بإعلانه حالة الطوارئ الوطنية لتمويل الجدار الحدودى، فتح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بابا جديدا للهجوم عليه من مختلف الأطراف ليوحد الديمقراطيين، وأغلب الجمهوريين فى رفض هذه الخطوة، التى يرونها إساءة لاستخدام السلطة التنفيذية ومحاولة للالتفاف على رفض الكونجرس لمطالب الرئيس بشأن تمويل الجدار، ناهيك عن المعارك القانونية التى بدأت بالفعل تطعن على إعلان الرئيس.
فبعد تكهنات استمرت لأسابيع، وفى محاولة لتوفير التمويل الذى يريده للجدار على الحدود مع المكسيك، تحدى ترامب الجميع وأعلن حالة طوارئ وطنية، بعدما أقر الكونجرس تخصيص 1.3 مليار دولار فقط للجدار من أصل 5.7 مليار دولار أرادها الرئيس. وتسمح حالة الطوارئ للرئيس بالحصول على تمويل خاص بوزارة الدفاع البنتاجون.
ويرى ترامب أن هذا الإعلان رد على من أقروا بهزيمته بعد قرار الكونجرس الأخير، ويعتقد الرئيس أنه بذلك انتصر، حتى لو كان ذلك سيكون له تداعيات أخرى وفتح معارك سياسية عامة وداخل حزبه فى الوقت الذى يستعد فيه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية فى 2020.
فقد قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" إعلان ترامب جاء رغم اعتراضات من كثير من الجمهوريين فى الكونجرس، وربما يكون أحدث إشارة حتى الآن على الانقسامات داخل الحزب مع استعداده لمعركة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وتراوحت اعتراضات الجمهوريين على القرار ما بين وصف بعضهم له بأنه "خطأ"، وتعبيرات أقوى من آخرين مثل السيناتور راند بول الذى كتب على تويتر يقول إن "التحركات التنفيذية خارج الدستور خاطئة مهما كان الحزب الذى يقوم بها".
من جانبه، قال ترامب إن الجمهوريين فى الكونجرس تحركوا ببطء شديد للغاية فى مسألة تمويل الجدار. لكنه توقع أن أغلبهم سيساندونه فى الفترة المقبلة على الرغم من أنه بدا وكأنه يلقى باللوم على الجمهوريين فيما اعتبره نقس التمويل لأمن الحدود.
وتشير الصحيفة الأمريكية إنه لو انضم أربعة جمهوريين للديمقراطيين فى تصويت عدم الموافقة، والذى يخول للكونجرس حق إلغاء حالة الطوارئ، القانون بعدم الموافقة قد يتم تمريره فى الكونجرس، ولو حدث سينقضه ترامب على الأرجح، وإن كان الديمقراطيون فى الكونجرس يمكنهم السعى لنقض الفيتو الرئاسى.
وتقول "يو إس إيه توداى" إن إجراء تصويت على إعلان ترامب سيكون إشارة أخرى على الانقسامات بين الجمهوريين وكيف يمكن أن تتجلى الآن وخلال الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2020.
لكن برغم التحذيرات، يبدو أن ترامب عازم على جعل "الجدار الحدودى" وتوفير سبل تمويله أحد الأولويات الرئيسة لحملة إعادة انتخابه. فقد ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن حملة ترامب تستغل مواجهة الرئيس مع الديمقراطيين فى الكونجرس بشأن الحدود لجمع التمويل، وتصور حزب المعارضة على أنها مهتمة بالألعاب السياسية أكثر من سلامة الرأى العام
وفى ظل مواجهة حقيقة أن ترامب لم يبنى بوصة واحدة من الجدار الأسمنتى أو الصلب الذى وعد به، فإن ترامب وحملته قد بدا فى الاعتماد على الخطابة والحديث عن وجود الحائط. وكان ترامب قد قال الأسبوع الماضى أمام حشد انتخابى يهتف "ابنوا الجدار"، "بل أنتم تقصدون أكملوا الجدار".
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن هذه المساعى تؤكد المدى الذى يحاول فيه ترامب وحلفائه لجعل انتخابات 2020 تكرارا لما حدث فى 2016، تتركز على تصوير البلاد على أنها تحت الحصار من المهاجرين المجرمين وقوى ظلامية أخرى، والاعتماد على قاعدة من البيض الكبار فى السن فى المناطق الريفية الذين لا يتخلون عن دعمهم للرئيس بسهولة.
وتحذر الصحيفة من أن الإستراتيجية تأتى مع مخاطر جدية، حيث تفترض أنه برغم تراجع شعبية ترامب فى استطلاعات الرأى العام والانتكاسات التى تعرض لها فى الانتخابات النصفية، فإنه يظل يتمتع بشعبية كافية تسمح له بالاعتماد على نفس الإستراتيجية التى جعلته يصل إلى البيت الأبيض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة