أكرم القصاص - علا الشافعي

الإمام محمد عبده فى تونس.. هل ذهب لتكوين جماعة سرية؟

الجمعة، 06 ديسمبر 2019 03:30 م
الإمام محمد عبده فى تونس.. هل ذهب لتكوين جماعة سرية؟ الإمام محمد عبده
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 6 ديسمبر من عام 1884 وصل الإمام محمد عبده إلى تونس والتقى بعلماء جامع الزيتونة فى رحلة استغرقت أربعين يومًا، فما الذى حدث هناك.
 
تقول الموسوعة التونسية المفتوحة فى ذلك إنه قبل انفصال الشيخ محمّد عبده عن جمال الدّين الأفغانى، هناك حقائق لا بدّ من إبرازها ووضعها فى سياقها التّاريخى. لا شكّ فى أنّ الشّيخ محمّد عبده زار تونس لأوّل مرّة، وأقام بها من  ديسمبر 1884، لكنّنا لا نعرف أسباب هذه الزيارة ويقال إنّ محمّد السنوسي اتّصل في إستانبول، حسبما رواه هو في كتابه الرّحلة الحجازيّة بمحمّد بيرم الخامس، كما اتّصل فى دمشق بالأمير عبد القادر الجزائرى لينضمّ المغاربة الثلاثة إلى "العروة الوثقى" وهى جمعيّة سريّة عالميةّ معادية لأوروبا يعتقد أن ّ جمال الدين الأفغانى هو الذى أسّسها فى حيدر آباد، وأنّ لها عدّة فروع في العالم الإسلامي، غايتها الدعاية لفكرة التضامن الإسلامى.
 
ويقال إنّ السنوسى، عند رجوعه إلى تونس، في سنة 1883، نظّم نواة للعروة الوثقى من العلماء الزيتونييّن، ويروي بعضهم أن ّ الشيّخ محمدّ عبده زار تونس زورته الأولى من أجل الاتّصال بالفرع التّونسي للعروة الوثقى، وعلى الرّغم من تواتر هذه الرّواية، وتردّدها، فإنّها بحاجة إلى تعديل، كما تدلّ عليه الوثائق، فثمّة مثلا سيرتان لجمال الدّين الأفغاني قد ألقتا بظلال الشك على الرّواية حول مسائل ثلاث على الأقل: حقيقة تنظيم العروة الوثقى وطابعها العالمي، وقيام فرع تونسي لها، وسبب زيارة محمّد عبده لتونس، وتنفي السيرتان حقيقة وجود جمعيّة العروة الوثقى فيما عدا باريس، وفي جميع الأحوال لا يهمّنا هنا الجزم بوجود جمعيّة العروة الوثقى في حيدر آباد أو في القاهرة ما دام أمر وجودها بتونس لا شك فيه، كما تفيد السيرتان بأنّ عبده قدم إلى تونس أساسا ليطلب مساعدة لجريدة العروة الوثقى التي انقطعت عن الصدور في باريس لصعوبات ماليّة.
 
ثمّ سعى عبده شخصيّا وفق هذه الرّواية لتشكيل خليّة للعروة الوثقى بتونس، وهذا ما يؤكّده مضمون رسالة بعث بها الشيخ عبده في 24 ديسمبر 1884 من تونس إلى جمال الدّين الأفغاني في باريس، وقد جاء فيها: "لقد التقيت هنا أثناء إقامتي بعلماء وأمراء موقّرين  واستقصيت حول نشاطات عدد كبير منهم وأعلمتهم أنّ العروة الوثقى ليست فحسب اسما لصحيفة بل هي أيضا اسم منظمّة أسّسها السيّد عندما كان في الهند، مركزها حيدر آباد ولها فروع في أماكن أخرى ويجهل كلّ فرع وجود الفروع الأخرى، لكنّ رئيس الجمعيةّ يعلمها جميعا، إنّنا نرغب في بعث فرع هنا، وقد قبلوا الدّخول فيه. وإنّي اليوم بصدد تنظيم الجمعيّة في سرعة حتّى أسافر. أغلب الأعضاء من العلماء ومن بينهم الشّيخ الورتتاني، والشيخ سالم بوحاجب، وسوف أمدّك بأسماء كلّ الذين أدّوا القسم إثر إتمام الأمر إنّ شاء الله، وأرجوك ألاّ تكشف عن أسمائهم فقد أكدت لهم أنّ الأمر سرّي وأسماء الأعضاء لا يعرفها إلاّ رئيس الجمعيّة ودعاتها، أمّا موضوع المال فإنيّ في يأس مطلق، فقد طرقنا كلّ باب وتجاوزنا التّلميح إلى المصارحة بالأمر أو نكاد، ولكن يبدو لي أنّ جهودى تذهب دون طائل".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة