وسط مخاوف من إغلاق حكومى جديد، تتفاقم أزمة جدار المكسيك الحدودى فى الولايات المتحدة الأمريكية، فى ظل تمسك الرئيس دونالد ترامب بخطة تمويل بناء الجدار لتأمين الحدود، مقابل رفض من الحزب الديمقراطى داخل وخارج أروقة الكونجرس.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أعضاء مجلس النواب حققوا تقدما صعبا نحو الانتهاء من مشروع قانون للإنفاق وتسوية بشأن أمن الحدود أمس، الأربعاء، استعدادا للتصويت عليه فى وقت لاحق اليوم الخميس، لتمريره وإرساله إلى الرئيس ترامب فى الوقت المناسب لتجنب إغلاق الحكومة عند منتصف ليل الجمعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المزاج السائد فى الكابيتول كان أقل ارتياحا أكثر من كونه حماسيا مع انتهاء المشرعين من مشروع القانون الذى سينهى، على الأقل، فى الوقت الحالى سياسة حافة الهاوية السياسية إزاء مطالب ترامب الحصول على المال من أجل الجدار الحدودى الجنوبى. وقد أدت هذه المطالب من قبل إلى الإغلاق الحكومى الجزئى فى تاريخ الولايات المتحدة، والذى استمر 35 يوما وانتهى الشهر الماضى.
وأسفرت أيام المفاوضات التى أعقبت هذا اتفاقا يقدم لترامب أقل من ربع المبلغ الذى يريده للجدار على طول الحدود الأمريكية المكسيكية، وهو 5.7 مليار دولار. ورغم ذلك، فإنه من المتوقع أن يوقع ترامب مشروع القانون رغم أن الرئيس قد غير رأيه من قبله فى اللحظات الأخيرة، مما يخلق حالة من عدم اليقين.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد صرح فى إحدى الفعاليات مع مسئولى تنفيذ القانون قائلا: "سننجز المهمة فالجدار يمضى جدا فى طريقه، ويحدث بينما نتحدث.. سيكون جدارا كبير وقويا وجدارا لن يستطيع الناس اجتيازه بسهوله، سيكون أسهل لهم أن يتسلقوا قمة جبل إيفرست!".
ورغم تصريحات الرئيس، تقول "واشنطن بوست" إن الحكومة الأمريكية لم تكمل أى قطاعات جديدة فى الجدار فى ظل إدارته.
وفى وقت سابق، كان ترامب قد كرر أمام الصحفيين فى البيت الأبيض اقتراحه بأنه سيأخذ إجراء تنفيذى للحصول على أموال إضافية لتمويل الجدار، وقال إنه لديه خيارات لا يفهمها أغلب الناس. ويتوقع الجمهوريون أن يحاول الرئيس نقل الأموال من حسابات موجودة بالفعل منها واحد أو أكثر من ميزانية البنتاجون ليضيفها إلى أموال الحاجز الحدودى التى تم تخصيصها من قبل الكونجرس، على الرغم من أن الديمقراطيون سيتحدون هذه المحاولات.
وتشمل التسوية التى توصل إليها مجموعة من نواب الكونجرس من كلا الحزبين مبلغ 1.375 مليار دولار لـ 55 ميل من السياج الجديد على الحدود فى تكساس، مقارنة بمبلغ 5.7 مليار دولار سعى ترامب للحصول عليها لتشييد جدار صلب على طول 234 ميل.
من جانبها، قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن الجدار الذى يريد ترامب بنائه قد تقلص عما رغب فيه. فعندما ترشح للرئاسة، قال ترامب إن الجدار سيتكلف ما بين 8 إلى 12 مليار دولار.. وأشار تقرير تحدث عنه خلال حملته الانتخابية إلى أن التكلفة قد تكون أكثر ما بين 15 إلى 25 مليار دولار.
وفى عام 2018، قضى ترامب على اتفاق بين الحزبين قيل أنه شمل 20 مليار دولار للجدار مقابل حماية دائمة للمهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا الولايات المتحدة مع ذويهم كأطفال. ثم فى ديسمبر بدأ أطول إغلاق حكومة بسبب طلبه 5.7 مليار دولار. وفى الساعات المقبلة سيرسل له الكونجرس مشروع قانون يشمل 1.3 مليار دولار فقط للحاجز الحدودى.
ويبدو أن الرئيس فى سبيل سعيه لتوفير أموال للجدار مستعد لأى شىء حتى لو كان الإعلان عن مقابل مادى ضخم يدفعه من يريد أن يلتقط صورة سيلفى معه.
فبحسب ما ذكرت قناة الحرة الأمريكية، فإن حملة ترامب نشرت دعوة موقعة من مسئوليها للمواطنين الذين تواجدوا فى مسيرة حضرها ترامب فى تكساس قبل يومين تحثهم على التقاط صورة مع الرئيس مقابل 15 ألف دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة