متحديا إعاقته التى تلازمه منذ صغره، يخرج "محمد رجب" من ذوى الاحتياجات الخاصة صباح كل يوم بحثا عن الرزق لأولاده الخمسة. تبدأ رحلة عمل "محمد" فى الثامنة صباحا بحثا عن لقمة العيش، إلا أن البداية يوميا تكون ذات مشقة عندما يجد محمد رجب، البالغ من العمر 40 عاما، فى النزول من غرفته التى يسكنها وأولاده الخمسة على سطوح منزل متخطيا درجات السلم الخشبى للذهاب إلى مكان عمله بشارع التحرير وسط مدينة ببا جنوب بنى سويف.
عقب انتهاء رحلة النزول الشاقة يستقل محمد رجب دراجته اليدوية ذات الثلاث عجلات من أمام المنزل، التى توجد به غرفته بجوار مسجد الشيخ ربيع ليبدأ فى إلقاء تحية الصباح على أصحاب المحلات والجيران طيلة عشر دقائق، يستقل فيها دراجته إلى مقر عمله، وأمام إحدى المكاتب الخشبية القديمة بشارع التحرير وسط مدينة ببا يجلس محمد ليقوم بإصلاح الأحذية مستخدما الإبرة اليدوية فى إصلاح الأحذية.
وأشار محمد رجب خلال حديثه مع "اليوم السابع" إلى أنه أصيب بحمى منذ صغره تحولت إلى شلل فى قدمه اليمنى لا يستطيع من خلالها الوقوف على رجليه، مضيفا أنه يعمل فى شارع التحرير بمدينة ببا منذ 20 عاما متابعا: "دى مهنة أبويا وأنا اتعلمتها منه وبشتغل فى المكان ده من 20 سنة".
وأضاف محمد رجب: "أجلس فى الشارع من الثامنة صباحا منتظرا الرزق الحلال"، مشيرا إلى أن دخله اليومى هو على حسب الزبائن يوم يكون 60 جنيها وآخر 20 وثالث بلا زبائن، متابعا: "أعتمد على الخبرة حيث أقوم بإصلاح الأحذية باستخدام الإبرة اليدوية لعدم وجود ماكينة خياطة لدى".
ورافقت كاميرا "اليوم السابع" الأسطى محمد فى رحلة العودة إلى منزله حيث ينتظر محمد عودة أبنائه زياد فى الصف السادس الابتدائى وعبد الرحمن فى الصف الأول الابتدائى من المدرسة، ليذهبا إلى الغرفة التى يسكنون بداخلها فى السطوح مع بقية أبنائه شمس فى الصف الأول الثانوى وشروق فى الصف الأول الإعدادى وضحا فى الحضانة.
ويشير "محمد" إلى أنه يسكن فى هذه الغرفة مع زوجته وأولاده الخمسة، حيث ينام أربعة على السرير وواحدة على إحدى الكنب الموجود بالغرفة واثنان يفترشان الأرض، متابعا أنه وأولاده الخمسة يستخدمون إحدى دورات المياه المشتركة فى الدور الثانى.
وناشد الأسطى محمد المسئولين وأصحاب القلوب الرحيمة بإيجاد شقة تستر أولاده وهو مطلبه الوحيد، قائلا: "أنا مش عايز غير شقة صغيرة تستر زوجتى وأولادى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة