جو معتدل وأماكن فندقية عالية المستوى وشواطئ خلابة وملاعب لمختلف الرياضات، كلها مقومات تضع مصر فى مصاف الدول المؤهلة للاستئثار بالسياحة الرياضية، التى لازالت غائبة عن الخريطة السياحية بالشكل الكافى رغم تسابق عدد من الدول ليكون لها نصيب منها.
فاستضافة الأحداث الرياضية على أرض مصر يفتح الباب على مصراعيه لتنشيط الحركة السياحة، فقد تكون الفعالية فى صورة ماراثون للجرى تحت سفح الأهرامات يشارك فيه آلاف اللاعبين من دول مختلفة، وقد تكون بطولة إسكواش تجرى مبارياتها فى الجونة على شط البحر الأحمر، وربما سباق للتزلج على الماء فى شرم الشيخ، فكلها صور متعددة لتنمية السياحة الرياضية فى مصر.
والسياحة الرياضية هى إحدى الوسائل الهامة فى الترويج للمقصد السياحى بما يضفى عليه متعة وترفيهاً تسعى إليه كل الشعوب، ووفقا للإحصائيات العالمية فإن السياحة الرياضية شهدت قفزة نوعية ملحوظة عالميا، وعائدات شهدت تضاعفا من 46.5 مليار عام 2005 لتصل إلى 90.9 مليار دولار فى 2017.
بطولة الأمم الأفريقية التى ستقام على أرض مصر فى يونيو المقبل قد تكون البداية الفعلية لتنشيط سياحة الرياضة، خاصة أن وزارة السياحة تضع هذا النمط على رأس أولوياتها، حيث حرصت وزيرة السياحة دكتورة رانيا المشاط على المشاركة فى ماراثون الأهرامات الدولى بمشاركة 4 آلاف متسابق، من بينهم 500 سائح أجنبى من 75 دولة حول العالم.
مشاركة وزيرة السياحة فى هذا الحدث الرياضى رسالة واضحة بالرغبة فى دعم هذا النمط السياحى، وأكدت أن الوزارة تدعم كافة الجهود التى تسعى للترويج للسياحة المصرية، وأشارت الوزيرة إلى أهمية هذا الحدث الذى يمزج ما بين السياحة الثقافية والرياضية، متمنية أن تشهد الفترة المقبلة تنظيم المزيد من هذه الفعاليات المختلفة والأفكار الجديدة التى تلفت الأنظار إلى الأماكن السياحية فى مصر.
وأوضحت الوزيرة أن السياحة الرياضية أصبحت نمطا مهما يجذب شرائح متنوعة وجديدة من السائحين والشباب حول العالم، لافتة إلى مشاركتها فى افتتاح اول فندق رياضى فى منطقة شرق الأوسط بمدينة الغردقة منذ شهور.
وأضافت الوزيرة أن هذا العام يشهد أيضا حدثا رياضيا هاما تستضيفه مصر وهو بطولة كأس الأمم الافريقية فى يونيو المقبل، مؤكدة أن تنظيم مصر لمثل هذه الفعاليات يساهم فى وضع أجندة ترفيهية لمصر مليئة بالأحداث الثقافية والرياضية والفنية التى تجذب السائحين على مدار العام.
هذا الإهتمام الحكومى يحتاج إلى اهتمام موازى له من القطاع الخاص لتنشيط السياحة الرياضية، وفى مقدمتها التواصل مع الجهات العالمية التى تشرف على الفعاليات الرياضية العالمية لوضع مصر فى قائمة الدول المضيفة، وتنظيم برامج سياحية من قبل الشركات متكاملة محفزة لزيارة مصر.
كذلك يحتاج تنشيط السياحة الرياضية إلى الترويج للأشكال الرياضية التى يمكن أن تقام لها بطولات على أرض مصر، فالشواطئ الخلابة على البحرين الأبيض والأحمر وتمتد لنحو 3000 كم، ويمتاز البحر الأحمر بمياهه الصافية وشعابه المرجانية الملونة وأسماكه النادرة وجباله المتباينة الممتدة فى سلسلة طويلة بمحاذاة البحر، وهذا يسمح بممارسة رياضات الغوص والغطس وغيرها من الرياضات البحرية، فضلا عن وجود نوادى الجولف، ونوادى الفروسية، ونوادى الرياضيات المائية والغطس وصيد الأسماك والتجديف.
كذلك رياضة الغوص والانزلاق على الماء والصيد، وركوب اليخوت، بالإضافة إلى الملاعب والصالات وحمامات السباحة، يضاف إلى ذلك تسلق الجبال فى مصر والمرتفعات والكثير من الرياضات الأخرى مثل ركوب الدراجات والجرى، والرياضات العادية الأخرى ككرة قدم - كرة يد - كرة سلة - ألعاب قوى.
غرفة شركات السياحة تتوافق مع هذا التوجه حيث أكد على المانسترلى عضو الغرفة على أهمية السياحة الرياضية، موضحا أنه يمكن استثمارها من خلال تنظيم معسكرات رياضية للفرق العربية والأوروبية والأمريكية، فى جميع الألعاب والمراحل العمرية بنين وبنات مع إقامة بطولات فى جميع الألعاب بالاشتراك مع الاتحادات الرياضيه المختلفة.
بهذا الشكل يمكن فتح أسواق جديدة أمام شركات السياحة للعمل بها، وتوقع المانسترلى تحقيق طفرة سياحية كبيرة من خلال إقامة البطولات والأنشطة الرياضية العالمية والعربية على أرض مصر، الأمر الذى سيؤدى حتما إلى رواج فى الفنادق والمنتجعات السياحية والأسواق المصرية.
مؤكدا أن مصر بها كافة الإمكانيات المطلوبة لتطوير هذا النمط من أندية وستادات رياضية ومدن أولمبية ورياضية فى القاهرة والمحافظات، ولكنه فقط يحتاج إلى خطة ترويج وتنشيط بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة