وائل السمرى

قرار حقيقى لوزيرة الثقافة

الإثنين، 18 فبراير 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أخفى عليك أننى فى حالة عطش دائم لإنجاز حقيقى يضاف إلى خارطة مصر الثقافية، فمهمة وزارة الثقافة من وجهة نظرى هى إنشاء البنية التحتية التى تستطيع أن تخدم الفن والفكر والإبداع فى محافظات مصر كلها، كما أرى أن التباهى بعمل مؤتمر أو إقامة ندوة أو تنظيم احتفالية أمر هين لا يليق بأن تفتخر به وزارة أو تملأ به مصلحة أو هيئة، وقد كتبت فى تلك المسألة مرارا قائلا إن هذا الأمر مرض حقيقى أصاب حياتنا الثقافية منذ أن فارقها الفنان المؤسس «فاروق حسنى» داعيا الله أن يخلصنا من وزراء «تسيير الأعمال» الذين يمثلون أنهم يعملون وهم فى الحقيقية لا يفعلون شيئا سوى إصدار البيانات الصحفية التافهة.
 
من هنا كان إعجابى الكبير بقرار وزيرة الثقافة الفنانة «إيناس عبدالدايم» بإنشاء فرع لأكاديمية الفنون بمحافظة الإسكندرية يضم جميع المعاهد والوحدات العلمية والتعليمية المتخصصة التى تقوم بتدريس نفس المناهج التى يتم تدريسها فى أكاديمية الفنون بالهرم، جاء فى قرار أصدرته وزيرة الثقافة لتحويل قصر الأميرة فائقة أحمد فؤاد التابع بملحقاته للوزارة ليكون مقرا للأكاديمية، وفى هذا أيضا استغلال أمثل للقصور التراثية المصرية التى تجسد مرحلة مهمة فى تاريخ مصر المعمارى، وغاية ما أتمنى أن يكون فرع أكاديمية الفنون فى الإسكندرية إضافة حقيقية للقصر لا أن يخصم من رصيده بالسلب، ولذلك أتوقع أن يشرف جهاز التنسيق الحضارى على هذا المبنى أثناء إعداده وتأهيله لوظيفته الجديدة، كما أتوقع أن يباشر الإشراف عليه بعد تجهيزه وخلال القيام بدروه الجديد، وبذلك نبث الروح فى مكان تراثى جميل، وحافظنا عليه للأجيال القادمة، واستفدنا منه حق استفادة.
 
أهمية هذا القرار من وجهة نظرى تكمن فى أنه يمد يد الفن والعلم والتنوير إلى محافظة عظيمة أمدت مصر بعظماء الفنانين والمسرحيين والموسيقيين والممثلين، وهذا بالطبع دور لم توف به أكاديمية الفنون فى السابق حتى حينما افتتحت قسما للدراسات الحرة فى ذات المحافظة، وقد أثبتت تجربة المخرج الكبير «خالد جلال» فى مركز الإبداع أن مصر بها عشرات المواهب الفنية التى تحتاج إلى صقل موهبتها وتنمية حضورها الفنى والإبداعى، كما أن وجود الدكتور أشرف زكى كرئيس لأكاديمية الفنون أمر مطمئن إلى حد بعيد، نظرا لما يتمتع به «زكى» من حسن الإدارة وتمام الإدارك لاحتياجات مصر الفنية والثقافية، فشكرا للوزارة، وفى انتظار المزيد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة