قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إنه على مدار الأربعة سنوات الماضية توحد أبناء مصر مع مؤسسات دولتهم وضربوا المثل فى الصبر والمثابرة لإرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية، وبالفعل تحرك الشعب والحكومة سويًا لتنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادى فى إطار استراتيجية مصر 2030، التى تستهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية من خلال عدد من المشروعات التنموية العملاقة وتوفرالعديد من فرص العمل.
وأضاف الملا، خلال كلمته بمؤتمر إيجبس 2019، إن مصر قطعت شوطًا إصلاحيًا اقتصاديا طويلًا، بالإضافة إلى إجراء إصلاحات هيكلية فى مختلف القطاعات، وقد ساهمت هذه الإصلاحات فى تحسن المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الائتمانى لمصر بشهادة العديد من المؤسسات الدولية.
واستعرض وزير البترول بالمؤتمر، ثمارالمبادرات التى تم طرحها خلال مؤتمر إيجبس الماضى، مشيرا إلى أنه تم توقيع عقد المسح السيزمى الإقليمى لمنطقة خليج السويس، وبدء المناقشات الفنية مع الشركات العاملة بالمنطقة لبدء المسح السيزمى بالمنطقة بنهاية عام 2019، لافتا إلى أنه تم طرح مناقصة بوابة مصر للاستكشاف لتسويق المناطق البترولية المختلفة الكترونيًا لتسهيل الوصول إلى البيانات لتشجيع عمليات البحث والاستكشاف لزيادة الإنتاج، بالإضافة إلى تحقيق طفرة غير مسبوقة فى مبيعات بنزين 95 بنسبة 250%.
وأوضح الملا خلال كلمته بالمؤتمر، أنه فى ظل هذه الإصلاحات واستراتيجية مصر 2030 شرع قطاع البترول فى تنفيذ استراتيجية طموحة لتطوير وتحديث القطاع برؤية موحدة، تهدف إلى تحقيق الاستفادة الاقتصادية المثلى من الثروات الطبيعية، للمساهمة فى التنمية المستدامة لمصر، وتحويل مصر لمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول، وأنه على مدار العامين الماضيين تم البدء فى تنفيذ هذه الاستراتيجية والتى ساهمت فى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
كما استعرض الوزير زيادة عدد الشركات والمنافذ التسويقية بنسبة تزيد عن 300%، وذلك عقب المبادرة التى أُعلن عنها العام الماضى بإدخال نوع جديد من بنزين 95 ذو العلامة التجارية، كما تم الانتهاء من مرحلتى تشخيص وتصميم المحاور الرئيسية الثلاثة لبرنامج تطوير شركة بدر الدين للبترول كأحد النماذج لتطوير الشركات المشتركة لإنتاج البترول، وتتضمن تطوير أسس الحوكمة وتنمية الكوادر، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الأداء، وسوف يتم البدء فى المراحل التجريبية الأولى لتطبيق ما تم الاتفاق عليه مع بداية الربع الثانى من هذا العام استعدادا للتطبيق الشامل فى مرحلة لاحقة.
وقال الملا، إنه يجرى حاليا الاتفاق مع عدد من شركاء قطاع البترول لبدء مشروعات مماثلة فى عدد من الشركات المشتركة الأخرى، كما أشار إلى تمكن بوابة التواصل الرسمية للعاملين بالقطاع التى تم تدشينها العام الماضى من توحيد أبناء القطاع فى منصة واحدة لمعرفة أحدث الاخبار والنجاحات والتحديات التى تواجهنا لإرساء الشفافية كأساس فى التعامل، وأن عدد المستخدمين بلغ ما يزيد عن 70 ألف مستخدم.
وأعلن الملا، تمكن قطاع البترول هذا العام من تحقيق قصص نجاح ملموسة فى كافة مجالات صناعة البترول كانت لها أصداء إيجابية على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، ويأتى على رأسها التحول الهائل لمصر خلال ثلاث سنوات من أحد أكبر مستوردى الغاز فى العالم لتحقيق الاكتفاء الذاتى بل واستئناف التصدير بالدعم الكبير من رئيس الجمهورية وتضافر جهود عدة جهات بالحكومة والتى أدت لاستعادة ثقة الشركاء من الشركات العالمية من خلال خفض المستحقات المتأخرة بأكثر من 80%، وهو ما انعكس على جهودهم وزيادة استثماراتهم خلال الفترة.
كما أشار لقيام الشركات المحلية بملحمة وطنية ومساهمتها فى تنفيذ عدد كبير من مشروعات تنمية حقول الغاز فى زمن قياسى ساهمت فى زيادة الإنتاج بنسبة 60%.
ولفت الوزير إلى أنه فى إطار سياسة الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقديم خدمة متميزة لجميع المواطنين بكافة فئاتهم تم تحقيق رقم قياسى غير مسبوق فى مجال المشروع القومى لتوصيل الغاز للمنازل، حيث تم زيادة معدلات التوصيل إلى أكثر من مليون وحدة خلال عام 2018 مع إعطاء الأولوية للقرى والمدن التى لم يصلها الغاز من قبل، هذا إلى جانب التوسع فى مشروع تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى المضغوط فى ضوء سياسات تعظيم القيمة المضافة وتخفيض فاتورة الدعم وكذلك الحفاظ على البيئة، ونعمل حاليا على خطة لزيادة أعداد السيارات المحولة وانتشار محطات التموين نظرًا لكونه وقودا نظيفا ومنخفض التكلفة.
وأشار الوزير إلى أن عام 2018 شهد تحقيق خطوات إيجابية وملموسة نحو تنفيذ مشروع مصر القومى للتحول إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول والذى بدأ بتطوير البنية الأساسية وتعزيز أواصر التعاون مع شركاء مصر الدوليين والإقليميين، موضحا أنه تم توقيع مذكرة تفاهم للشراكة الاستراتيجية فى مجال الطاقة بين كل من مصر والاتحاد الأوروبى بما يساهم فى تحقيق أمن الطاقة اقليميًا خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبى تمثل الأسواق الرئيسية لغاز شرق المتوسط وأنه تم توقيع اتفاق حكومى بين مصر وقبرص لتسهيل إقامة خط أنابيب بحرى مباشر بين البلدين لنقل الغاز الطبيعى من حقل أفروديت إلى مصانع إسالة الغاز بمصر لاعادة تصديره.
وأعلن أن هذه الجهود قد تكللت فى منتصف يناير الماضى بانعقاد الاجتماع الوزارى الأول لمنتدى غاز شرق المتوسط بمبادرة من مصر واختيار القاهرة مقرا له بهدف تعزيز التعاون من خلال حوار منهجى وصياغة سياسات إقليمية لتحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانات الغاز بالمنطقة بما يحقق المصالح المشتركة.
كما أعلن الوزير عن عدد من قصص النجاح والمبادرات تضمنت بدء إنتاج الغاز من حقلى جيزة وفيوم بالتعاون والشراكة مع شركة بى بى البريطانية والذى يمثل المرحلة الثانية من مشروع تنمية حقول غرب دلتا النيل البحرية بمعدل 400 مليون قدم مكعب يوميا يزداد تدريجيًا ليصل إلى 700 مليون قدم مكعب يوميًا خلال شهر أبريل القادم.
وأشار إلى أنه سيتم الاعلان خلال المؤتمر عن نتائج مزايدتى الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية للبحث عن البترول، والتى شهدتا اقبالًا كبيرًا من الشركات العالمية وكذلك عودة ودخول شركات أخرى للعمل فى مصر.
وأعلن الملا الانتهاء من المرحلة الأولى من تطبيق نظام تخطيط وادارة الموارد ERP بالهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية والبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية بهدف تطوير وتحسين الإجراءات وتداول البيانات والمعلومات الكترونيًا.
كما تم البدء فى تنفيذ هذا النظام فى عدد من الشركات التابعة فى إطار مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، وكذلك الاعلان عن إطلاق برامج تدريب وتأهيل القيادات الشابة والمتوسطة وتطوير الكوادر البشرية فى إطار مشروع التطوير وتوقيع مذكرات تفاهم مع عدد من الشركاء الأجانب والجامعات المحلية فى هذا الصدد، بالإضافة إلى الانتهاء من إعداد مسودة قواعد الحوكمة لشركات قطاع البترول وبدء الإجراءات اللازمة لإقرارها بما يساهم فى تحسين ممارسات الحوكمة لتواكب الممارسات العالمية وزيادة ثقة المستثمرين، وكذلك إطلاق برنامج التعاقب الوظيفى ووضع آلية لاختيار القيادات لقطاع البترول والهيكل الجديد يتسم بالشفافية والمنهج العلمى وكذلك خطط إدارة المواهب وخطط تطوير الكفاءات.
ولفت الوزير إلى أن مؤتمر ايجبس هذا العام يتواكب مع حدثين على قدر كبير من الأهمية... الأول مرور 60 عامًا على إنشاء منظمة الدول المصدرة للبترول "الأوبك" والتى اسهمت بنشاطها وفاعلياتها الواسعة فى استقرار السوق وتأمين الامدادات البترولية، مشيرا للاحتفاء بهذه المناسبة بحضور الأمين العام الدكتور محمد باركيندو فى القاهرة التى شهدت مولد المنظمة فى عام 1959.
وأضاف الوزير: "الحدث الثانى والأهم هو تسلم مصر بالأمس رئاسة الاتحاد الأفريقى لهذا العام وحرصها على تقديم كافة الجهود الممكنة للعمل على تحقيق مصالح القارة الأفريقية وتعزيز مسيرتها التنموية وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والتحديث، وفى هذا الصدد فإن وزارة البترول والثروة المعدنية تعتزم تكثيف التعاون مع الدول الأفريقية وعلى أتم الاستعداد لتوفير كافة الإمكانيات لنقل تجربة مصر وخبراتها فى استغلال الموارد الطبيعية بما يحقق المصالح المشتركة".
وكان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، قد افتتح صباح اليوم الاثنين، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أعمال الدورة الثالثة من مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول إيجبس 2019.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة