طارق شوقى: الواقع يفرض التعامل مع معطيات مجتمع المعرفة والاستعداد للدخول فيه

السبت، 16 فبراير 2019 12:31 م
طارق شوقى: الواقع يفرض التعامل مع معطيات مجتمع المعرفة والاستعداد للدخول فيه طارق شوقى
كتب محمود طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شارك الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، فى افتتاح المؤتمر الإقليمى "التعليم فى الوطن العربى فى الألفية الثالثة"، والذى ينظمه معهد التخطيط القومى تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالتعاون مع المعهد العربى للتخطيط بدولة الكويت، وجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألسكو".

 

ويهدف المؤتمر إلى اتاحة الفرصة للمختصين من التربويين وغير التربويين، وصناع القرار لبحث وتدارس الإشكاليات الرئيسية التى تواجه نظم التعليم فى المنطقة العربية، وتبادل الرؤى والحوار بشأنها على نحو يسهم فى تعزيز ثقافة واتجاهات الإصلاح التربوى الحديث.

 

حضر المؤتمر الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والسفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والدكتور علاء زهران رئيس معهد التخطيط القومى بمصر، والدكتورة بدر مال الله مدير المعهد العربى للتخطيط بدولة الكويت، ونخبة من المفكرين والعلماء ومتخذى القرار من غالبية البلاد العربية.

 

وأعرب الدكتور طارق شوقي، فى كلمته،  عن سعادته بحضور المؤتمر، وتقدم بالشكر والتقدير للدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري؛ للدعوة الكريمة للمشاركة فى هذا المؤتمر.

 

وقال شوقي، إن توجهنا فى مصر نحو إحداث تطوير شامل للمنهج وآليات وأدوات التقويم ليتماشى مع متطلبات التنمية على المستوى المحلى والإقليمى والدولي، والاعتماد على التكنولوجيا لتكون بوابة النفاذ إلى التنافسية الدولية، من خلال التوظيف الكفء لها فى عمليات التعليم والتعلم، والتعلم مدى الحياة، والتواصل على مستوى دولي، والاطلاع على أهم تجارب العالم سواء على المستوى الفردي، أو مستوى النظم، والارتقاء بالقوى البشرية فى التعليم والإدارة والتوظيف الأمثل للموارد، والعمل على الإصلاح من الداخل، وغير ذلك من الآليات، من خلال مشاركة حقيقية وفعالة من جميع المعنيين والمهتمين بالشأن التعليمي؛ من أجل تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر2030".

 

 

 

وأشار إلى أن  الإنسان هو الركيزة الأساسية لصناعة الحضارات والنهوض بأى دولة، لذا فقد أولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية اهتمامًا كبيرًا بقضية بناء الإنسان والهوية المصرية، وفى ضوء ذلك أعلن سيادته عام 2019 عامًا للتعليم.

 

وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن التحدى الرئيسى لأى منظومة تعليمية، هو مدى تحقق جودة الخدمة، وجودة المخرجات، وهو تحدٍ يرتبط بوجود المؤسسات ورسالتها، مشيرًا إلى أن غالبية نظم التعليم العربية - رغم ما تبذله من جهد جبار، وما تنفقه من موارد كبيرة - لم تصل بعد إلى الصيغ التعليمية التى ترضى طموح شعوبها، وترتقى بمخرجاتها للمستوى الدولي، وتلبى متطلبات التنمية.

 

ولفت إلى أن الواقع يفرض علينا التعامل مع معطيات مجتمع المعرفة، والاستعداد للدخول فيه بقوة؛ حتى تتبوأ بلادنا المكان الذى يليق بها على الخريطة الدولية لمجتمع المعرفة والعولمة، مما يتطلب منّا جميعًا مراجعة جادة، ودقيقة ومستمرة لمشهد التعليم بكل تفاصيله الدقيقة؛ من أجل إعادة تشكيل وهيكلة مؤسساته لتصبح المحرك والدافع الأساسى لإنتاج المعرفة وتداولها.

 

وتابع: "أن نظم التعليم العربية تواجه، وبشكل مستمر، تحديات مؤسسية مزمنة؛ ولعل من أبرزها ضعف الأداء المؤسسى لدى العاملين بمعظم قطاعاتها، من المعلمين وغير المعلمين سواء بسواء، إلى جانب الانفصال الفعلى لمنظومة التعليم - رغم ارتباطها النظرى - بقضية التنمية التى تتبناها الدول، بل إن هناك انفصالًا داخليًّا بين الكيانات التنظيمية المكونة للمنظومة التعليمية الواحدة،  كذلك من بين المشكلات المؤسسية المؤثرة بشدة مشكلة ضعف كفاءة تشغيل مدخلات قطاعات التعليم وفعالية توظيفها، وتدنى جودة العملية التعليمية فى مؤسسات التعليم العربية، وجميع ما سبق وغيره من التحديات ذات الطابع المؤسسى التى لها الأثر البالغ فى عرقلة تحقيق رؤية التعليم بشكل عام".

 

 

 

وأكد الدكتور طارق شوقي، على أن حتمية حوكمة نظم التعليم، والتى غدت من بين الضرورات التى تستوجب منَّا جميعًا، كأصحاب قرار وفكر ورجال دولة فى المقام الأول، أن نمكن مؤسساتنا من تطبيق مبادئها كافة، وجعلها حقيقة جلية يراها ويقر بها القاصى والداني، وذلك اعترافًا واقتناعًا تامًا بأحقية أصحاب المصلحة فيها، أما لو نظرنا نحو التحديات الاقتصادية لوجدنا المشكلة الرئيسية تكمن فى ضعف ونقص التمويل الموجه للتعليم، فالتعليم يعد من الأنشطة المستهلكة بكثافة للموارد العامة مالية كانت أم بشرية، فى الوقت الذى تنمو فيه مجتمعاتنا العربية سكانيًّا بوتيرة أكبر وأسرع من النمو الاقتصادى لدولها؛ لذا تواجه الحكومات العربية تحديات جسامًا لتوفير الموارد اللازمة لإتاحة فرص تعليمية عادلة، ومتكافئة، وعصرية لجميع الأطفال الملزمين بالتعليم.

 

 

 

وأشار إلى أن هناك تحدى الارتقاء بالمستوى الاقتصادى للمعلم لمستويات تليق به؛ ليواكب أقرانه بالدول المتقدمة تعليميًّا، وتحدى ربط مخرجات التعليم بأجندة التنمية الاقتصادية، وتحديد دوره بدقة وكفاءة فى هذا الشأن لتلبية احتياجات سوق العمل من التخصصات المختلفة ذات التنوع والانتشار والكثافة التى تفى بأغراض التنمية، ودوره فى التصدى لمشكلة البطالة، ودعم مبادرات ريادة الأعمال، والتوظيف الذاتي، فضلا عن دوره الجوهرى فى مواكبة وتلبية احتياجات المعرفة والقدرة والمهارة فى ظل طبيعة العمل المتغيرة باستمرار، والتى تتطلب يقظة وحنكة من واضعى سياسات التعليم، ومخططيه؛ لتحديد مساراته السليمة.

 

 

 

ولفت شوقي، إلى أن التحديات الاجتماعية متعددة وضخمة، وتؤثر بشكل بالغ على نجاح جهود التطوير والإصلاح؛ فمن بين أكثرها تأثيرًا فقدان الثقة بين طرفى المعادلة، النظم والمجتمعات، هذا التحدى الذى يضع جهود الدولة محل نقد وتشكيك، وعدم ثقة دائمين؛ وذلك نتيجة قصور أو غياب منصات وقنوات التواصل بين الطرفين؛ مما يؤدى إلى الانصراف عن المشاركة الجادة والفعالة فى شأن التعليم، وهمومه، وهناك أيضًا تحدى الزيادة السكانية الرهيبة فى بعض دولنا، والتى تجعل إحداث التوازن بين جانبى العرض والطلب على التعليم أمرًا مستحيلاً، وذلك فى ظل ظروف اقتصادية طاحنة، ومتطلبات تنموية متصارعة بين قطاعات الدولة.

 

وقال الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن مشكلة الأمية من بين التحديات الخاصة بمجتمعنا العربي، حيث تعد معدلات الأمية فى الوطن العربى الأعلى بين دول العالم، ويأتى ذلك فى ظل تغول العولمة على مجتمعاتنا،  وما لها من تأثير بالغ فى تحويل أنماط حياة الناس نحو الاستهلاك دون الإنتاج، والميل إلى استيراد الأفكار والمعرفة ومنتجاتها دون النزوع إلى إنتاجها، بالإضافة إلى غزوها الفكرى للشعوب، والذى يضعنا أمام تحدى تحقيق الأمن الفكرى لشعوبنا العربية.

 

وأشار شوقى إلى أننا نعيش تجربة حقيقية لتطوير التعليم سواء فى النظام الجديد المطبق على تلاميذ رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى حيث يدرسون مناهج جديدة تعمل على إكسابهم مهارات القرن الحادى والعشرين وبناء شخصيتهم، كما تم تغيير بيئة التعلم وشكل الفصول، فضلًا عن ان الوزارة تعمل على التنمية المهنية للمعلم، وتم تدريبهم على النظام الجديد، كما تقوم الوزارة بإعداد الطلاب فى المرحلة الثانوية بدءًا من الصف الأول الثانوى هذا العام لدخول الجامعة حيث تم تغيير طرق التقييم وشكل أسئلة الامتحان بما يؤكد على استيعاب الطلاب وفهمهم للمناهج التعليمية وليس الحفظ والتلقين، ويتم الآن توزيع أكثر من 700 ألف تابلت على طلاب الصف الأول الثانوى محمل عليه مواد علمية إثرائية.

 

وفى ختام كلمته، أعرب شوقى عن  الخروج من هذا المؤتمر الفريد بالتوصيات ليتبناها صناع القرار التعليمي، ويتم ترجمتها فى خطط وبرامج ومشروعات قابلة للتطبيق، لنخرج أجيالاً تفخر بها شعوبنا، وننافس بها المجتمعات الأخرى فى بناء مستقبل أفضل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة