بالقرب من جبل الضهر، بمنطقة أبرق الواقعة شمال غرب مدينة الشلاتين يوجد أشهر الآبار الجوفية وأقدمها، والتى كان يشرب منها قاصدها والراعى وعابر السبيل، وهى بئر "بيتان"، أهم مصادر المياه شمال الشلاتين قديماً، ومنطقة أبرق التى يقع بالقرب منها بئر بيتان، تقع شمال غرب مدينة الشلاتين، حيث يعد البئر من الآبار الشهيرة بجنوب البحر الأحمر.
وقال آدم سعد الله، أحد أهالى مدينة الشلاتين ومن المهتمين بتراثها، لـ"اليوم السابع" إنه كانت قديما هناك شركة تسمى شركة الحراريات العامة، اختارت موقع عملها بمنطقة بيتان ليكون عمالها بالقرب من البئر أهم مصادر المياه هناك، مضيفاً أن شركة الحراريات كانت تستخرج خام الكروم من منطقة بيتان والمناطق المحيطة بها.
وأوضح آدم أن الشركة أقامت مبانيها واستراحتها ومقراتها على بعد مسافة 7 كيلو مترات تقريبا عن موقع العمل بجبل أبو ضهر، وبعض المناطق الأخرى القريبة منه التى كانت ضمن مواقع عملها، حيث عملت الشركة فى تلك المنطقة منذ بداية الثمانينيات حتى بداية التسعينات تقريبا.
وكشف سعد الله، أنه كان للشركة مصنعاً لإنتاج الطوب الحرارى بإحدى مناطق محافظة أسوان، وأن مبانى الشركة التى ما زالت آثارها بالقرب من جبل أبو ضهر، حيث حتى الآن يستخدم تلك المبانى الرعاة ليستظلوا بها عند رحلات رعيهم لإبلهم وأغنامهم.
من جانب آخر قال أبو عبيدة البشارى، أحد شباب قبيلة البشارية بالشلاتين، إن بجانب بئر بيتان هناك عدة آبار شهيرة بجنوب البحر الأحمر، حيث إنها كانت قديما المصدر الوحيد للماء وما زالت المصدر الوحيد للماء للرعاة وقاطنى الأودية الجبلية.
وأضاف أبو عبيدة لـ"اليوم السابع"، أن تاريخ تلك الآبار فى مجتمعهم معروف للكبير والصغير، وأجدادهم قصوا لهم عن تاريخها، مؤكدًا أن تلك الآبار كانت فى البداية عيون تخرج منها المياه، فى قلب الصحراء، وكان منها الصالح للشراب والآخر كانت مياه بها بعض الملوحة.
وأضاف أبو عبيدة، أن الصحراء الشرقية قديمًا، كانت تسمى "صحراء عيذاب" وكانت توجد بالقرب من شواطئ الشلاتين، وميناء الحجاج القديم والذى كان يسمى بـ"ميناء عيذاب" يأتى الحجاج من جميع أنحاء محافظات الجنوب ليسلكونه إلى الأراضى السعودية.
وأوضح أبو عبيدة، أن تلك العيون منتشرة فى المنطقة، بطريقة كبيرة جدًا، وكان يمر عليها الحجاج أثناء رحلتهم بصحراء عيذاب، وعند الاحتلال الإنجليزى على مصر، ووصولهم لمثلث حلايب وشلاتين بحثًا عن الذهب، والتنقيب عنه، أرشدهم الذهب عن أماكن تلك العيون، فقاموا بتعقيمها، وحفرها على هيئة آبار.
وأوضح أبو عبيدة، أن الإنجليز قاموا آنذاك، بعمل تحديد رسوم لأراضى المنطقة للقبائل، وكل قبيلة استحوذت على البئر التى تقع فى أرضها، مؤكدًا أن تلك الآبار عقمها الإنجليز ومنذ أن عقمها الإنجليز لم تعقم حتى الآن والناس تستخدمها والجمال فى الشرب وأغراضهم اليومية.
ومن تلك الآبار المنتشرة والقديمة بجنوب البحر الأحمر، بئر "قومدليم" وسميت بهذا الاسم نسبة لوادى قومدليم، وتعتبر من الآبار المشهورة والتاريخية والتى ما زالت كما هى على مر العصور، وتعد مسار حركة الجمال للدخول من منفذ فنات من السودان، والذى دائمًا ما تتجمع إعداد كبيرة من الجمال حول البئر.
وكذلك بئر ادلديت الذى يعتبر من الآبار المهمة لسقاية الإبل البشارية المعروفة ومرابطها وهى من الآبار المالحة لقربها من البحر والتى لا تصلح لشرب البشر ويعتبر هذا الموقع مهمًا جدًا لسقاية الإبل التى تأتى من السودان إلى جميع محافظات مصر وإلى خارج مصر.
وأيضًا من الآبار المشهورة والتى لها تاريخ بالمنطقة بئر "شناى" وسميت بهذا الاسم نسبة لأحد المحاربين القدامى بالمنطقة وتعتبر من الآبار المشهورة فى المنطقة وهى من الآبار الصالحة للشرب وتتبع البشارية قبيلة العلياب فرع الشنايب.
أقدم آبار الصحراء الشرقية (1)
أقدم آبار الصحراء الشرقية (2)
أقدم آبار الصحراء الشرقية (3)
أقدم آبار الصحراء الشرقية (4)
أقدم آبار الصحراء الشرقية (5)
أقدم آبار الصحراء الشرقية (6)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة