حالة من الخوف تسيطر على الشارع العراقى بعد فرار مئات الدواعش من سوريا إلى العراق خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك بعد نجاح قوات سوريا الديمقراطية فى السيطرة على آخر معاقل التنظيم الإرهابى فى مدينة دير الزور السورية.
وتتخوف القوى الإقليمية والدولية من تداعيات الصراع السياسى بين القوى العراقية على حقيبتى الدفاع والداخلية، وتشجع القوى السياسية بالعراق على ضرورة الانتهاء من التشكيلة الحكومية، وخاصة الحقائب الوزارية الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار فى البلاد، وملاحقة العناصر الإرهابية الفارة من سوريا إلى داخل الأراضى العراقية.
وتتخوف الدول الأوروبية من عودة المقاتلين الأجانب فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى إلى بلدانهم، فيما رحبت الحكومة الألمانية على لسان المتحدث باسم الداخلية الألمانية بعودة المقاتلين الألمان فى صفوف داعش إلى برلين، مؤكدا أن من حق كل مقاتلى داعش الذين يحملون الجنسية الألمانية العودة.
بدوره قال مسؤول عسكرى أمريكى إن مئات المسلحين التابعين لتنظيم داعش فروا من سوريا إلى جبال وصحراء غربى العراق، فى الأشهر الستة الماضية، وبصحبتهم ما يصل إلى 200 مليون دولار نقدا.
ونقلت شبكة سى إن إن الأمريكية عن مسؤول ثان قوله إن مقاتلى داعش يفرون بالتزامن مع اندلاع القتال فى آخر معاقلهم شرقى سوريا، مضيفا أن بعضهم كانوا أعضاء سابقين فى تنظيم القاعدة فى العراق.
ويتزامن الإعلان الأمريكى عن فرار مقاتلى تنظيم داعش من سوريا إلى العراق فى ظل أزمة تعيشها حكومة بغداد، وذلك لعدم حسم وزارات الدفاع والداخلية فى حكومة بغداد برئاسة عادل عبدالمهدى، والتى تحاول نزع فتيل الأزمة بين الكتل السياسية الشيعية باختيار وزير داخلية توافقى بين مختلف القوى.
فيما قالت تقارير اعلامية عراقية أن تحالف الفتح حسم ملف الوزارات الشاغرة فى حكومة عبدالمهدى، وذلك خلال بداية الفصل التشريعى الثانى لمجلس النواب العراقى، ورجح النائب عن تحالف الفتح عامر الفايز حل عقدة وزارة الداخلية المستعصية عقب استئناف البرلمان لجلساته.
بدورها دعت الأمم المتحدة الأطراف السياسية العراقية إلى الإسراع باستكمال التشكيلة الوزارية التى لا تزال 3 حقائب شاغرة فيها.
وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة فى العراق (يونامى) جينين هينيس بلاسخارت فى مؤتمر صحفى ببغداد، أنها ناقشت عدد من الموضوعات السياسية مع المسئولين فى التيار الصدرى، داعية إلى الاسراع باستكمال تشكيل الحكومة العراقية، والتركيز على تقديم الخدمات والاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وشددت رئيسة بعثة الأمم المتحدة فى العراق على أن "دعم المجتمع الدولى للعراق يجب أن يستمر فى المستقبل". وأشارت "بلاسخارت" إلى أن الأمم المتحدة أنفقت مليارات الدولارات فى المناطق المحررة من سيطرة داعش لتقديم الخدمات.
وتعانى حكومة رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى من عدم حسم 3 حقائب وزارية بسبب الصراعات بين القوى السياسية وهى الدفاع والداخلية والعدل.
وفى ديسمبر الماضى، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسلحى تنظيم داعش فى العراق وسوريا، وضعوا أيديهم على مبالغ طائلة بالعملة الصعبة والعراقية، فضلا عن سبائك من الذهب تقدر بمئات الملايين.
وفى وقت سابق من هذا الشهر، قال قائد القيادة المركزية الذى يشرف على القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل إنه لا يزال هناك ما بين 20 إلى 30 ألفا من مقاتلى داعش، الأمر الذى يتوافق مع تقديرات الأمم المتحدة الصادرة فى أغسطس الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة