أكرم القصاص

ماكرون وترامب وبوتين وداعش.. خلافات «حلف الناتو» حول أولويات التهديد والنفوذ

الجمعة، 06 ديسمبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت قمة «الناتو» الأخيرة مناسبة لتجديد التوقعات حول نظام عالمى جديد يتشكل بعيدا عن ثوابت ما بعد حرب الباردة، فقد بدت الخلافات بين أطراف حلف شمال الأطلنطى، حيث انتقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون استراتيجية حلف شمال الأطلسى (ناتو) ووصفه بأنه «ميت دماغياً»، وأن الأولويات التى وضعها الحلف بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد هى نفسها، حيث يمثل الإرهاب تحديا كبيرا. 
 
كلمات ماكرون أثارت ردود أفعال غاضبة من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى هاجم تصريحات ماكرون. وقال فى مؤتمر صحفى مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج أنه «فوجئ جداً» بتصريح ماكرون، معتبراً أنه «خطير جداً»، لكن الرئيس الفرنسى رد متمسكا بكلامه وقال: العدو المشترك اليوم هو الجماعات الإرهابية، ويؤسفنى أن أقول إننا لا نتفق على التعريف نفسه للإرهاب، مشيراً إلى أن تركيا تقاتل ضد من قاتلوا معنا الأكراد وأحياناً تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش. 
 
ودعا الرئيس الفرنسى إلى حوار استراتيجى مع روسيا بعيداً عن «السذاجة»، مؤكداً أن «فرنسا وألمانيا والدول الأوروبية الأخرى مهددة بصواريخ روسية جديدة»، وتابع أن «التهديد المشترك الأول هو الإرهاب الدولى وإرهاب تنظيم داعش».
 
أيضا كان اتهام الرئيس الفرنسى لتركيا بالتعامل مع داعش تحولا واضحا، حيث إن ماكرون يتهم عضوا فى حلف الناتو علنا بدعم الإرهاب، وبالرغم من أن الرئيس التركى رجب أروغان هاجم ماكرون، ورد على تصريحاته، فقد كانت الاتهامات هى الأولى علنا، بعد أن كانت تصدر مغلفة بالدبلوماسية.
 
أما عن الموقف الأوربى من روسيا، فقد بدا أن ماكرون يكرر الدعوة لاستبعاد روسيا من دوائر التهديد المباشر مع دعوتها للحوار، وتقديم تهديد الإرهاب ضمن استراتيجيات الحلف، ولم تكن المرة الأولى التى يشير فيها الرئيس الفرنسى ماكرون إلى روسيا، سبق وأعلن أثناء قمة السبع فى أغسطس الماضى وقال فى خطاب أمام سفراء بلاده وقتها «علينا أن نعيد التفكير بعلاقتنا مع روسيا.. وألا ننسى أن روسيا فى أوروبا، ولا يمكننا أن نؤسس للمشروع الأوروبى للحضارة الذى نؤمن به، من دون أن نعيد التفكير بعلاقتنا مع روسيا».
 
تصريحات ماكرون الأخيرة تعد استكمالا لما سبق وأعلنه أثناء قمة السبع، خاصة وأنه دعا إلى إعادة روسيا إلى الدول الثمانى، وإعادة رسم شكل التهديدات بحيث يحتل الإرهاب المرتبة الأولى، خاصة وأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عرض التعاون مع حلف «الناتو» وقال فى تصريحات من سوتشى تزامنا مع اجتماعات الحلف: «أعربنا مراراً عن استعدادنا للتعاون مع الناتو والتصدى معا للأخطار الحقيقية، لكن توسع الناتو وتطوير بنيته التحتية قرب الحدود الروسية يمثلان أحد التهديدات المحتملة لأمن بلادنا.
 
هناك تحولات متعددة تمثل تغييرا فى أولويات أوروبا الأمنية، مع تقريب روسيا، وتقديم الإرهاب كتهديد أكبر، وبالرغم من أن البيان الختامى لقمة الناتو تضمن لأول مرة إشارة إلى «التأثيرات الأمنية» لتصاعد الصين كقوة عسكرية، فقد كانت القمة كاشفة عن تغييرات متعددة فيما يتعلق برؤية النظام العالمى، وتحول فى النظرة الأوروبية لموقع روسيا من خريطة النفوذ وأولويات الخطر الذى يواجه العالم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة