يتسم السباق نحو الرئاسة الأمريكية هذه المرة بوجود بعض الأسماء ذات الثقل، ليس السياسى رغم أنها معركة سياسية بالأساس، ولكن بالثقل المالى تحولت معه المنافسة على الجلوس خلف المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض إلى حرب بالملايين التى تنفق لتوصيل الرسائل السياسية والوصول إلى الناخبين المستهدفين عبر الدعاية بمختلف أشكالها، لاسيما التلفزيونية، والرقمية التى تلعب دورا حاسما فى هذه الانتخابات.
وحتى قبل أسبوعين، كان الرئيس ترامب يغرد منفردا فيما يتعلق بالإنفاق على الحملة الدعائية والإعلانات، لكن الوضع اختلف كثيرا بعد دخول الملياردير مايكل بلومبرج السباق الديمقراطى للفوز بترشيح الحزب فى الانتخابات الرئاسية، والذى أنفق خلال فترة قصيرة للغاية أكثر مما أنفق منافسيه الديمقراطيين البارزين، جو بايدن وبيرنى ساندرز واليزابيث وارين، مجتمعين، بل وتفوق أيضا على الرئيس ترامب، القادم أيضا من عالم المال والأعمال، هو الآخر.
صحيفة نيويورك تايمز ذكرت فى تقرير لها الأسبوع الماضى أن بلومبرج يتبع نهجا غير تقليدى للغاية فى حملته لنيل الترشيح الديمقراطى، وتتركز جهوده بشكل أساسى حول الإعلان والكثير من الإعلانات، فقام خلال الأسبوع الأول بعد إعلان ترشحه بإنفاق أكثر من 30 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية فى جميع أنحاء البلاد، وكان هذا الأسبوع الأغلى لمرشح رئاسة فى الانتخابات التمهيدية فى الولايات المتحدة.
كما أعلنت شركة أناليتكس أدفرتيسنج، التى تقوم بقوم ببتبع الإعلانات الخصة بالمرشحين، أن حملة بلومبرج أنفقت 54 مليون دولار على الإعلانات الرقمية والإذاعية وعلى تلفزيون الكابل منذ إعلان ترشحه.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن حجم هذه الجهود الإعلانية أصبح نقطة تحول فى السباق، حتى أنه أثار انتقادات من قبل منافسيه الذين يقولون إن بلومبرج يستفيد من نظام سياسى وحزبى يجعل من السهل جدا على المليارديرات شراء طريقهم فى السباق، بل وقالت السناتور إليزابيث وارين فى تصريحات على فناة بلومبرج التلفزيونية، التى يملكها بلومبرج، إنها لا تعتقد أن الانتخابات يجب أن تكون للبيع.
وحتى قبل إعلان ترشحه، قالت نيويورك تايمز فى تقرير لها الشهر الماضى إن بلومبرج، عمدة نيويورك السابق، بدأ حملة للإنفاق على الإعلانات الرقمية عبر الانترنت بقيمة 100 مليون دولار مخصصة للهجوم على ترامب.
حل الرئيس دونالد ترامب، فى المركز الثانى فى الإنفاق الإعلانى، ففى إحصائية أجراها موقع أكسيوس أواخر الشهر الماضى، أشار إلى أن ترامب أنفق قرابة 34 مليون دولار على الإعلانات، بينما أنفق وارين وساندرز وبايدن وبيت بوتيجيج أقل من 16 مليون دولار، وهو فارق هائل.
وتولى حملة ترامب اهتماما كبيرا بالإعلانات الرقمية، حيث قالت مجلة تايم فى تقرير بعددها الأخير إن بيانات الإعلانات الخاصة بفيس بوك أظهرت أن ترامب أنفق 16.2 مليون دولار على فيس بوك حتى الآن هذا العام، وذلك مقارنة بـ 14.2 مليون دولار أنفقها توم ستير، أحد المرشحين الديمقراطيين، و5.9 مليون لبيت بوتيجيج و4.9 مليون لإليزابيث وارن.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن ترامب يستغل تداعيات مساعى عزله فى الكونجرس للوصول إلى المزيد من الناخبين والمانحين على منصة التواصل الاجتماعى التى تعرضت لانتقادات شديدة لكونها وسيلة للتدخل فى الانتخابات، لاسيما بعدما استخدمت روسيا فيس بوك وغيره من منصات التواصل الاجتماعى لنشر المزاعم الكاذبة وتنظيم حملة ضد هيلارى كلينتون فى الانتخابات الماضية.