سيطر حادث مقتل شخصين، وإصابة آخر داخل مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة غيط الشعير غرب مركز القوصية يوم الجمعة قبل الماضية أخذا بالثأر على حديث المواقع والصحف والقنوات التليفزيونية ورواد السوشيال ميديا، وأحاديث المواطنين بالشوارع والمقاهى لتصبح قضية رأى عام، وذلك ليس لأن الواقعة أخذا بالثأر، فحوادث الثأر يوميا فى كل محافظات مصر، ولا يمر يوما وخاصة فى محافظات الصعيد إلا ونسمع قصة مماثلة ولكن بشكل مختلف، ولكن وهو الأهم لأن الواقعة ارتكبها الجانى داخل بيت من بيوت الله، وأثناء صلاة الجمعة والإمام على المنبر يدعو والمصلين يؤمنون خلفه دون أن يراعي حرمة المكان، ولا حتى سلامة آخرين ليس لهم ذنب فى هذه الخصومة الثأرية مما أدى الى مقتل شخص وإصابة آخر بالخطأ ومقتل من يستهدفه داخل المسجد.
آثار الدماء تملئ المكان
يوم الحادث ....
بدأت الواقعة فى صلاة ظهر الجمعة قبل الماضية أى منذ 10 أيام من تاريخ اليوم وفى صلاة ظهر الجمعة، وأثناء الصلاة داخل مسجد ابو بكر الصديق والإمام على المنبر، فوجئ المصلون بدخول أحد الأشخاص مسلحا داخل المسجد وقيامه بمطاردة آخر الذى فر هاربا حتى وصل الميضة "مكان الوضوء" وهناك أطلق المتهم وابلا من الأعيرة النارية عليه فأرداه قتيلا، وتسبب إطلاق النار العشوائى والزحام وضيق المكان فى مقتل شخص وإصابة آخر، وبالبحث تبين أن الواقعة سببها تجدد خصومة ثأرية بين عائلتي "حفيظ" و"بلحة"، وبعد ارتكاب الجريمة فر المتهم داخل الزراعات.
وتبين من التحريات، أن الجانى من عائلة "حفيظ"، والمجنى عليه هو محمد مصطفى رمضان من عائلة "بلحة" وأن القتيل الثانى وهو "عاطف.م.ج" والمصاب "نور.م" تصادف وجودهما بجوار المجنى عليه، وتم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى القوصية المركزي والمصاب لمستشفى أسيوط الجامعى، ودلت التحريات وشهود العيان أن مرتكب الواقعة هو "حسن حسنى عبد الحفيظ" 28 سنة
المتهم بعد مقتله
إجراءات مديرية أمن أسيوط ....
اتخذت مديرية أمن أسيوط إجراءات أمنية مكثفة حيث تم تطويق منطقة غيط الشعير غرب مدينة القوصية للبحث عن مرتكب الواقعة الذى كان يتنقل بين الزراعات لمحاولة ضبطه والقبض عليه وذلك منذ الساعات الأولى للواقعة، ولكن المتهم كان يخطط جيدا للتنقل والتخفى وتغيير ملابسه، والتخفى داخل الزراعات وماكينات المياه التى تروى الأرض، كما داهمت قوات الأمن منازل العائلة التى ينتمى اليها المتهم وتفتيش كل المنازل بحثا عنه، وقام اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط بتشكل فريق بحث ضم اللواء الدكتور منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية، والعميد حمدى هاشم رئيس المباحث الجنائية، والعقيد مصطفى حيالله وكيل فرع بحث الشمال، بمشاركة الأمن العام بقيادة العقيد عصام غانم مفتش الأمن العام بمحافظة أسيوط والأمن المركزى وقيادات المديرية الأمنية، ومشاركة مباحث القوصية وضباط المباحث وبدأ البحث عن المتهم الذى كان يغير مكانه ، وأرقام تليفوناته يوميا
مكان وضوء المسجد ومحل ارتكاب الجريمة
أماكن اختباء المتهم ....
كان المتهم يستخدم الزراعات ويتنقل من مكان لآخر يوميا بحيث يصعب المهمة على الأمن، فكلما حددت قوات الأمن مكانا له كان يغيره هربا من الضبط، فضلا عن إقامته بماكينات المياه متسلحا ببندقية آلية ومسدس كان بحوزته، وظل على هذا قرابة الـ 10 أيام منذ وقوع الواقعة الجمعة قبل الماضي، حتى وصل إلى عزبة تسمى عزبة عبد الباقى بمركز ديروط، وهى عزبة مكتظة بالسكان، ودخل إلى مسكن سيدة مسنة تعيش بمفردها، وأوهمها بأنه شاب يعمل بأحد الأفران البلدية، وكان يحمل على رأسه الجوالات الفارغة الخاصة بالدقيق حتى تقتنع السيدة ويخرج صباحا متخفيا عن أعين الناس بهذه الجوالات، ويعود مرة أخرى حتى تم تحديده ورصده مختبئا فى غرفتين أعلى منزل السيدة المسنة، وتم التحرك لمداهمة المنزل ...
يوم الحادث
4 ساعات من الحصار حتى مقتله ...
بعد أن وصلت المعلومات لفريق البحث وتم التأكد من أن الشخص المستهدف موجود بالفعل فى هذه المنطقة وعودته الى مكان اختبائه مطمئنا بعدم اكتشافه، تحركت نحو 12 سيارة شرطة مدعومة بقوات الأمن المركزى تحت إشراف اللواء جمال شكر مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط، ورئاسة اللواء عادل الطحلاوى حكمدار المديرية، واللواء الدكتور منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية، والعميد حمدى هاشم رئيس المباحث الجنائية، والعقيد مصطفى حيالله وكيل فرع بحث الشمال، والأمن العام بقيادة العقيد عصام غانم مفتش الأمن العام والأمن المركزى، وتم تطويق المنزل ومحاصرته، وبمجرد أن شعر المتهم بهم بدأ فى الفرار على أسطح المنازل، وإطلاق النار على القوات التى بدأت فى تضييق الخناق عليه، واستمر المتهم فى القفز من سطح إلى سطح ومن مكان إلى آخر رافضا الاستسلام، وإطلاق نار من سلاح بحوزته، وذلك من الساعة الواحده صباح اليوم وحتى الساعة الخامسة، وبعد أكثر من 4 ساعات مقاومة وإطلاق النار على القوات تمت إصابته وقتل جراء تبادل لإطلاق النار، وبدأت القوات فى الانسحاب من المكان، وبالاقتراب من جثته عثر بحوزته على بندقية آلية ومسدس، كان قد استخدمهما فى تبادل إطلاق النار، وتم نقل جثته إلى مستشفى أسيوط الجامعى ، وجار استكمال الإجراءات القانونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة