غرب الطريق الرئيسى الساحلى المؤدى من مدينة مرسى علم ، إلى مدينة الشلاتين بقرابة 50 كيلو مترا، توجد قرية "الخير"، "الجاهلية" قديماً، كانت اسما على مسمى لا زرع ولا ماء، وجاءها الخيرعقب تسميتها قرية الخير، حيث تم إنشاء عدة مشروعات بها لخدمة الأهالى بها.
خيام بدوية متناثرة تهددها الرياح إذا هبت، ووحدة صحية بلا طبيب، ولا تعليم ولا معلم فيها، هكذا كان حال القرية ، لبعدها وكثرة الأودية الجبلية الوعرة بها
وعقب تولى مصر قيادة سياسية تهتم بمواطنيها فى شتى ربوع مصر، تم النظر إلى تلك القرية، من جديد حيث تم تغيير اسمها بداية العام الماضى من الجاهلية إلى قرية الخير، وتم إنشاء مدرسة لأبنائها وكذلك 24 بيتا بدويا لأهالى القرية، وجارى إنشاء 12 بيت أخرى ليتم تسكين جميع اسر القرية التى لا يتعدى عدد سكانها 150 شخص.
آدم سعد الله، أحد مواطنى مدينة الشلاتين، يقول إن قرية الجاهلية تحولت من حال إلى حال، حيث كان من يقطن بها لا يدرى عن العالم الخارجى شيئا ، الذى يبدأ بالنسبة لهم من الطريق الساحلى الذى يسلك للوصول إليهم. مضيفا لـ"اليوم السابع"، أن أهالى قرية الخير ينتمون إلى فرع الفراجاب التابع لقبيلة العبابدة، مهنتهم الأساسية الرعى، و"التفحيم"، وهو بيع الفحم بعد حرق الأشجار اليابسة والميتة المتناثرة فى الجبال وبيعها على أنها فحم .
وأوضح سعد الله، كانت أكبر كارثة تعاني منها القرية أن لديهم وحدة صحية بدون طبيب، وعند مرض أحدهم تكون وسيلة النجاة الوحيدة له مستشفى الشلاتين التى تبعد قرب 80 كيلو متر أو الموت، إلا الآن أن أصبح هناك طبيب دائم داخل القرية وتم تجهيز استراحة له.
وقال أحد رجال القرية البالغ من العمر قرابة الـ 50 عاما والذى رفض ذكر اسمه، إن القرية كان يمر عليها العام ولا يرون فيها ألا أهلها لا يزورهم أحد، ومن سنوات لا تتعدى الأربعة، بدأت تشهد القرية زيارات بشكل متكرر من المسئولين ، وكان أكثرها من القوافل الشبابية، من شباب الجامعات قائلا: "الحكومة كانت نسيانا.. ولما السيسى بقى ريس افتكرونا.. وفروا الخدمات الأساسية"، مضيفا أنه تم إنشاء مساكن لهم ولوحات طاقة شمسية لتوليد الكهرباء ومدرسة وخزان مياه وعدة مشروعات أخرى بجانب المدرسة التى تم الاهتمام بها بشكل مختلف.
وكشف أنه فى بداية أغسطس العام الماضى زارتهم لجنة من وزارة التنمية المحلية، للاستماع لمطالبهم وتنفيذ احتياجاتهم وتحديد المشروعات التى تحتاج إليها القرية، وكانت اللجنة برئاسة مدير عام خطط ومشروعات التنمية الريفية بوزارة التنمية المحلية.
وتابع: أن اللجنة أكدت لهم أن زيارتهم لهم للاهتمام بهم، فكان ذلَك فرحة فى حد ذاته على حد قوله، وأن اللجنة كانت ضمن خطة وزارة التنمية المحلية لتنمية قرى مصر، وقاموا بتسجيل رغباتهم لتنفيذها من خلال برنامج تطوير القرية المصرية التابع لوزارة التنمية المحلية.
وسلم اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر 24 وحدة إسكان اجتماعى كاملة المرافق بمنطقة "الخير" "الجاهلية" قديما، ضمن احتفالات محافظة البحر الأحمر، أكد خلال تسليمها للأهالى أنه جارى الانتهاء من 12 وحدة إسكان أخرى كاملة المرافق والخدمات بالمنطقة وذلك للانتهاء من تسكين كافة الأسر هناك .
وأضاف محافظ البحر الأحمر، فى تصريحات له خلال تسليم الأهالى الوحدات أن مساحة الوحدة السكنية 225 مترا مربعا، المبانى على مساحة 70 مترا مربعا والفناء 155 مترا مربعا، تكلفة الوحدة السكنية الوحدة 250 ألف جنيه.
وزار اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر، قرية الخير، واستمع لطلبات أهالى القرية، وأمر بضرورة تشغيل الكهرباء على مدار اليوم، كذلك التأكد من توفير العلاج وكافة الأمصال اللازمة بالوحدة الصحية، وسير العمل بالمدرسة الخاصة بالقرية.
وشدد المحافظ على زيادة سعة الخزان بالمنطقة ليسع اكثر من 50 متر مكعب من المياه ، وأمر بضرورة إجراء دراسة لحفر بئر بالمنطقة لاستخراج 30 متر مكعب يومياً وعمل محطة تحلية لاستخدام المياه فى الشرب والزراعة أيضا.
كذلك أصدر تعليماته للمسئولين بضرورة تسجيل عقود الزواج واستخراج قسيمة الزواج للمتزوجين بالمنطقة وتتحمل المحافظة كافة التكاليف، حتى يتمكن الأهالى من استخراج شهادات ميلاد للأطفال ليتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة .
وأمر بضرورة الانتهاء من كافة الأعمال الإنشائية المتبقية لمسجد منطقة الخير خلال الأيام القليلة القادمة، وعمل دار ضيافة لاستقبال الضيوف بالمنطقة، وفتح فصل خاص بالمدرسة لضم الاطفال من سن 4 سنوات ليكون بديلا عن الحضانة، كما طالب الأهالى.
كما طالب الأهالى من المحافظ خلال زيارته الأخيرة له بتوفير إمام للمنطقة لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم، والذى أصدر تعليماته على الفور لوكيل وزارة الأوقاف بتوفير إمام دائم لهم.
