الثأر.. الجريمة الأقبح.. مواطن يهاجم غريمه فى مسجد بأسيوط.. وآخر يقضى 45 عاما من عمره خلف القضبان.. "الداخلية" تواصل جهودها لوقف سلسال الدم بضبط السلاح.. وجلسات الصلح في الجنوب

الإثنين، 18 فبراير 2019 03:30 م
الثأر.. الجريمة الأقبح.. مواطن يهاجم غريمه فى مسجد بأسيوط.. وآخر يقضى 45 عاما من عمره خلف القضبان.. "الداخلية" تواصل جهودها لوقف سلسال الدم بضبط السلاح.. وجلسات الصلح في الجنوب
كتب محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الثأر" يبقى دوماً الجريمة الأقبح فى الصعيد، الذى عانى منه الجنوب كثيراً، حيث شب أطفال ولم يجدوا آبائهم على قيد الحياة، وفقدت النساء الأزواج، واتشحن بالملابس السوداء ما تبقى من العمر، واستقبلت السجون نصيبها من المتورطين فى جرائم الثأر.

جهود مكافحة الثأر


 

وبالرغم من الجهود المبذولة من الجهات المعنية "الداخلية، الأزهر، الأوقاف، المحليات" ورموز العائلات وكبار القبائل لوقف سلسال الدم، إلا أن البعض مازال يخالف القاعدة ويجنح للعنف ويدعم ثقافة الثأر.

حادث أسيوط المؤسف، سطر أخر قصص الثأر فى الصعيد، عندما حاول مواطن الاحتماء بملحق مسجد أبو بكر الصديق بالقوصية هرباً من الثأر فزحف خلفه القاتل وأطلق عليه الرصاص بدماء باردة، وهرب من مسرح الجريمة، لكنه لم يفلت من العدالة، حيث لاحقته الشرطة وحددت مكان اختبائه، وبمداهمة المكان فتح الرصاص عليهم فبادلوه إطلاق الأعيرة النارية مما أسفر عن مصرعه، ليتوقف عند هذا الأمر سلسال الدم بين عائلتين استمر ردحاً من الزمان.

لا أحد ينسى قصة أقدم سجين جنائى فى مصر "كمال ثابت عبد المجيد" الذى قضى 45 سنة داخل السجون لاتهامه فى قضايا جنائية، وذلك بسبب "نيران الثأر".

45 سنة كاملة عاشها "كمال ثابت" خلف أسوار السجن، ليعود مرة أخرى إلى الشوارع، وقد تغيرت المعالم فى كافة المناطق، خاصة تلك المنطقة التى يعيش بها، وليست المعالم فقط التى تغيرت، وإنما ملامح الوجوه أيضا تغيرت كثيراً، فلم يعد "كمال" يعرف سوى شقيقته "صفية" التى دأبت على زيارته طوال فترة حبسه، خاصة فى سجن المنيا القريب إلى حداً ما من محل إقامتها بسوهاج.

وتحكى "صفية" شقيقة أقدم سجين فى مصر، مرارة الثأر وسنينه، حيث تقول: كانت الحياة هادئة فى قريتنا بمحافظة سوهاج، وكان شقيقى الوحيد "كمال" لديه 20 عاماً تقريباً "شاب زى الفل" القرية بأكملها تتحدث عن رجولته وشامته، ولم أدر أن السجن سيخطفه منا.

وتضيف الأخت، تورط "كمال" فى جريمة قتل، والتى تم تدوينها بالقضية رقم 768 لسنة 1973 والقضية رقم 190/18 لسنة 1974، بسبب خصومة ثأرية فى قريتنا، حيث صدر ضد شقيقى حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة لتصل جملة العقوبات 65 سنة سجن.

وأردفت الأخت، اعتقدت أننى لن أرى شقيقى مرة أخرى، فقد كان عمره 20 عاماً، وينتظره السجن لمدة 65 سنة، بمعنى أنه سيخرج من السجن فى عمر 85 عاماً، إذا كان وقتها على قيد الحياة.

وتابعت الأخت، مرت السنوات بطيئة على قلبى، وكنت أتردد على شقيقى لزيارته خاصة بعد وفاة والدى، فلم يعد لدى فى الدنيا سوى "كمال" شقيقى "الطيب النقى"، وبالرغم من مرور هذه السنوات وتغير ملامح الوجوه، إلا أن الأمل كان حاضراً لدى، مضيفة: تقدمت بطلب للجهات المعنية لحصول شقيقى على عفو، وبالفعل تم ادارج اسمه ضمن الأشخاص الحاصلين على العفو ليخرج من السجن بعد قضائه نحو 45 سنة سجن، ليعيش ما تبقى من عمره بيننا، فقد دخل السجن شاباً وخرج شيخاً "منه لله الثأر دمر حياة شقيقى".

الأجهزة الأمنية لم تبق مكتوفة الأيدى أمام جرائم الثأر، وإنما حركت مأموريات أمنية لمداهمة البؤر الإجرامية وضبط السلاح والهاربين من الأحكام، كان أخرها اقتحام عدد من البؤر الاجرامية مما أسفر عن ضبط 796 قطعة سلاح نارى عبارة عن "رشاش، 72 بندقية آلية، و132 بندقية "مششخنة ، غير مششخنة" 68 طبنجة، 523 فرد محلى الصنع،  2104 طلقة مختلفة الأعيرة، 1544 قطعة سلاح أبيض"، ولاحقت أجهزة الأمن الهاربين من الأحكام القضائية وضبطت 1888 هارب من حكم جناية، و157492 حكم حبس، و235354 حكم غرامة، و56923 حكم مخالفة.

جهود وزارة الداخلية لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تسعى لإقامة جلسات صلح بالتنسيق مع المحليات والأزهر ورموز العائلات لوقف سلسال الدم، حيث نجحت مؤخراً فى إقامة مئات من جلسات الصلح التى نجحت فى إنهاء العديد من الخصومات الثأرية وإعادة الهدوء لقرى ونجوع الصعيد، وهدفها القضاء نهائياً على آفة الثأر.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة