المريخ هو الحلم الذى يتمناه العلماء قبل باقى البشر، ولأن هذا الكوكب الأحمر هو الأنسب للحياة بعد الأرض، فيعمل العلماء جاهدين لتبسيط كافة الأمور لضمان نجاح الرحلة من الأرض إلى المريخ التى تطلقها ناسا فى عام 2033، وهو ما أدى إلى التفكير فى إرسال بلياتشو مع رواد الفضاء لضمان حالة نفسية أفضل، بالإضافة إلى حل كل المشكلات الأخرى الخاصة بالإشعاع وقنوات الاتصال.
المريخ
ووفقا لما ذكره موقع " Mars-one"، هناك عدد من الأسباب للسفر إلى المريخ، ولعل أهمها هو تحقيق الحلم بإرسال مهمة بشرية إلى الكوكب الأحمر فى مغامرة مميزة، حيث يضيف الموقع:" تخيل أنك تعيش على كوكب آخر، على بعد ملايين الأميال من الأرض، وتنظر إلى السماء مع العلم بأن أحد "النجوم" هو فى الواقع الكوكب الذي ولدت فيه..تخيل هذا الإحساس بأنك أول إنسان في التاريخ يخرج من الكبسولة وترى بعينيك سطح المريخ".
أما الأسباب الأخرى فهى الأسباب العلمية التى تشمل منشأ كوكب المريخ، وهل يمكن أن يعلمنا بتاريخ الأرض، وهل بالفعل سيكون هناك حياة على المريخ؟ وإذا كانت هذه الأسئلة هى الأساسية لهذه الرحلة، فإن هناك الكثير من المعلومات التى قد يزودنا بها اكتشاف الحياة على الكوكب الأحمر.
ولكن تواجه ناسا مشكلة كبيرة تتمثل فى الضغوط التى سيواجهها الرواد خلال رحلتهم الطويلة بعيدا عن الأرض، فتقدر المدة التى سيحتاجها الرواد للوصول إلى سطح الكوكب نحو 8 أشهر، وهذه الضغوط ليست فقط نفسية بل هناك ما يتعلق أيضا بنسب الاشعاع فى الفضاء الخارجى، وكذلك الاتصال المتأخر بضع دقائق تصل إلى 20 دقيقة ما بين الرسائل من الرواد للأرض خلال الرحلة.
البلياتشو لحل مشكلات الاكتئاب والتوتر فى الفضاء
ووفقا لما ذكرته صحيفة "theguardian" البريطانية، فإن الباحثين وجدوا أن الوصول إلى النجاح فى الرحلة المستقبلية للكوكب الأحمر، سيعتمد على فريق من "البهلونات"، ورأوا فى الاستعانة بالبلياتشو طريقة لتوحيد رواد الفضاء خلال المواقف الضاغطة، والتى تثير حالة من التوتر والاكتئاب، لذا فتوفير حالة من البهجة والجنون وسط صعوبة الرحلة سيجعل الأمر أفضل.
ويقول جيفرى جونسون، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة فلوريدا: "إن هؤلاء أشخاص لديهم القدرة على جذب الجميع، وسد الثغرات عندما تظهر التوترات، ويحتاج العلماء لرفع المعنويات، فعندما تعيش مع آخرين في مكان ضيق لفترة طويلة من الزمن، كما هو الحال فى المهمة إلى المريخ التى من المتوقع أن تزيد فيها الضغوط النفسية، من المهم أن يكون لديك شخص يمكنه مساعدة الأشخاص للتعايش معا من خلال قضاء وقت لطيف، ليتمكن فى المقابل من القيام بوظائفه والوصول إلى هناك والعودة بشكل آمن ومستقر نفسيا".
وكان قد قضى جونسون أربع سنوات في دراسة القارة القطبية الجنوبية، وحدد أهمية المهرجين، والقادة، والرفاق، ورواة القصص، وصانعى السلام، والمستشارين لفرق الترابط معا وجعلها تعمل بسلاسة، ووجد نفس التجمعات في القواعد الأمريكية والروسية والبولندية والصينية والهندية، فهذه الأدوار غير الرسمية تظهر داخل المجموعة، والمهم هو أنه إذا كان لديك التركيبة الصحيحة فإن المجموعة ستقوم بعمل جيد، وإذا لم تفعل، فإن المجموعة تقوم بعمل سيئ للغاية.
المريخ
مشكلة تأخير الاتصال مرعبة
كما أن المهمة إلى المريخ ليست نزهة، حيث إن الكوكب الأحمر على بعد 140 ميلًا من الأرض، ويبلغ وقت السفر إليه حوالي ثمانية أشهر، ويتوقع أن تؤدي المسافة وحدها إلى خسائر نفسية، كما سيواجه رواد الفضاء أيضاً مهلة زمنية في الاتصالات تصل إلى 20 دقيقة.
وعندما اختبرت ناسا تأخر الاتصالات لمدة 50 ثانية على رواد الفضاء فى محطة الفضاء الدولية، وجدوا أن الحالة النفسية الجيدة قد تراجعت وظهر الإحباط مع تأثيرات ضارة على إنجاز المهام بكفاءة.
يعمل جونسون الآن مع وكالة ناسا لاستكشاف ما إذا كان المهرجون والشخصيات الكوميدية الأخرى مهمة لنجاح مهام الفضاء الطويلة، والتعويض عن قلق الاتصالات المتأخرة أم لا، وقد قام حتى الآن بمراقبة أربع مجموعات من رواد الفضاء الذين أمضوا 30 إلى 60 يومًا في المسكن الخاص بالوكالة.
رحلة المريخ
مشكلة الاشعاع العالى
الإشعاع الكوني خطير فإنه يمكن أن يسبب ضعف البصر والخرف والسرطان، لذلك هو مشكلة كبيرة تواجه رحلة المريخ المقبلة، فلا يوجد حول الرواد أى حماية من الغلاف الجوي للأرض والمجال المغناطيسي، وبالتالى رحلة باتجاه واحد إلى المريخ ستعرضك لأكثر من 15 مرة من حد الإشعاع الصادر في محطة للطاقة النووية.
وتوصل العلماء لبعض الحلول فى هذا الأمر أيضا منها خيارات للتحصين، مثل أجسام توضع عليهم وسترة، لكن يمكن اختراقها بسهولة عن طريق أي أشعة عالية الطاقة، كما أنها تزيد من الوزن والكتلة، مما يزيد من استهلاك الوقود ويزيد من تكلفة أي مهمة.
ومن هنا قررت ناسا أن تجعل من السنوات العشر المقبلة أولوية للبحث، من أجل التوصل بشكل أكثر تفصيلاً عن "الطقس الفضائي" مما سيسمح بتخطيط وتوقيت أفضل للبعثات، وسوف يكشف الفحص المغناطيسي سلوك الإشعاع من الرياح الشمسية على سطح المريخ.
وفى الوقت الحالى يمثل الإشعاع أكبر تهديد للرحلة إلى المريخ، ومن الواضح أن التحديات في إرسال البشر إلى المريخ هائلة، ولكن الفرص لحلها موجودة أيضا وسيتم العمل عليها إلى وقت إطلاق أول رحلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة