ميلاد صديق غالى يكتب: العطاء بلا حدود

الأحد، 10 فبراير 2019 04:00 م
ميلاد صديق غالى يكتب: العطاء بلا حدود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نادراً ما نجد شخصا متقنا لعمله يقدم كل الإخلاص والجهد دون أن ينتظر مدحا أو تعظيما من شخص، بل يفعل هذا لأنه مؤمن بأن الله يراه دائماً ولن يضيع أجره أبداً، يضع الإنسانية فى المقدمة لا ينتظر مدحا أو تبجيلا من إنسان ولا يتظاهر بتقواه أو ما يقدمه للآخرين.

قصة الطبيب الايطالى (جوسيبى موسكاتى) فقد عرفت قصته بالصدفة، كان مثالاً واضحاً للتضحية والبذل من اجل الانسانية، ولد عام 1880 وتوفى عام 1927 أى عاش 47 عاما، درس الطب بجامعة نابولى بإيطاليا وكان مميزاً جداً، فقد قدم الكثير والكثير للإنسانية، لأنه كان يؤمن جيداً أن الطب مهنة انسانية ليس الغرض منها هو تشخيص المرض واعطاء الدواء فقط أو الكسب المادى، بل كانت حياة الطبيب الشاب مُقسَّمة بين رعاية المرضى ومتابعتهم باهتمام شديد، يُراعى فيها ألمهم ومعاناتهم حتى وإن كانت آمال الشفاء ضعيفة، وبين مواصلة البحث العلمى فى أوقات انتهاء وردية الإشراف على المرضى وكان يقوم بمهام الرعاية والتمريض بنفسه لتنمية الناحية الإنسانية فى رسالة الطبّ، وتعليم الفريق الطبى أن الطب ليس فقط دواء للجسد بل اهتمام بنفسية المريض ومعاملة راقية له، ذهب الى الاماكن النائية والفقيرة واختلط بالفقراء عند انتشارمرض الكوليرا وسعى لعلاج مرضاهم.

 كان ينظر إلى الطب كرسالة سماوية لتخفيف معاناة البشر، لا كوسيلة لتحقيق الربح من خلال المتاجرة بالطب وتوفيره للقادرين فقط، لذلك كان يرفض تحميل الفقراء بتكالف العلاج، استقبل الفقراء بمنزله وكان يفحصهم دون مقابل، بل إنه كثيراً ما كان يُعطى مبلغ 50 ليرا ملفوفة فى روشتة الدواء لأى فقير يُعالج لديه لدرجة انه باع اجزاء من اثاث منزله ليقدم الدواء لكل من يسأله من الفقراء، كان يذهب لدار الايتام يفحص الاطفال ويعالجهم فقد كان يؤمن أن العطاء والحب لا يتوقفان عند حد معين بل يكونان بدون حدود، كانت ابتسامته الدائمة اكبر دواء لكل مريض برغم انه وصل لدرجة بروفيسور، إلا أنه كان متواضعا جداً لم يتعال على الآخرين بل كان يعلم تلاميذه بإخلاص، توفى موسكاتى عام 1927 عن عمر يناهز 47 عاما فقط، وقدم الكثير والكثير فى هذه الفترة القصيرة، فماذا نقول عنه، أهو إنسان عرف جيداً أن له رسالة فى الحياة ولابد أن يتممها فى احسن حال، أم نقول إنه كان متأكد جيداً أن الله يراه فى كل وقت وفى كل حين لذلك لم يكن منتظراً مدح من اى انسان.

سيبقى اسم الطبيب جوسيبى موسكاتى فى ذاكرتى دوماً لانه مثال للطبيب الذى ادرك جيداً أن الله اعطاه هذه الموهبة والرسالة لخدمة الانسانية، انا اعرف جيداً انه هناك امثله فى بلادنا مثل هذا الطبيب وأتمنى أن يكون هناك الكثير والكثير من امثاله لخدمة الانسانية .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة