تجربة جديدة ورائدة فى مجال العرض المتحفى، بدأها متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، فالأول مرة فى مصر يتم وضع لوحات ثنائية الأبعاد بجوار القطع الأثرية ليتمكن فاقدو البصر من لمسها.
وبدأ المتحف تنفيذ عدد من القطع الأثرية فى لوحات صغيرة استرشادية بجانب القطع الأثرية بطريقة مجسمة، حتى يتمكن فاقدو البصر من لمس هذا النموذج ومعرفة جمال القطعة الأثرية، وهى بمثابة تقنية جديدة فى العرض المتحفى لفئة فاقدى البصر، بالإضافة إلى وضع شرح تفصيلى عن تاريخ القطعة الأثرية مكتوبة بطريقة "برايل".
وتقول منى الدباس، وكيل متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن متحف الآثار قد بدأ الاهتمام بفئة المكفوفين منذ عام 2010، حيث تم تطوير العرض المتحفى ليتضمن بطاقات شارحة للآثار مكتوبة بطريقة "برايل"، ثم تطورت الفكرة إلى تنفيذ بعض المجسمات ثنائية الأبعاد، كنموذج صغير من القطعة الأثرية، يستطيع المكفوف لمسها ليتمكن من معرفة شكل القطعة الأثرية بالإضافة إلى البطاقة الشارحة بطريقة "برايل" حتى يتمكن المكفوفون من مشاهدة عرض المتحف بشكل كامل.
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الفكرة تخدم تطوير العرض المتحفى ونتمنى أن يتم تعميمها على جميع متاحف مصر، كما أنه جارى حاليا تنفيذ أكبر قدر من القطع الأثرية حيث تم تنفيذ 7 قطع أثرية حتى الآن تم اختيار قطعة تمثل كل عصر من العصور القديمة، ونحتاج إلى التمويل لتنفيذ باقى الأعمال.
من جانبه قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية يعتبر متحفا عالميا، ويضم جميع عصور مصر التاريخية فهو بمثابة "تاريخ مصر فى كبسولة"، ونسعى حاليا إلى مزج الآثار بالتكنولوجيا لتبسيط علم المصريات باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وحول أعمال تطوير العرض المتحفى، قال مدير متحف الاثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن أعمال التطوير تضمنت عرض لوحات ثنائية الأبعاد للمكفوفين وهو أسلوب يطبق للمرة الأولى على الإطلاق، ويسمح للمكفوفين الاستمتاع بالآثار عن طريق حاسة اللمس، وقام المتحف بتطبيقها على 7 تماثيل حتى الآن وسوف يتم تعميمها على باقى التماثيل الهامة بالمتحف، خاصة أن المتحف يتلقى عددا كبيرا من الزائرين المكفوفين من متحف طه حسين التابع للمكتبة أيضا.
وتابع: وضعت إدارة المتحف تطبيقا على الموبايل "الأندرويد" يحمل كتاب الموتى الفرعونى بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضارى والفرعونى بهدف تبسيط المعلومات فى علم المصريات وذلك بقاعة العالم الآخر بالمتحف، ويقوم الزائرون، بمسح علامة التطبيق من اللوحة والاستمتاع بقراءة "كتاب الموتى" وخاصة الفصل 125 الخاص بمحاكمة الموتى، كما يتضمن التطبيق غناء هذا الفصل "غناء أوبرالى"، مؤكدا أنه جارى قريبا تطبيق تقنية "الهولوجرام".
وأشار "عبد البصير" إلى أنة تم إضافة لوحات الفيوم وهى هامة جدا تاريخيا، كما تم وضع نسخة حجر رشيد وهى النسخة الوحيدة المطابقة للأصل بالمتحف، لتعطى مقدمة عن علم المصريات للزائرين، حيث ترجع أهمية نسخة حجر رشيد إلى أنها مقدمة عن علم الآثار المصرية، وفك اللغة المصرية القديمة فى عام 1822وبداية نشر علم المصريات.
وأضاف "عبد البصير" إلى أن المتحف يضم 1276 قطعة أثرية، منها 1200 فى صالات العرض، وبعض القطع الأخرى بالمخازن لترميمها، لافتا إلى أن أهم تلك القطع رأس الإسكندر الأكبر التى تم وضعها فى مقدمة المتحف، ولوحات الموزييك التى تم اكتشافها أثناء الحفر لإقامة المكتبة، بالإضافة الى تمثال الراعى الصالح، والمنجلية، الطفل النائم، مجموعة معبد الرأس السوداء، و تمثال إيمحوتب المهندس الذى بنى هرم سوزر، فى عهد الأسرة الثالثة بداية عصر بناة الأهرام والمتواجد فى قسم الآثار الفرعونية ضمن مجموعة الآثار المصرية، وتمثال بتاح.
يذكر أن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية قد تأسس فى عام 2001، بهدف عرض نبذة عن العصور المتعاقبة التى مرت على مصر، بالإضافة إلى نشر الوعى الثقافى لدى النشء، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية، وجاءت تلك الفكرة بعدد اكتشاف لوحة نادرة من الفسيفساء، فى أعمال الحفر التى شهدتها مكتبة الإسكندرية أثناء الإنشاء.
ويضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية التى تنتمى إلى عصور مختلفة للحضارة المصرية بدءًا من العصر الفرعونى حتى العصر الإسلامى مرورًا بالحضارة اليونانية التى جاءت إلى مصر مع قدوم الإسكندر الأكبر، والتى أعقبتها الحضارة الرومانية ثم القبطية قبل دخول الإسلام إلى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة