سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 ديسمبر 1882.. «الأمير» حليم يسعى سراً إلى الجلوس على عرش مصر بعد خلع ابن شقيقه الخديو توفيق أثناء الثورة العرابية.. وجهات التحقيق تبحث عن الأدلة

الجمعة، 06 ديسمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 ديسمبر 1882.. «الأمير» حليم يسعى سراً إلى الجلوس على عرش مصر بعد خلع ابن شقيقه الخديو توفيق أثناء الثورة العرابية.. وجهات التحقيق تبحث عن الأدلة الخديو إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سعى الأمير حليم شقيق الخديو إسماعيل إلى الوصول للسلطة بدلا من ابن أخيه الخديو توفيق أثناء ثورة المصريين بقيادة أحمد عرابى، حسبما يؤكد «برودلى» المحامى الإنجليزى لعرابى ورفاقه فى كتابه «كيف دافعنا عن عرابى وصحبه» ترجمة: «عبدالحميد سليم»..يذكر برودلى «القصة بتفاصيلها، واستخدام المال فيها،وظهور «الشيخ العدوى»، إمام المالكية وصلابته أمام جهات التحقيق بشأنها، ومحاولات هذه الجهات أن تثبتها بشتى الطرق، تحت اسم المؤامرة الحليمية».
 
رأى «حليم»، وأخته الأميرة زينب أن تبنيهما لأفكار عرابى من شأنها أن تقربهما إلى طموحهما الذى إن نجح سيعودان من مقر إقامتهما فى تركيا إلى مصر وتولى السلطة فيها.. يذكر «برودلى»: «فكر حليم وأخته فى تبنى أفكار عرابى بالاتفاق إما معه أومع أصدقائه، وفى النهاية يصل إلى السلطة كحاكم شعبى، ونتيجة لذلك صار أمرا بالغ الأهمية لهما: الدخول فى نوع من المفاوضات مع الزعماء الوطنيين»، وجد حليم ضالته فى «عثمان باشا فوزى» الوكيل العام للأميرة زينب فى القاهرة، وأؤتمن على جس نبض عرابى وإخوانه، يؤكد برودلى: «صار عثمان باشا «التركى الأصل»، من تلك اللحظة وطنيا متحمسا فى كل المظاهر، ولم يكن هذا بكاف، إذا كان هناك أمر ضرورى تماما على عثمان باشا القيام به وهو أن يبحث عن وسيط يمكن الاعتماد عليه، ليقوم بدور الوساطة فى المفاوضات مع رؤساء الحزب الوطنى».
كان «حسن موسى العقاد» هو الوسيط الذى اختاره «عثمان باشا فوزى».. يذكر برودلى أن «العقاد» عاد من نفيه فى السودان قبل الثورة العرابية بشهور، ونادى علانية بولائه لعرابى.. ينظر برودلى إليه نظرة سلبية.. يصفه: «لم يكن حسن موسى لا أكثر ولا أقل من مغامر سياسى شديد الذكاء، له عين حادة يبصر بها الفرصة السانحة، وكان ذا عزم قوى لتحويل التعقيدات القائمة إلى أحسن تيسير مستطاع، وبالرغم من أنه كان رجلا له أساليب خطيرة، إلا أنه كان يتطلع إلى السياسات على أنها وسيلة لزيادة ثرواته.. كان نقطة ضعيفة فى درع عرابى».
 
بدأت المراسيل بين الأمير حليم من تركيا بعثمان فوزى باشا فى مصرالذى كان بدوره ينقل مافيها من أخبار وآراء ومطالب إلى «حسن موسى».. كانت الخطابات مكتوبة بشفرة يعجز أى حد أن يفك طلاسمها، وهكذا كان كل شىء يدور فى سرية شديدة.. يؤكد «برودلى» أن عرابى لم يكن يعلم أى شىء عن هذه الصفقة، ولم تكن له على الإطلاق فى أى فترة من فترات حياته أى اتصالات أو علاقات مع الأمير حليم، أو بأى شخص من الأشخاص الآخرين الذين لهم اهتمامات فى مؤامرة القصر»، وحين تم القبض على «عرابى»، وقادة الثورة العرابية، بحثت جهات التحقيق وكان اسمها «قومسيون التحقيق»، عن أى دليل يثبت عندهم هذه القضية التى اعتبروها «خيانة عظمى».
 
عثر «قومسيون التحقيق»على الخيط فى بيت «حسن موسى» بالقاهرة أثناء تفتيشه، وجدوا أوراقا كثيرة لكنهم لم يعثروا فيها على ما يريدون، كانت عبارة عن خطابات مكتوبة بنوع من الشفرة طريف جدا، كان فيها وفقا لبرودلى: «أسود ونسور وزهور وعندليبات، وشخصيات تاريخية، امتزجت فى خلط لاأمل فى كشف ما وراءه».. يؤكد برودلى: وسط كل هذه الحثالة من الأوراق، وُجدت ذرة من ذهب، إذ على جذاذة صغيرة من الورق وجدت قائمة طويلة لكمبيالات بمبالغ ضخمة تلقاها حسن موسى من عثمان باشا فوزى».  
 
بعد العثور على هذه الكمبيالات، اضطر «موسى» و«فوزى» إلى توكيل «برودلى»، كمحامٍ لهما فى القضية، فذهب إلى كل واحد منهما فى زنزانته ليستمع إليهما..يؤكد: كان هم كل منهما ألا ينكشف سر هذه الكمبيالات».. يتذكر: قال حسن موسى: أرجوك أن تنصح عثما باشا أن يعلن أن كل ما فعله هو أنه أعطانى تلك الكمبيالات خلال أكثر الصفقات التجارية براءة، وليس تحت أية ظروف كتبت الإيصال الذى أعطيته له، رد «عثمان باشا» قائلا لبرودلى: قل لحسن موسى أن إيصاله هو المبرر الوحيد لى، وأنا فى الحقيقة لا أعرف أكثر مما يعرف طفل لم يولد، لماذا دفعت هذه الأموال.. أليس حسن موسى تاجرا؟ ألا يمكن أن تكون هناك بعض المعاملات التجارية مع الأمير حليم؟ ألا يمكنك أن ترتب معه وتوحى إليه بمثل هذا الدفاع؟
 
بدأ «قومسيون التحقيق» فى مواجهة الاثنين يوم 6 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1882..يؤكد برودلى: من كل الأشخاص الذين مثلوا أمامهم خلال مباشرتهم أعمالهم، كان حسن موسى أكثرهم ذكاء إلى حد كبير وأقلهم اختلاطا.. التزم موقف الجهل التام أوالموقف المتروى، التزم فى إجابته من البداية إلى النهاية بعبارة: أنا لا أتذكر، رفض على الإطلاق الإجابة على أية أسئلة محرجة أو تورطه هو نفسه أو أى شخص آخر». 
 
ظهر الشيخ «حسن العدوى»، إمام المالكية، وكان قصته مثيرة فى مسار الثورة العرابية، وبلغت ذروة إثارتها يوم 9 ديسمبر 1882، فماذا حدث فيها؟ 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة