كشفت دراسة حديثة أن المنطقة القطبية الشمالية قد ارتفعت درجة حرارتها فى العقد الماضى تقريبًا مثل الأرض بأكملها فى آخر 137 عامًا.
تدعى ورقة البحث أن درجة حرارة القطب الشمالى قد ارتفعت بمقدار 1.35 درجة فهرنهايت (0.75 درجة مئوية) فى 10 سنوات، بينما ارتفعت درجة حرارة الأرض ككل بنحو 1.44 درجة فهرنهايت (0.8 درجة مئوية) منذ بداية الثمانينيات من القرن التاسع عشر.
تتنبأ الورقة البحثية الجديدة، التى كتبها 15 خبيراً دولياً، بآثار ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية) - وهى علامة فارقة كانت متوقعة باتفاقية باريس.
وقال المؤلف الرئيسى للبحث إريك بوست، أستاذ البيئة بجامعة كاليفورنيا فى ديفيس: "العديد من التغييرات التى حدثت خلال العقد الماضى دراماتيكية لدرجة أنها تجعلك تتساءل عما سيحدثه العقد المقبل للاحترار، فإذا لم ندخل بالفعل فى منطقة القطب الشمالى الجديدة، فنحن بالتأكيد على مقربة من الكارثة".
ويقول الباحثون إنه مع اقتراب الأرض من عتبة الاحترار الخطرة البالغة 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية) ، فإن القطب الشمالى والقطب الجنوبى قد يصلان إلى 7.2 درجة فهرنهايت و 3.6 درجة فهرنهايت، مما يعنى ارتفاع درجات الحرارة السنوية و ارتفاع بنسبة 12.6 درجة فهرنهايت و 5.4 درجة فهرنهايت على التوالى فى الشتاء.
توضح الدراسة ما الذى يمكن أن يعنيه 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية) للاحترار العالمى بالنسبة لخطوط العرض العالية، إذ يعنى ارتفاع فى درجات الحرارة يصل إلى 12.6 درجة فهرنهايت (7 درجات مئوية) للاحترار فى القطب الشمالى و 5.4 درجة فهرنهايت (3 درجات مئوية) فى القطب الجنوبى خلال بعض أشهر السنة.
وكتب الباحثون أن مثل هذا الحدث الهام سيكون له خسارة كارثية للجليد الأرضى فى المنطقة القطبية الشمالية، لكن آثاره لن تكون محلية فى القطب الشمالى.
حذر البروفيسور مايكل مان من جامعة ولاية بنسلفانيا من الدراسة: "ما يحدث فى القطب الشمالى لا يبقى فى القطب الشمالي".
سيؤثر الانصهار السريع للجليد الأرضى فى القطب الشمالى على خط العرض فى نصف الكرة الشمالى، أو الفضاء بين الدائرة القطبية الشمالية ومنطقة مدار السرطان - التى تغطى كل أوروبا وأمريكا الشمالية تقريبًا ومساحات شاسعة من آسيا.
سوف تشمل العواقب فقدان الغطاء النباتى وموجات الحر القاتلة والتهديدات للحياة البرية والطقس القاسى وفقدان "سبل العيش البشرية التقليدية".
قام فريق من 15 باحثًا من جميع أنحاء العالم بتجميع التقرير ، الذى نُشر فى مجلة Science Advances ، جنبا إلى جنب متخصصون فى مجالات الحياة والعلوم السياسية والاجتماعية وعلوم الأرض.
فى حين ظلت درجات الحرارة فى القطب الجنوبى مستقرة إلى حد ما مقارنة بالقطب الشمالى، يتوقع الباحثون أن يؤدى فقدان الجليد الأرضى فى كل من المناطق القطبية الشمالية والجنوبية إلى ارتفاع منسوب مياه البحر بمقدار ثلاثة أمتار.
يحذرون من أن التعاون الدولى سيكون مفتاح التكيف مع التغيرات المتوقعة، فى حين أن التدابير الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون تعتبر "حاسمة" أيضًا لإبطاء ارتفاع درجات الحرارة.
يعتقد البروفيسور بوست أن الأرض ستصل إلى 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية)، وهو ما يمثل توقعًا لاتفاقية باريس، لكن المنطقة القطبية الشمالية موجودة بالفعل خلال بعض أشهر السنة، وقد تصل درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين على أساس سنوى فى أقرب وقت قبل 25 سنة من بقية الكوكب.
يبلغ متوسط درجة الحرارة العالمية الآن حوالى 1.98 درجة فهرنهايت (1.1 درجة مئوية) أعلى من فترة ما قبل الصناعة، وفقًا لبيان صادر عن الأمم المتحدة هذا الأسبوع، فإننا لا نقترب من المسار الصحيح لتحقيق هدف اتفاقية باريس.
وقال أمين المنظمة (WMO): "إذا لم نتخذ إجراءً عاجلاً بشأن المناخ الآن، فإننا نتجه إلى زيادة درجات الحرارة لأكثر من 3 درجات مئوية [5.4 درجة فهرنهايت] بحلول نهاية القر، مع المزيد من التأثيرات الضارة على رفاهية الإنسان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة