يشهد العالم سباقا محموما بين قوتيه العظمتين فى محاولة كل منهما تأكيد أنها الأقوى، وإلى جانب تعزيز القوة العسكرية والاقتصادية لكل منهما، بدأتا سباق لبناء تحالف إقليمى بقيادتها لتأكيد نفوذها.
وتحدثت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن تنافس الولايات المتحدة وروسيا على كسب النفوذ فى الشرق الأوسط، وهو ما تجلى فى تنظيم قمتين فى وارسو وسوتشى، فيما رأت الصحيفة أنها أجواء تشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى.
مؤتمر وارسو
وقالت الصحيفة إن المؤتمرين الخاصين بالشرق الأوسط فى بولندا وروسيا يسلطان الضوء على التنافس على النفوذ والكتل السياسية التى تواجه بعضها البعض بسبب منطقة مشتعلة.
ففى وارسو، تصدر وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس وصهر ترامب جاريد كوشنر عناوير مؤتمر قيل إنه عن السلام، لكن يبدو أنها محاولة للضغط على الحلفاء المتشككين للانضمام فى تحالف ضد إيران يضم إسرائيل ودول عربية.
بينما اجتمع قادة روسيا وإيران وتركيا مع كبار المسئولين العسكريين فى منتجع سوتشى على البحر الأسود كجزء مما رأت الصحيفة أنه محاولة من الكرملين لإدارة تداعيات الصراع المستمر منذ 8 سنوات فى سوريا والذى أصبح معركة إقليمية رئيسية.
ونقلت "إندبندنت" عن روبرت كزولدا، أستاذ سياسات الشرق الأوسط فى جامعة لودز البولندية، قوله إن الأمر يشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى أو الثانية، حيث يوجد معسكرين، وتحالفين. وتابع قائلا إن ما يحدث فى وارسو ليس مؤتمر للسلام، لكنه يتعلق ببناء تحالف. ومن المهم للغاية أيضا لروسيا أن تظهر للعالم أنها زعيمة معسكرها الخاص.
وكان بريان هوك، وهو مبعوث خاص لسياسة إيران فى الخارجية الأمريكية والذى تحدث على هامش مؤتمر وارسو، قد أدان مؤتمر سوتشى وأشاد بوحدة الاجتماع الذى تقوده أمريكا، وقال إنها لست عملية موازية، فقد دعونا روسيا، وأعتقد أن هذه فرصة ضائعة لهم.
ترامب
وتعد قمة سوتشى المرة الرابعة التى يلتقى فيها الثلاثى روسيا وتركيا وإيران لمناقشة مستقبل سوريا، والأولى منذ إعلان الولايات المتحدة عزمها الانسحاب من النقطة.
ورغم لقاء الرؤساء الروسى فلاديمير بوتين والإيرانى حسن روحانى والتركى رجب طيب أردوغان لمناقشة مستقبل سوريا، فإن ثلاثتهم اختلفوا حول كل الموضوعات الرئيسة المطروحة على الأجندة. وقد كشف الانسحاب الأمريكى عن خلاف محدد فى الرأى بين الثلاثى حول مستقبل الأراضى الموجودة فى شمال سوريا التى يسيطر عليها حاليا الأكراد والقوات الأمريكية.
بوتين
وتقول صحيفة إندبندنت أنه أيا كان ما سيحدث بين موسكو وأنقرة وطهران، فإن روسيا ستستخدم قمة سوتشى لتأكيد دورها كوسيط إقليمى وباعتبارها القوة العالمية الوحيدة القادة على احتواء إيران.
وفى المقابل، فإن التحالف الذى تقوده أمريكا تعصف بهت ناقشات وأجندات متصارعة. . ويقول أرون شتاين مدير الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية إن كلا المؤتمرين يواجهان مأزقا. فوارسو مؤتمر بلا أجندة، وهو ما يعنى عدم وجود اتفاق، وعندما لا يكون هناك اتفاق لن تكون هناك أداة دبلوماسية لتحقيق الأهداف، وبينما هناك أجندة مشتركة لسوتشى لحل الحرب الأهلية السورية، فلا يوجد اتفاق حول بنود تلك الأجندة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة