"محمود" ابن على بنتين عمره عام و7 أشهر كان يقف بجوار محل والده "محل حلاقة" ممسكا بساندويتش، والده ذهب ليؤدى واجب عزاء فى الشارع الخلفى وترك ابنه يقف بجوار محله وهناك من يعمل معه بنفس المحل، هجم أحد الكلاب الضالة على الطفل وأسقطه ليحصل على الساندويتش، الأمر لم يكن ليتعقد لو أنه تلقى العلاج اللازم، ولكن الأمور تغيرت عندما شخص الطبيب الحالة على أنها جروح سطحية والطفل لا يحتاج إلى أية أمصال، الحكاية برمتها يحكيها والد الطفل الضحية ووالدته اللذان أكدا أنهما لا يريدان إلا تنبيه وزارة الصحة بضرورة الرقابة على المستشفيات الخاصة، وتنبيه وزارتى الزراعة والبيئة بالمشكلة التى تفاقمت فى الآونة الأخيرة وهى انتشار الكلاب الضالة.
مصطفى محمود البالغ من العمر 32 عاما، والد الطفل محمود، يحكى المأساة، فيقول: محمود كان هو الولد الوحيد أنا معايا بنتين أكبر منه كان بيسهر طول الليل يستنانى لما ارجع من المحل الفجر علشان ألاعبه، وكان بينزل العصرية يلعب جنبى قدام المحل اللى هو تحت البيت، وفى يوم الحادث سيبته قدام المحل واقف معاه ساندويتش بياكله وكنت بعزى فى الشارع اللى ورانا، وكان الولد اللى بيشتغل معايا فى المحل موجود، لقيت الولد جاى بيجرى ويقولى الحق بسرعة ابنك الكلب عضه، جريت وأخدت الولد على الصيدلية اللى هنا، والصيدلى قالى روح بسرعة لأقرب مستشفى علشان أنا مش عندى الإسعافات الأولية بتاع العقر.
وأكمل: بالفعل أخدت ابنى وجريت على أقرب مستشفى هنا فى الطابق وهو مستشفى خاص، وأول ما وصلت الاستقبال الدكتور كشف عليه وقالى: مفيش أى أثار لعقر ولا خرابيش، حتى صاحبى اللى كان معايا قاله يعنى مش هتكتبله على حقن ولا حاجة قاله لأ الطفل كويس ومش محتاج حقن احنا بس هنخيطله الجرح اللى تحت عينه، وسألناه عن جرح تانى كان فى دماغه وقال ده جرح سطحى ما فيهوش ضرر، وكتبله على مضاد حيوى بعد ما خيط الجرح وقال تجيبوه بعد 5 أيام علشان يفك السلك".
وأكمل الأب: وفعلا أخدت الولد ومشيت على البيت وأنا مطمئن جدا عليه بعد الدكتور ما طمنى وبعد 5 أيام روحنا وشيلنا السلك والأمور كانت مستقرة لمدة 20 يوما من الحادث، بعدها بدأت تظهر على ابنى أعراض أنه يخاف من الميه ويخاف من الهواء وبطل ياكل، أخدنا وروحنا لدكتور فى مستشفى خاص تانى فى بولاق الدكرور وشخص الحالة انها لوز واحتقان فى الزور ونزلة شعبية، وكتب على علاج وقال بالليل هيبقى كويس، لكن بالليل الحالة ساءت، فى العادة محمود كان بيسهر لحد ما ارجع من الشغل الساعة 4 الفجر علشان يلعب معايا ويقعد يخبط عليا وانا فى الحمام وكنت أطلع اهزر معاه وارش عليه ميه، وفى اليوم ده حصل زى كل يوم بس لما رشيت عليه ميه حسيت ان روحه راحت، أخدته وطلعت أجرى بيه الفجر على مستشفى خاص ثالثة والدكتور اللى هناك قاللى إن الولد محتاج تغذية أنا مش عارف هو عنده ايه بالظبط أنا هعلق له محاليل وبعدين توديه لدكتور أنف وأذن وحنجرة، وبالفعل روحنا للدكتور ده وهو اللى اكتشف إن الولد عنده سعار، أول ما شافه قال هو فى قط خربشه أو كلب عضه، قولناله أيوة من ييجى 20 يوم حولنا على مستشفى أبو الريش ووصلنا هناك على 8.30 وهناك قالولنا مفيش استقبال قبل الظهر روحنا مستشفى المنيرة نفس الكلام، روحنا على طول على حميات العباسية وأول ما دخلنا عند الدكتور وشافه قالنا الولد مصاب بسعار وهيموت خلال يومين أو ثلاثة بالكثير، احنا وصلنا المستشفى السبت والدكتور حجزه لأن المرض معدى، حاولت أسفره برة وكنت بجيب دكاترة من برة المستشفى علشان تكشف عليه فى المستشفى لكن ما فيش حد إدانى أمل ولا حتى 1 % والولد اتحجز السبت ومات الخميس 6 أيام كان بيتعذب وانا مش عارف اعمله حاجة ولما توفى قالولى لازم أعمل محضر فى القسم وعملت محضر وروحنا النيابة علشان ناخد تصريح دفن لكن النيابة قالولنا مش هينفع ناخد تصريح دفن قبل تشريح الجثة، أنا رفضت إن جثة ابنى تتشرح، لأن حرام يتعذب وهو حى ونشرح جثته بعد ما يموت، وكيل النيابة قالى لو عاوز تصريح دفن دلوقتى يبقى تتنازل عن المحضر وفعلا اتنازلت.
وأكد والد الطفل أنه الآن يتكلم للصحافة فقط لكى يلفت انتباه وزارة الصحة لتهتم بالرقابة الدورية على المستشفيات الخاصة والأطباء حتى لا يحدث ما حدث لابنه مع طفل آخر، وتوجيه أنظار الجهات المعنية بمشكلة الكلاب الضالة سواء أكانت وزارة الزراعة أو البيئة أو جمعية الرفق بالحيوان بالعمل على إيجاد حل للمشكلة فى أسرع وقت ممكن.