فى الوقت الذى تعانى فيه الحكومة الإيرانية من تدهور الأوضاع الاقتصادية فى المرحلة الراهنة جراء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، لجأت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران إلى تجارة الخردوات، حتى يمكنها الحصول على التمويل اللازم فى المرحلة المقبلة مع تراجع الدعم الإيرانى لها، بسبب تراجع مبيعات النفط الإيرانى فى الأشهر الماضية، وانهيار قيمة العملة الإيرانية.
أثناء إعادة تدوير الخردوات
ربما وجدت الميليشيات الشيعية بالعراق فى تجارة الخردوات، بديلا مقبولا فى المرحلة الراهنة، فى ظل تراجع مبيعات النفط الإيرانية، للميليشيات الموالية لطهران للحصول على التمويل اللازم لها، حيث اتجهت إلى بيع حطام المركبات التى استخدمتها ميليشيات داعش فى العراق، بينما دمرتها الحرب، وتحقيق مكاسب كبيرة.
أثناء تقطيع بقايا المركبات التى دمرتها الحرب
ونقلت وكالة "رويترز" فى نسختها الإنجليزية عن تجار ومشرعين ومديرى مصانع للصلب فى مدينة الموصل العراقية، أن الميليشيات الشيعية المتواجدة فى العراق حققت مكاسب كبيرة تصل إلى ملايين الدولارات جراء التجارة فى بقايا السيارات التى استخدمها تنظيم داعش الإرهابى سواء فى عملياته الإرهابية أو تنقلات ميليشياته من منطقة لأخرى إبان سيطرته على المدينة فى السنوات الماضية.
أحد الأبنية التى دمرتها الحرب
وعلى الرغم من النفى الرسمى لقيادات الميليشيات لما يثار حول تورطهم فى تجارة الخردوات بالمدينة العراقية، إلا أن العديد من المتابعين أكدوا أن عمليات التجارة فى بقايا معدات داعش تتم تحت إشراف مباشر من أفراد الميليشيات المتواجدة على الأراضى العراقية، حيث يجدون فيها بديلا للتراجع الكبير فى التمويل الذى يحصلون عليه من قبل طهران جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة فى طهران.
أطفال يبحثون بين المخلفات
وبحسب مصادر فإن الميليشيات الموالية لطهران تستخدم نفوذها الكبير لترهيب التجار، ولتقييد السوق والتحكم فى نقل المعادن من المدن المتضررة مثل الموصل إلى شمال العراق، الذى يديره الأكراد، حيث يتم شراؤه وصهره، بينما لا تستخدم عوائد هذه التجارة فى إعادة بناء المدينة المحطمة، لكنها تستخدم فى تمويل الميليشيات، بينما يستخدم جزءا منها لتمويل المدن الجنوبية التى تحظى بأغلبية شيعية.
البحث جارى فى الموصل عن بقايا معدات داعش
ويقول صاحب إحدى شركات الخردة إن الميليشيات الشيعية بالعراق تشترى أطنانا من الخردة كل يوم وتبيعها فى المناطق الكردية لمضاعفة السعر، وأحيانا يحصلون جزءا من الأرباح من المتداولين مقابل السماح لهم بالعبور فى المناطق التى يسيطرون عليها، موضحا أنه لا يمكنه أن يبيع لأحد سوى لأشخاص بعينهم، أغلبهم من أعضاء الميليشيات.
الميليشيات الشيعية تقوم بنقل الخردة تحت إشرافها
وتعد سيطرة الميليشيات على التجارة فى المرحلة الراهنة بمثابة السبب الرئيسى وراء الارتفاع الكبير فى أسعارها، حيث وصل سعر الطن الواحد إلى نحو 160 دولارا، حيث اضطر التجار المسموح لهم بتداولها إلى رفع الأسعار مع المتعاملين بسبب "الإتاوات" المفروضة عليهم مقابل السماح لهم بالمرور.
بقايا مركبات داعش المدمرة
كما ساهم سلوك الميليشيات الشيعية فى نقص كبير فى قضبان البناء الفولاذية بالأسواق بالموصل، فى حين تتوافر بصورة كبيرة فى المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة فى توقف أنشطة إعادة بناء الموصل والمدن السنية الأخرى بالعراق.
جانب من الخردوات
من جانبه أعرب حاكم محافظة نينوى (والتى تبقى الموصل عاصمة لها) نوفل السلطان عن رفضه الكامل للاتهامات التى تدور حول سماحه للميليشيات الشيعية بالسيطرة على التجارة، موضحا أنه لا يوجد قانون من شأنه منع أى شخص مهما كان من شراء الخردة المعدنية.
جانب من بقايا الحرب فى الموصل
جانب من مخلفات داعش
سيارة من بقايا مخلفات داعش
صبى يبحث بين المخلفات
فتى يبحث بين مخلفات داعش
مخلفات داعش بالموصل
مصانع الصلب تعمل على استخدام بقايا مركبات داعش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة