تحدث الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، خلال خطبة الجمعة اليوم من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة عن "شخصية الإنسان المصرى".
وقال الأزهرى خلال الخطبة: أن الإنسان المصرى العظيم بنيت شخصيته ونسجت عبر التاريخ من موارد فريدة لاتتاح لغير هذا الوطن، ولا لغير هذا المكان، مقدمًا عدد من الأعمدة بنيت عليها شخصية الإنسان المصرى النبيل.
وأوضح: العمود الأول هو أن الإنسان المصرى إنسان متدين بطبعه، هكذا كنا نقول عبر الزمان الماضي، لكن طرأت صور من التدين المغلوط الذى ينقض العهود ويروع الآمنين من خطاب تيارات التطرف على اختلاف أسمائها، فنحن أحوج إلى إعادة تعديل العبارة لتكون معبرة عن المصرى تعبيرًا صحيحًا فنقول: أن الإنسان المصرى متدين تدينا يصنع الحضارة" فالهرم الأكبر نموذج مصرى لصناعة إنجاز دينى لخدمة قضية الآخرة، لكنه فى الوقت نفسه تدين دفع الإنسان إلى الإبداع والسبق فى العلوم الرياضية والمعمارية والهندسية فأصبح التدين صانعا للحضارة، ومثل ذلك فى مسجد السلطان حسن هرم مصر الرابع عبقرية البناء الفريدة، مضيفا أن المصرى متدين تدينًا يصنع الحضارة.
وأضاف: العمود الثاني- أن الإنسان المصرى واسع الأفق رأى الدنيا كلها تأتى لبلده من طلاب العلم الذين يأتون من المشارق والمغارب، فوجد أن بلده أم الدنيا، تنور الدنيا وتعلمها، وتقدم البر والعطاء والنورانية للدنيا، ليس ضيق الفكر أو منكفيء على أزماته".
والعمود الثالث أن الإنسان المصرى إنسان معمر، فمنذ أن شيد المعابد والمساجد والكنائس العظيمة والمدن إلى جيلنا الذى نرى فيه الفلاح البسيط الذى يحدثك عن آماله ويطمح أن يدخر ليبنى بيتا، فمازالت قضية البناء والعمران حاضرة تدفعه وتحركه تجعله شغوفا بالعمران مقبلا عليه محبا له.
وأكمل: العمود الرابع أن المصرى إنسان قوى فى روحه وثقته فى ذاته وعقله وفكره وتاريخه وإرادته ومقدرته على اجتياز أزماته.
أما العمود الخامس أن المصرى قائد ورائد، عرف وظيفته وأدرك دوره، يمد يده لأشقائه من الأوطان العربية والإسلامية والدنيا كلها، ولأنه نبيل فإنه لم يتكبر، بل كان قائدا نبيلا، خادمًا لكل من حوله، يمد يد الحب والبذل والعطاء، أدرك أنه لا عز له إلا بأشقائه المحيطين،
والعمود الخامس أنه إنسان شغوف بالعلم محب للإبداع شيد المدارس ومعاهد العلم والتعليم وأبدع فى العلوم وشيد الجامعات وخرج منه العباقرة والمفكرون والكتاب الذين شهدت لهم الدنيا بجودة الفكر.
والعمود السادس أن الإنسان المصرى منذ صغره صنع على أن يكون مقدما للإنسانية و بسط اليد للتعاون، فهو انسان يقدم الخير للإنسانية وإن كان فى وقت أزمة .
والعمود السابع أن المصرى إنسان وطنى صاحب انتماء محب لتراب بلده لا تهون عنده، يدرك قيمتها وقدرها يفتديها بروجه ونفسه.
والعمود الثامن أن مجموع ذلك أن المصرى متوازن متوسط معتدل فالاعتدال أبرز السمات الأساسية للشخصية المصرية.
وأشار الأزهرى إلى أنه بعد انطلاق الخطب الثلاثة من مسجد الفتاح العليم قامت جهات بحملات شعواء على هذا الخطاب وعلى مسجد الفتاح العليم من قنوات تقول أن مسجد الفتاح العليم بديلا للأزهر، متسائلا: "أى عاقل فى الدنيا يقول ذلك، الأزهر يوم أن نشأ له فرع بالإسكندرية على يد إبراهيم باشا 1240 هجرية وعمر فيه التعليم على غرار الأزهر لم يقل أحد أنه بديل عن الأزهر بل أنه رافد من روافده وفرع من فروعه، بل كان الأزهر يمده بعلومه ومشايخه.
وتابع: لما نشأ الجامع الأحمدى فى طنطا وصار يمنح الشهادات العالمية بمناهج الأزهر لم يقل أحد أنه بديل عن الأزهر ويوم أن نشأ الجامع الدسوقى فى كفر الشيخ، ويوم أن نشأ معهد فؤاد الأول فى مدينة أسيوط كانت كل ذلك وجوهًا أزهرية وكواكب متألقة تدور فى فلك الأزهر الشريف، وأنا أتشرف بانتسابى للأزهر الشريف ومسجد الفتاح العليم فرع من الأزهر ومن غصون شجرته.
وأكد أن كل إنسان مصرى يفتخر بالأزهر أعظم الافتخار، أنه المنار العريق الذى آوى إليه طلاب العلم من المشارق والمغارب فخرج العلماء والزعماء والمفتيين الذى رجعوا لبلادهم فملؤها علمًا واستقرارًا.
وقال: من هذا المنبر أرفع اسمى آيات الإجلال والتقدير للأزهر ولأستاذه الدكتور أحمد الطيب وأعلنها جميعا أننا رجال الأزهر ورجاله وجنوده وحملة مشاعل النور منه، مؤكدا أن قضيتنا الأولى بناء الأوطان، والثانية حفظ مكانة مصر والثالثة بناء شخصية الانسان المصرى على نحو يستعيد الانسان ذاكرته ويثق فى ذاته وتاريخه ومؤسسات بلده وينطلق بتجاوز أزمات بلده، فيدنا ممدوة بالتعاون لنقدم الخير للبشرية كلها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة