أكثر من 12 عاما مرت على رحيل الرئيس العراقي صدام حسين، واسمه لا يغيب أبدا عن الساحة السياسية، وذلك أمر متوقع، لكن الغريب أيضا حضور اسمه فى مجالس الشعراء.
فى سنوات محاكمة صدام حسين بعد الاحتلال الأمريكى لبغداد 2003 نسبت للرئيس حينها قصيدة يقول فيها "لا تأسفنَّ على غـدرِ الزمانِ لطالمـا/ رقصت على جثثِ الأســودِ كلاب/ لا تحسبن برقصها تعلوا على أسيادها…تبقى الأسودُ أسوداً والكلابُ كِلاب".
ومن جانب آخر اعتقلت السلطات العراقية، مؤخرا، الشاعر الشعبى صلاح الحرباوي، بسبب قصيدة ألقاها نهاية الشهر الماضى، امتدح فيها الرئيس السابق صدام حسين.
ونقلت شبكة "رووداو" عن مصدر فى الشرطة قوله إن "الحرباوى سلم نفسه للأجهزة الأمنية، بعد صدور مذكرة إلقاء القبض بحقه بعد أن ظهر فى مقطع فيديو وهو يمجّد الرئيس السابق صدام حسين".
وامتدح الحرباوى الرئيس العراقى السابق صدام حسين، فى حفل تأبينى لأحد قتلى الحشد الشعبى بمحافظة ذى قار جنوب البلاد نهاية يناير الماضي.
وقال الحرباوى فى قصيدته أمام حشد من العراقيين: " يا أبو عداى (صدام حسين) أكرهك، لكن أحبك حيل (كثيرا) لأنك تدخل على المعتدى لداره"، ووجه كلامه لمن ينتقده على أنه قد يكون منتميا للبعث بالقول: "هسة يقولون بعثى وتكلم لصدام، لكنى لم أنتم للحزب.. وعندى 16 شهيدا فى عهده".
لكن كيف ينظر الشعر للرئيس العراقى الراحل صدام حسين (1937- 2006)؟
رغد ترثى والدها
وكتبت ابنة صدام حسين عبر صفحتها الرسمية على "تويتر" فى نهاية عام 2018 فى ذكرى إعدام صدام حسين: "واثاريهم صدگ من اسمك يخافون.. لأن اسمك لعب بگلوبهم جوله.. واثاريها محبتك موش چيف ن چان .. يابويه شتل بالروح مشتوله.. اريد احچي بعلات الصوت.. ذمة برگبة الميتين والعدلين مشكولة ..الدولة خلاف عين صدام ..خمس فلوس ماتسوى..حدث في مثل هذا اليوم ..تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقى صدام حسين".
عبد الرزاق عبد الواحد
خلال الحرب العراقية - الإيرانية ما بين الأعوام 1980-1988، بزغ نجم الشاعر العراقيّ عبد الرزاق عبد الواحد (الذى رحل عام 2015) ورفض اتحاد الكتاب العراقى نعيه، بعد أنْ استطاع بأشعاره التي بُثّت على التلفاز آنذاك لفت انتباه الرئيس العراقيّ السابق صدّام حسين، فحظيَ بمنزلةٍ قريبةٍ منه ومكانةٍ عالية لديه، حتى أطلق عليه لقب "شاعر القادسية الثانية"، وهو الاسم الذي أُطلق على تلك الحرب.
ولطالما أحبّ عبد الواحد المتنبّي وأُعجب بأشعاره، فاعتبره أستاذه الأكبر وسار على خطاه، لا سيّما في أنّ المتنبي اتّخذ من سيف الدولة مادّة دسمة لأشعاره. وبالمثل، نظر عبد الواحد إلى صدّام حسين كما نظر المتنبّي إلى سيف الدولة الحمداني، حتى أنه -أي عبد الواحد- أطلق على صدّام لقب "سيف العرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة