فى مثل هذا اليوم الموافق 5 ديسمبر من عام 1930 ولدت المطربة الكبيرة صاحبة الصوت الدافئ المميز وكروان الشرق الفنانة فايزة أحمد، التى أمتعتنا خلال مسيرتها الغنائية بمئات الأغانى الراسخة فى وجدان الملايين ومازال صوتها يصدح ليمتع أجيال لم تعاصرها.
صوتها حاضر فى كل المناسبات، يعبر عن كل مشاعر الحب والحنين والفرح والبهجة والشوق، فايزة أحمد خير من غنت للأم والأخ والأب والأسرة وبيت العز، وكانت مشاركاتها القليلة فى بعض الأفلام التى لم يتجاوز عددها 6 أفلام مميزة تضفى البقاء والجمال على هذه الأعمال بما تشدو به كروان الشرق من أغان ومنها، تمر حنة ، أنا قلبى لك ميال، ياحلاوتك ياجمالك، بيت العز، وغيرها.
ولدت فايزة أحمد في صيدا بلبنان لأب سوري ونشأت وعاشت بداية حياتها في دمشق، وبعد ظهور ميولها الفنية تقدمت لإذاعة حلب وغنت وذاع و سافرت من سوريا إلى العراق وغنت عددا من الأغاني باللهجة العراقية، ثم سافرت إلى مصر، وتقدمت للإذاعة المصرية، وذاع صيتها فى مصر ولحن لها كبار الملحنين ومنهم محمد الموجى، كمال الطويل، محمود الشريف، بليغ حمدى، كما تعاونت مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
ارتبطت فايزة أحمد عاطفيا وفنيا بالملحن محمد سلطان وشكلا معا ثنائيا فنيا وقدما عددا كبيرا من الأغانى، حيث جمعتهما علاقة حب وزواج لمدة 17 عاما، ورغم انفصالهما وزواج فايزة أحمد بعد طلاقها من سلطان إلا أنهما عادا لاستئناف حياتهما الزوجية بعد طلاقهما خاصة بعدما عانت كروان الشرق من المرض وظل محمد سلطان إلى جوارها حتى وفاتها حيث ماتت على كتفه وظل وفيا لها بعد وفاتها ويذكر دائما أنها الحب الوحيد فى حياته.
وخلال حياتها تحدثت كروان الشرق كثيرا عن قصة حبها لمحمد سلطان وذكرياتها معه، ففى احد الأعداد النادرة لمجلة الكواكب كتبت فايزة أحمد عن هذه العلاقة الخالدة وقالت:"فى عام 1963 أقام الموسيقار الراحل فريد الأطرش حفلة فى منزله ودعانى إليها، كما دعا إليها الملحن الشاب محمد سلطان الذى بدأ يلمع كأحد أبطال السينما"
وتابعت:" كان سلطان وقتها يرفض العمل فى الأدوار الثانية بالسينما ويصر على أدوار البطولة وعندما يأس من طول الانتظار قرر أن يعود لهوايته القديمة وهى التلحين، وكان سبق ولحن بعض الأغنيات للمطرب عبداللطيف التلبانى"
وعن بداية قصة الحب قالت فايزة أحمد :" فى تليك الليلة لاحظت أن سلطان يبدى إهتماما شديدا بى، ولم يكن اهتمامى بالشاب الوسيم الذى يقطر حلاوة أقل، حتى لاحظ الحاضرون ، وبعد هذا اللقاء دعتنى صديقتى المطربة رويدا عدنان إلى أحد المطاعم وعرفت بعدها أن سلطان هو الذى رتب لهذا اللقاء واتفقنا خلاله على أن يعد لى لحنا، وبالفعل التقينا ومعه لحن " رش الورد" وبعدها بدأ التعاون الفنى الكبير بيننا واتفقنا على الزواج ، وتزوجنا فى 6 يوليو عام 1964 فى الشهر العقارى حيث لم أكن وقتها حصلت على الجنسية المصرية وكان مقدم المهر 25 قرشا والمؤخر ألف جنيه"
واستمر زواج فايزة أحمد وسلطان وأنجبا ابنيهما التوأم طارق وعمرو، ولكن دبت بعض الخلافات بينهما وانتهت بالطلاق فى 22 مايو 1981 ، وتزوجت فايزة أحمد من ضابط يصغرها فى السن ولكن لم يستمر هذا الزواج، ولم يتحمل سلطان نبأ مرض فايزة أحمد فالتقى بها واستأنفا حياتهما الزوجية حتى وفاتها فى 21 سبتمبر عام 1983.