الحيوانات أيضا تحتفل بـ"الفلانتين" ولكن "مش بالدباديب".. كلب يتبرع بدمه لعلاج حبيبته من مرض خطير.. و"غيرة" مشمش على لوزة تبعدها عن زائرى حديقة الحيوان.. والطاووس يعبر عن إعجابه بفتح ريشه وألوانه

هل فكرت أثناء احتفالك بعيد الحب، وشرائك الهدايا، كيف تعبر الحيوانات عن الحب؟ وإن كانت تشعر به من الأساس؟ الأمر أكثر بساطة وتعقيدا فى الوقت نفسه عن ما قد تتخيله، فالحيوانات تشعر بالحب فقط لمن تشعر أنه يحبها، ويعاملها بلطف، وأكثر إخلاصا إن كان ذلك الشعور لأحد أبناء فصيلتها، فيبذلون كل ما يمكنهم فعله للتعبير عن شعورهم، وإيصاله للطرف الأخر، ذلك ما أكده الدكتور عمرو أمين، أخصائى طب وجراحة الحيوانات، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، حول "فلانتاين الحيوانات".

الحب عند الحيوانات

الحب عند الحيوانات ليس فقط بينها وبين فصيلتها، بل من الممكن أن تبادل ذلك الشعور مع فصائل أخرى، حيث شهدت أحد منازل منطقة الرحاب، أن كلبة من النوع "الجولدن" تترك القطط المتسللة من الخارج لتشاركها طعامها، ولم تواجه مكر تلك القطط التى حاولت التنكر والتمثيل على أهل المنزل، أنهم يرضعون لبنها، ورغم تكرار الأمر لم يدفعها ذلك لمنعهم، حتى أنها أجبرت أصحابها فى زيادة حجم وجبتها لتكفيهم جميعا، وذلك يؤكد أن الكلاب ليست دائما شرسة فى تعاملها مع القطط، أو أنها ستقضى عليهم فى حال رؤيتها لهم.

القطط والحب

أما شعورها نحو الإنسان، فعادة ما تعبر القطط عنه عندما تشعر أن صديقها ليس فى حالته المعتادة، تجدها تسارع لإحضار تلك الكرة التى اعتادوا أن يلعبا بها سويا، لتحركها أمامه، وإذا لم يستجب تظل تصدر فى أصوات لتفرحه وتعضعض فى أصبعه لحين يستجاب لها ويبتسم.

الكلاب والحب

أما الكلاب فطريقه تعبيرها عن الحب لصاحبها تتوقف على وزنه وسلالته، فالأحجام الكبيرة والتى تتخط أوزانها 100 كيلو، فعادة ما تكون "هزارها غشيم"، فإذا شعرت أنها تفتقد صاحبها، بمجرد رؤيته تدفعه وتنام فوقه وتلعق وجهه حتى يبتسم ويلعب معها، والكلاب الجيرمن عند رغبتها فى التعبير عن حبها، فإنها تجلس أسفل أرجل صاحبها، وعندما تشعر أنه غاضب منها تختبئ سريعا، أما الكلاب الصغيرة التى تصل أوزانها إلى 3 كيلو، فهى تجرى لجذب انتباه المحيطين بها وليركضوا خلفها.

قصص الحب عند الحيوانات

وللقصص الرومانسية مكان دائم بين الحيوانات، فلست وحدك من تشعر بالحب، فالكلبة "أكيرا" التى تعيش فى مدينة العبور، اعتادت أن تتبادل الأحضان بينها وبين الكلب "هاسكى"، وتقفز عليه تعبيرا عن فرحتها بالقرب منه، كما ترى المحيطين بها من البشر بالضبط، فتلك الأفعال غالبا ما تكون أمور مُكتسبه، وتتوقف على طبيعة الأسرة التى يقيم معها الحيوان، وفى منزل أخر كان كلبين من فصيلة "الجيرمن"، الأنثى منهما لصغر سنها تعرضت للإصابة بـ"البارفو"، أحد الأمراض الخطيرة التى قد تتسبب فى وفاتها، اضطر الدكتور عمرو أمين، لسحب عينة من الدم من الكلب الذكر، لحقن الأنثى لتقوية مناعتها لمقاومة ذلك المرض، وفور بداية نقل الدم لها، أثناء وجودها على السرير، لم يهدأ الذكر أبدا، فتارة يصدر أصواتا تنم عن قلقه، وأخرى يقترب منها لـ"يطبطب" عليها، وأحيانا يظل يدور حول السرير.

ليس هذا فقط، فكما يمتلئ عالمنا بالعديد من القصص الرومانسية، مثل روميو وجوليت، وعنتر وعبلة، وغيرهما، هناك "مشمش ولوزة" تجمعهم قصة حب داخل القفص بحديقة الحيوان، فمشمش دائم الغيرة على زوجته، ويغضب كثيرا عندما يقترب أحد قفصهما للعب مع لوزة، مما يجعلها تبتعد عنه كثيرا.

وفى عالم الحيوان بشكل عام، تجد الأنثى أكثر دلالا، وخجلا، فعادة ما يبذل الذكر الكثير من الأمور لجذب انتباهها فقط، ولتعيره نظرة، وكل يحاول إبراز ما يمتلكه من مهارات وألوان وطبيعة وقوة، ورغم كل ما يقدمه قد لا يلق قبولا لديها وتنسحب بكل هدوء، إن كان هناك من يسيطر على قلبها، أو أن ذلك الذكر لم يتمكن من كسب إعجابها، ويتركها هو أيضا دون أى ضيق، وإن نجح فى الإيقاع بها، لا تعبر عن إعجابها به إلا بالثبات فى مكانها.

"ماتنكريش إن الطاووس، أجمل من الطاووسة"، ذلك ما قاله الفنان الراحل أحمد ذكى فى أحد كلمات أغنيته بتتر مسلسل "هو وهى" للفنانة الراحلة سُعاد حُسنى، للدلالة على أن الذكور أحلى من الأنثى فى عدد من الفصائل، لكن ما لا توضحه تلك الكلمات هو أن فالطاووس الذكر يحتاج إلى أن يكون أكثر إبهارا بالنسبة للأنثى التى لفتت انتباهه، فذلك الريش الكثيف ذات الألوان المميزة، يظل مغلق حتى يلمح أنثاه فتجده يسارع بفتحه ليصبح شكل مروحة ملونة جذابة، ويسير برشاقة واضحة أمامها، ليحصل على حُبها.