قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن مستقبل بريطانيا يقف على المحك فى الانتخابات العامة المقبلة التى ستجرى فى البلاد الأسبوع المقبل.
وقالت الصحيفة فى تحليل لها إن رئيس الحكومة الحالية بوريس جونسون يطرح نفسه كوزير للاتحاد ويقود الحزب المحافظ الوحدوى، إلا أنه تم تحذيره من قبل السياسيين القوميين بأنه لو فاز فى الانتخابات وأكمل البريكست، فإن مستقبل بريطانيا سيكون على المحك.
كما قال رؤساء الوزراء السابقين إن سياسة جونسون المتعلقة بالبريكست يمكن أن تقوض سلامة المملكة المتحدة، على الرغم من أنه يحب أن يصف الدول الأربعة المكونة للملكة بالأربعة الرائعين. فالوزيرة الأولى لاسكتلندا نيكولا ستروجين تشير إلى معارضة البلاد للبريكست كمبرر لإجراء استفتاء جديد على استقلال اسكتلندا، وتضغط من أجل إجراء تصويت فى 2020 أو ربما فى العالم التالى لو فاز حزبها الوطنى الاسكتلندى فى الانتخابات فى برلمان أدنبره فى 2021.
كما أن اتفاق انسحاب جونسون من الاتحاد الأوروبى قد وضع حدود تجارية بين إيرلندا الشمالية وبريطانيا، مما أشعل المطالب من قبل القوميين الإيرلنديين المعارضين لبريكست لإجراء استفتاء حول وحدة جزيرة ايرلندا.
وكذلك، فإن بعض كبار المحافظين يشعرون بالقلق من الكيفية التى سيؤسس بها حزب المحافظين الذى يتشكل معظمه من الإنجليز، سكان إنجلترا، لمسار جديد للمملكة المتحدة كلها خارج الاتحاد الأوروبى، حتى لو صوتت كلا من اسكتلندا وإيرلندا لصالح البقاء فى استفتاء بريكست لعام 2016.
وقال جون ماجور، رئيس الوزراء المحافظ السابق فى تصريحات سابقة له فى أكتوبر الماضى إنه لا يستطيع أن يتخيل أى جيل سابق من المحافظين يخاطر بالوحدة بالشكل الذى يحدث الآن.
وكانت رئيسة الحكومة السابقة تريزا ماى قد استخدمت واحدا من أخر خطاباتها الرسمية فى يوليو الماضى لحث خلفها على الحفاظ على المملكة المتحدة، وقالت إن الخروج من الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق سيكون له عواقب سلبية على وحدة المملكة المتحدة.
وبموجب خطة جونسون للانسحاب، فإن بريطانيا تخاطر بأزمة اقتصادية لو غادرت الاتحاد الأوروبى فى نهاية الفترة الانتقالية المقترحة للبريكست بدون التوصل إلى اتفاق تجارى مع الكتلة، واستجابت بدلا من ذلك لشروط منظمة التجارة العالمية.
وكان جوردون براون، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، قد قال فى يونيو الماضى إنه وحدة المملكة فى خطر مهلك زاد الآن أكثر مما كان عليه من قبل مع تصعيد القوميين الاسكتلنديين مطالبهم بالاستقلال فى ظل الاضطراب الذى سببه البريكست.
ويجادل جونسون بأن زعيم حزب العمال جيريمى كوربين هو من يمثل تهديدا أكبر للاتحاد، والذى تأسس فى عام 1707 عندما قررت برلمانا إنجلترا واسكتلندا توحيد المملكتين.
ولدى كوربين تاريخ طويل لدعم الجمهورية الإيرلندية، ولسبب توحيد إيرلندا، واقترح أنه يمكن أن يسمح بإجراء استفتاء لاستقلال اسكتلندا لو أن ستروجين فازت فى الانتخابات ببرلمان أدنبره فى 2021.
ويقول ديفيد ليدينجتون، نائب رئيس الحكومة السابق المنتمى لحزب المحافظين، إنه يعتقد أن حكومة كوربين ستكون تهديدا أكبر، على الرغم من أن يقبل بأن البريكست كان دوما يضع ضغوطا على وحدة مملكة، وقال إن التعامل مع الأمر بحساسية سيكون تحديا لأى حكومة.
لكن يبدو أن حساسية الاتحاد ليست سمة فى سياسة بوريس جونسون الخاصة ببريكست، والتى يبدو أنها تضع مسالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قبل أى شىء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة