كنت أشاهد برنامجًا تليفزيونيًا يتحدث عن نشأة الإنترنت وصراع العقول من أجل المنافسة على سوق جديد سيتشكل معه العالم واقتصادياته وقدرات الدول، وأذهلتنى تلك النظرة الطموحة والذكية للمستقبل لعقول انفتحت أمامها مجالات العلم والتفكير، ثم قادنى سوء الحظ لقناة عربية دينية تناقش ما اعتبرته ضوابطًا شرعية لتعامل الفتيات مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، لم يضايقنى موضوع البرنامج لكونه نقاشًا بين رجل دين وطبيب نفسى وبينهما مذيع ينحاز لوجهة نظر الشيخ، ما صدمنى حقًا هو اعتماده على استطلاع مصور بين الشبان والفتيات فى الشارع، طمس فيه القائمون على البرنامج وجوه الفتيات كأنهن عار يجب إخفاؤه، فحمدت الله أنهم لم يكتموا أصواتهن من باب سد الذرائع، عرفت حينها الفرق الذى جعلنا فى ذيل القائمة: إنه ذلك التطبيق الأحمق لما يعتبره هؤلاء تدينًا حقيقيًا لا يجب مناقشته، ويريدون دهس الفطرة البشرية تطبيقًا لوجهة نظرهم، عندها أطفأت التليفزيون وفى ذهنى الآية القرآنية الكريمة: «أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة