أكرم القصاص

أردوغان وداعش والسراج.. خلط الأوراق وصناعة الأزمات

السبت، 07 ديسمبر 2019 07:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يتصور أنه قادر على اللعب بكل الأوراق فى سوريا والعراق، وأغراه نجاحه فى تحصيل بعض الأرباح من بيع النفط السورى والعراقى المسروق عن طريق داعش، لكن ومع بداية هزيمة داعش والتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، دخل الرئيس التركى برج نحسه، وكلما أراد الخروج من مأزق بالهروب إلى الأمام، تقوده مطامعه إلى مأزق جديد، وآخر محاولات أردوغان كانت عقد اتفاق مع حكومة السراج فى ليبيا لترسيم الحدود المياه الدولية، قبلها فشل الرئيس التركى فى محاولة الدخول إلى المياه الإقليمية وفشل فى مواجهة أوروبا ودول المتوسط، أشعل أزمة جديدة فى منطقة شرق المتوسط، وعبّرت كل من مصر واليونان وقبرص عن استيائها، رغم تأكيد الدول الثلاث على عدم وجود أى أثر قانونى له.
 
ويشمل اتفاق أردوغان السراج، تحديد مناطق النفوذ البحرى بين الطرفين، والتعاون الأمنى بينهما، وكان اتفاق تحديد مناطق النفوذ يخالف القوانين الدولية، خاصة أنه لا توجد أى حدود أو مياه مشتركة أو دولية بين تركيا وليبيا، ومن الوجهة الليبية، فإن السراج يرهن ثروات ومستقبل الشعب الليبى فى أيدى تركيا، كما أنه يفقد المزيد من الشرعية، بعد أن فتح طرابلس للإرهابيين، وحولها إلى ملاذ للإرهابيين الهاربين من سوريا والعراق. 
 
وفيما يتعلق بأردوغان، فإن الرئيس التركى بهذه الخطوة يحاول علاج أزماته بالتورط فى المزيد من الصدامات، وبعد أقل من شهر على فشل غزة لسوريا، وفشله فى التنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط أمام الشواطئ اليونانية، يحاول التقاط أى ورقة لتعويض خسائره وتصدير أزماته الداخلية والإقليمية. 
 
 
خلال 7 سنوات، نجح أردوغان فى خداع حلفائه فى أوروبا والولايات المتحدة بأنه يمتلك مفاتيح الحل فى سوريا، وخلف هذا الستار ارتبط بعلاقات قوية من التنظيمات الإرهابية، ووفر طرف مرور وملاذات لمقاتلين من كل دول العالم، انضموا إلى داعش والقاعدة، وظلت تركيا ممر دخول وخروج وعلاجا للدواعش وباقى التنظيمات الإرهابية. 
 
مع الوقت فشل رهان أردوغان على التنظيمات الإرهابية، خاصة علاقاته القوية مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والقاعدة، ومع الوقت تكشفت أوراق أروغان وتصادم مع حلفائه السابقين، خاصة فى أوروبا، حيث أقنعهم فى بداية الأزمة السورية بأنه يمتلك أوراقا فاعلة، بينما كان يتحالف مع التنظيمات الإرهابية وهى علاقات تكشفت بشكل كبير فشل التحالف الأمريكى الأوروبى لمواجهة داعش، وبعد دخول روسيا.
 
تلقى التنظيم هزائم دفعت عناصره للفرار إلى تركيا وغيرها، حيث يظل أردوغان مع تمويلات قطر هو الداعم الوحيد الظاهر لداعش ومقاتليها، وقد منح عددا من مقاتلى التنظيم ملاذات فى تركيا، وسعى لنقل الدواعش وأسلحتهم إلى ليبيا ضمن تحالف أردوغان السراج داعش. 
 
وخلال قمة حلف الناتو الأخيرة، وجه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون اتهاما مباشرا للرئيس التركى أردوغان بالعمل مع « داعش»، ضمن إشارته إلى الإرهاب كأول خطر يهدد أوروبا وحلف الناتو.   قال ماكرون: العدو المشترك اليوم هو الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن تركيا تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش، وهذا الاتهام لم يكن الأول من نوعه، وهو يكشف عن مأزق أردوغان وعلاقاته مع داعش، فضلا عن أزماته الاقتصادية التى تتضاعف بسبب إنفاق على الصراعات، وخسارة دخل البترول المسروق الذى ظل يحصل عليه من داعش والقاعدة طوال 7 سنوات.
 
لهذا يبدو أردوغان أشبه بلص يحاول كل فترة لفت الأنظار عن جرائمه بإشعال حرائق فى نقاط أخرى، لكن اتفاقه الأخير مع السراج فضلا عن كونه ينزع شرعية السراج، يدخل أردوغان فى مواجهة جديدة مع اليونان وقبرص ودول الجوار الليبى، فضلا عن كونه يفتح أبوابا جديدة لصدام قادم مع أوروبا التى تتهدد مصالحها فى البحر المتوسط.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة