بأصالة المصريين، وببشرة داكنة تلاعب بها الزمن، بعد أن بلغ السبعين من عمره، وبأيادٍ ملطخة بالورنيش طوال اليوم، غير مكترث بهذه الرتوش من وجهة نظره والتى تعتبر مصدر رزق ساعيًا بين المواطنين بين جنبات مدينة شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، يحمل إبراهيم محمدى صندوقه الخشبى الممتلئ بالورنيش والخامات المختلفة ساعيا للحصول على لقمة العيش.
ويجلس منتظرًا لقمة العيش أمامه صندوقه الخشبى، بعد أن أطلقوا عليه "ملك الورنيش"، والذى يعمل بطلاء الأحذية من أكثر من خمسين عامًا، بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
وتقابلنا معه أمام أحد المقاهى بالمدينة، معبرًا عن قصته بكلمات بسيطة فى رحلة قضاها لمدة زادت على خمسين عامًا، قائلاً: "أعمل منذ أكثر من خمسين عامًا بهذه المهنه والتى ورثتها عن أبى ولا أجيد عمل أى مهنة غيرها".
وتابع: "أعمل طوال تلك هذه الفترة، وأنا كلى أمل فى الحياة، وتزوجت ورزقنى الله بعشرة من الأبناء تمكنت من تعليمهم على القدر الذى أستطيع وكان أملى أن أتمكن من توظيف أى أحد منهم ولم أتمكن حتى الآن".
وتابع محمدى: "كنا نضع بالصندوق كمية من الخامات من الالوان والورنيش لا تتخطى العشرة جنيهات فى الماضى وتدرج الامر إلى أن أصبح الصندوق الآن يحتاج إلى أكثر من 120 جنيهًا حتى أتمكن من تجهيزه، والذى لا يستمر أكثر من ثلاثة أيام".
وأضاف محمدى، أنه أصبح الآن يعانى من انتشار الأحذية الجلدية والكاوتشات وغيرها من الأحذية التى حرمته من رزقه وأصبح لا يتمكن من الوفاء بالتزامات المنزل بشكل كبير الأمر الذى جعله يناشد بضرورة أن يكون له أى تأمين أو معاش يساعده على الحياة ما تبقى من عمرة بشكل محترم.
وأكد محمدى، أنه على الرغم من تقدم السن وعدم قدرته على العمل أو الحركة الجيدة، إلا أنه لا يتمكن من ذلك وأنه ليس أمامه أى شىء سوى أنه يسعى دائمًا للقمة العيش، مناشدًا أن يتم توظيف أحد أبنائه وأن يكون له معاش يساعده على الحياة الكريمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة