمها بوجود علاقة غير شرعية بينه وبين إحدى السيدات متزوجة.
وأشار المتهم إلى أن زوجته كانت متواجدة لدى أهلها لحضور حفل زفاف شقيقها، وخوفًا من افتضاح أمره أقدم على قتل ابنة شقيقه والتخلص من حياتها، فيما جرى التحفظ على المتهم تحت تصرف النيابة العامة، والتي أخطرت لمباشرة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة