لا يزال الصعيد والمجتمعات المحلية فى مصر، تحافظ على مورثاتها القديمة، بداية من العادات والتقاليد فى المعاملات، وصولاً إلى المهن والحرف اليدوية للمنتجات المختلفة، والتى لا يزال البعض منها باقياً، رغم تطور الصناعات والاعتماد على المستورد الصينى، الذى غزى الأسواق بشكل كبير، ووقفت هذه المهن رغم قلة انتشارها واستخداماتها تواجه صعوبات الانقراض وتحديات التطور العصرى.
"اليوم السابع" جاب محافظات الجمهورية، ليلقى الضوء على أبرز 10 مهن تتحدى تكنولوجيا العصر، وتواصل الاستمرار والحفاظ على التراث المصرى الأصيل، من خلال الصناعات اليدوية، التى انتقلت من المحلية وصولاً إلى العالمية بأنامل مصرية خالصة.
جداريات الحج والعمرة
يعد فن الرسم على جدار المنازل من المهن التى انقرضت، وحافظ عليها القليل من أبناء المجتمعات المحلية، وخاصة قرى الصعيد، التى لا تزال تحتفظ بأشكال البيوت البسيطة المبنية بالطوب اللبن، ويحاول ساكنوها تجميل هذا المنزل من خلال دهانه بالألوان، وإبراز الرسومات المختلفة عليه والمتعلقة بالمناسبات الاجتماعية المختلفة، سواء حج بيت الله الحرام أو ليال الزفاف أو غيرها من المناسبات، التى يحتفل بها أبناء الصعيد بشكل خاص.
ومن الذين لا يزالون يحافظون على هذه المهنة، هو الحاج "عيد السلواوى" أحد أبناء قرية سلوا بمحافظة أسوان، ويعد أبرز الأسماء التى لمعت فى فن الجداريات القديمة، وتخطى عمره الـ70 عاماً، وعلم أبناءه هذه المهنة ليحافظوا عليها من الاندثار، ومن أبرز أعماله، التى يقوم بها هو تجسيد رحلة الحجاج، سواء فى رسومات الطواف بالكعبة أو طائرة السفر أو الوقوف بعرفة مع كتابة بعض الجمل الخاصة بمناسك الحج أو العمرة مثل: "لبيك اللهم لبيك" أو "حج مبرور وذنب مغفور"، بالإضافة إلى رسومات الخيول فى ليال "المرماح".
ويتحصل العم "عيد"، على متوسط دخل من 500 إلى 3 آلاف جنيهاً، نظير تجميل البيت القروى، الذى يشهد مواكبة مناسبة من المناسبات، ويؤكد لـ"اليوم السابع": أنه يتبرع بالرسومات بالمجان لبعض الحالات أحياناً خاصة إذا كانت العروسة يتيمة أو حاجة أرملة أو غيرهم من محدودى الدخل.
الكليم.. صناعة شارفت على الزوال بسيناء
تعد مهنة صناعة الكليم اليدوى من وبر الإبل وصوف الأغنام، أحد أهم المهن القديمة لبدو سيناء، التى شارفت على الزوال، بعد تدخل الميكنة الحديثة بتصنيع مفروشات بتكاليف أقل، وكانت تمتهنها الغالبية من السيدات لصناعة ما يلزم بيوتهن من قطع منسوجة بعناية بعضها تستخدم كمفروشات فى الشتاء، وأخرى كقطع مجمعة هى فواصل بين غرف بيت الشعر، ومنها صناعة "الخرج" وهو أداة النقل على ظهور الإبل قديما.
ابنة قرية أبو طويلة "زينب العبادى"، من بين عدد قليل من سيدات وفتيات شمال سيناء اللواتى يتمسكن بالمهنة، وتسوق لإنتاجها فى معارض متخصصة، وتقوم بتدريب جيل جديد من الفتيات على امتهانها.
قالت "زينب العبادى" لـ"اليوم السابع"، إنها ورثت المهنة من والدتها، التى علمتها النسج بطرقه المختلفة لصناعة المشغولات، وتعتمد فى خامتها على توفيرها، من مربى الماشية والإبل وإذا استعصى عليها ذلك تشتريه من السوق، وأن لها ورشة بسيطة فى قريتها أبو طويلة من خلالها تقوم بهذا العمل، الذى اتجهت مؤخرا لتعمم تجربتها فى بئر العبد والشيخ زويد والعريش، ضمن مشروعات تدريبية حيث تقوم هذه الجهات بتوفير الخامات وهى تصقل مهارة المتدربات.
وأضافت "زينب"، أن مشغلها هو نول تقليدى، ووقتها تشغله فى النسيج، وصناعة "الكليم"، ولكنها استطاعت أن توظف الماضى بجماله وأصوله ليخدم الحاضر، وأصبحت ذات القطع تصنعها، ولكن بأشكال مختلفة منها على سبيل المثال ستائر منسوجة، وأغطية أثاث وقطع تشكل لوحات فنية منسوجة تعلق على الجدران، ودعت السيناوية زينب العبادى، كل أصحاب المهن القديمة للمحافظة عليها وبقدر الإمكان توظيفها لخدمة الحاضر حتى لا تنقرض.
صناعات الأثاث من جريد النخيل بالأقصر
صناعة الأثاث والأسرة والكراسى من جريد النخيل، حرفة تاريخية قديمة فى قرى ونجوع محافظة الأقصر، اندثرت خلال الآونة الأخيرة، مع تقدم المجتمع وانتشار الصناعات الحديثة، والمصانع والورش الضخمة لصناعة الأثاث داخل مصر، وجلب أثاث مستورد من دول أوروبا والصين أيض فى كافة الخامات الخشبية والبلاستيك وغيرها، ولكن مازال أحد الصانعين التاريخيين لتلك المهنة يعمل حتى الآن بعد مرور 30 عام على انطلاقه فى مهنته المميزة.
الحاج أحمد عابدين عبد المبدى، أقدم صانع أثاث من جريد النخيل، ابن مدينة القرنة غربى محافظة الأقصر، يقول أن تلك المهنة ورثها عن والده وجده منذ عشرات السنين، وما زال يعمل بها حتى الآن، حيث أنه رغم تطور الزمن وتطور الأثاث وشراؤه جاهزاً أو تصميمه فى ورش الخشب الكبرى، التى تستخدم الأجهزة الحديثة فى التصنيع، إلا أنه مازال أهالى القرى والنجوع وكذلك الأغنياء من أبناء مدينة القرنة يعشقون تصنيع الأثاث من النخيل الذى يضفى صبغة مختلفة فى منازلهم وفيلاتهم وغيرها على ضفة نهر النيل.
ويضيف الحاج أحمد عابدين لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل بتلك المهنة بأدوات بسيطة للغاية كالمنجل والشاكوش والمسمار الكبير لتخريم النخيل خلال التصنيع وتركيبه ببعضه البعض، حيث يقوم بجلب الجريد من النخيل ويقوم بتقطيعه بأشكال وأطوال مناسبة لصناعة الكراسى والأسرة للأهالى والأقفاص وغيرها بأسعار فى متناول الجميع.
الفخار والخزف والأركيت والأرابيسك مهن تراثية بالفيوم
الفخار والأركيت والأرابيسك والخزف، 4 مهن تراثية تواجه الزمن، وترفض أن تندثر بمحافظة الفيوم، 3 مهن يحافظ عليها صناعها ويتقنون فيها لا ينظرون لعائد مادى، ولا ارتفاع أسعار خامات ولا الغزو الصينى للأسواق المصرى يتمسكون بالذوق الرفيع لزبائنهم ويطورون من أدائهم ويحاولون مواكبة الزمن.
الفخار
"عبد الحكيم محمد" أحد أبرز العاملين فى مهنة صناعة الفخار ويحرص على تعليم أبنائه الحرفة، التى بدأها قبل 28 سنة مضت، عندما حضرت السويسرية إيفيلين بيوريه إلى قرية تونس، التى يقيم بها على شاطئ بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، وأقامت مدرسة لتعليم صناعة الخزف والفخار، فبدأ تعلم الحرفة، ووجد بداخله ولعا وحبا شديدا لها لم يكن يتخيله، فبدأ الاهتمام بالتفاصيل حتى يخرج منتجات مميزة، تبدأ بشراء "الطين الأسوانى" من مصر القديمة ويتم وضعه فى أحواض مياه لفترة تتراوح من 7 إلى 20 يوماً ثم تستخرج، ويتم وضعها على قماش حتى تجف وبعد ذلك يتم جردها والعمل بها، وعن الأسعار فليس هناك فرق لدى "حكيم" بين المصريين والأجانب، ويسعى لتقديم التخفيضات على شراء الكميات الأكبر.
حرفة الخزف
وترتبط حرفة الخزف بحركة السياحة فى مصر، فعندما تنتعش السياحة، ويتوافد السائحين على مصر ومدنها يكون سوق الخزف والفخار أيضا منتعش، ويقدر عدد كبير من السائحين الأجانب مثل هذه الصناعات اليدوية التى يستخدم فيها المصريون أناملهم لإضفاء الفن الحجلى عليها.
الأرابيسك.. فن الذوق الرفيع
"على شويشة" أشهر وأقدم صانع للأرابيسك بمحافظة الفيوم، وبقى اسمه وحيداً داخل محافظة الفيوم ممن يعملون فى هذه المهنة، رغم أن ورشته صغيرة وتبعد عن مدينة الفيوم بحوالى 7 كيلو متر، ويجلس الحاج على، وتحيط به تحف فنية صنعها بيديه من الأخشاب المزخرف بالحلى، التى تخطف الأنظار، ولا يخطر ببالك أبدا أن هذه الحلى صنعها من قرن الفيل وحوافر وعظام الحيوانات، بالإضافة إلى الصدف الجميل المستخرج من أعماق البحار فى أوروبا.
وبدأ الحاج على، المهنة منذ أكثر من 40 سنة مضت، وكان يعمل مع خاله بورشته بخان الخليلى بالقاهرة، وعشق المهنة وتفاصيلها وتحويل قطعة من الخشب إلى تحفة فنية يطلبها زبائنها من مختلف دول العالم.
وعن مراحل صناعة الأرابيسك أكد الحاج على شوشة، أنه يمر بعدة مراحل حيث أنه يتسلم إطار "برواز" يقوم بتصنيعه نجار وبعدها يقوم بتزيين هذا البرواز بالصدف والأركيت ثم يرسل القطعة إلى الأستورجى ثم "المشعراتى" وهو خريج الفنون الجميلة، الذى يقوم بعمل اللمسات الأخيرة على المنتج.
ويشير الحاج على إلى أنه يسلم القطع التى يبيعها إلى البازار بسعر ثابت، وصاحب البازار له حرية تحديد سعر البيع للزبائن، مضيفاً أن المواطنين فى مصر لا يعلمون كثيرا عن الأرابيسك ويعجبون بمنتجاته المعروضة كتحف فى المنازل، التى يرونها فى السينما والتليفزيون ولا يعلمون أن هذه المنتجات يمكنهم اقتنائها بسهولة، لافتاً إلى أنه من بين الأشياء التى يقوم بتصنيعها طقم صوانى تقديم للشاى والقهوة مكون من 3 صوانى بأحجام مختلفة مطعمة بالصدف تعرض بآلاف الجنيهات بالبازارات المختلفة ولكنه يبيعها بـ200 جنيه.
صناعة الأركيت
صناعة الأركيت فى محافظة الفيوم، أيضا من المهن اليدوية، التى تواجه الاندثار، ومن أبرز المنتجات المصنعة من الأركيت الخشبى، كانت نسخة مصغرة من الحقيقة وحققت مبيعات كبيرة مثل: "برج إيفل وساعة بيج بن" ويصل طول هذه المنتجات أحياناً إلى أكثر من 3 أمتار خاصة المراكب التى يتم وضعها ديكورات بالمنازل وتستغرق صناعة المركب حوالى 3 أيام.
ولولا عشق بعض العاملين فى هذه المهنة بمحافظة الفيوم، لواجهة الاندثار مبكراً، ويرجع عمل بعضهم فى هذه المهنة إلى نحو 30 سنة مضت، إلا أن الجهد الذى تتطلبه هذه المهنة يدفع عدد من الشباب إلى العزوف عنها، وعن تعلمها لأبنائهم.
أما أسعار منتجات الأركيت، فتبدأ من 30 جنيهاً، وترتفع كلما زاد حجم الجسم المطلوب عمله، وزادت الحلى الموضوعة فيه، ولكن كل المنتجات بجودة واحدة، ورغم الانتشار الملفت للمنتجات الصينية، التى غزت الأسواق، إلا أن صناعات الأركيت بالفيوم تقف على أرضية ثابتة بسبب جودتها العالية، التى تتسم بالكتلة الخشبية الصلبة.
واحة سيوة قلعة صناعة المشغولات والحلى التقليدى
توارثت النساء فى واحة سيوة براعة صناعة وتشكيل الحلى والمشغولات التقليدية، التى تتزين بها الفتيات والنساء، وأصبحت هذه المشغولات مطلبا لنساء المجتمعات الأخرى والسائحات المترددات على الواحة، وتواجه هذه المهنة الاندثار فى ظل انتشار المشغولات الجاهزة، وتساهم بعض الجهود لمحافظة مطروح فى الحفاظ على الحرف والصناعات اليدوية فى واحة سيوة، مثل المشغولات اليدوية من الحلى وتصميم المشغولات الفضية وغيرها من قطع الإكسسوار النسائية، التى تقبل السيدات على اقتنائها وخاصة السائحات، لتميزها بالبساطة والجاذبية.
وتعد وحدة الصناعات الحرفية، بمجمع الحرف البيئية بواحة سيوة، أحد أهم المشروعات التنموية، التى أنشأتها محافظة مطروح عام 2006، فى واحة سيوة للحفاظ على تراثها المتميز من المشغولات اليدوية، من خلال تدريب الفتيات والسيدات على هذه الأعمال.
وتضم وحدة الصناعات الحرفية مجموعة من الأقسام، أهمها قسم صناعة المشغولات الفضية والنحاسية، وتقوم الفتاة بتحديد الشكل الذى ستنقشه على قطعة الحلى، من خلال رسمه على ورق مخصص قبل لصقه على شريحة معدن الفضة أو النحاس قبل نقشها، لصناعة الأساور والخواتم ودلايات السلاسل والكوليهات.
وتباع المشغولات والحلى التقليدى، لنساء واحة سيوة للتزين به، كما يباع للسائحات، كما تقبل البازارات بواحة سيوة والمحافظات الأخرى على شراء المشغولات والحلى السيوى التقليدى الذى يصنع يدويا وله شهرة لتميزه.
سن السكاكين والمقص فى أسيوط
سن السكاكين على "الحجر" حرفة تواجه الاندثار يوما بعد يوم بمحافظة أسيوط، بسبب انخفاض عدد العاملين بها ومن يملكون الصنعة وذلك بعد ان انتشر بالأسواق السكاكين المستوردة وبأسعارها المخفضة، إذ تشهد موسم الأعياد إقبالا من الأهالى وأصحاب محال الجزارة على تجهيز الآلات والمعدات المستخدمة فى ذبح الأضاحى.
وعلى مدار عقود من الزمن تظل منطقة القيسارية بحى غرب مدينة أسيوط، قبلة المواطنين والتجار واصحاب الحرف التى تواجه شبح الاندثار، أمام التغيرات التكنولوجية الحديثة، إذ ينتشر عدد من "السنانين" وبائعى الأسلحة البيضاء، فى استقبال المواطنين الراغبين فى شراء السواطير أو السكاكين.
يقول"حسين علي" صاحب محل لسن السكاكين بأسيوط، إنه يخرج ليفتح محله يوميا من الساعة التاسعة صباحا، ليبدأ فى سن السكاكين بالطريقة القديمة بواسطة الحجر الدوار، وليس بالآلات والمكن الحديثة التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، فهو اعتاد على المهنة التى ورثها عن والده وجده وعمره لا يتجاوز الـ 5 سنوات.
وأكد "حسين"، أنه دكانه الذى لا تتجاوز مساحته الثلاثة أمتار، هو مشروعه الذى يحاول الحفاظ عليه والمهنة المتوارثة، حيث يقوم بتشغيل الحجر الدوار برجله لكى يدور بسرعة ويعمل بالماء خلال سن السكين، ثم مرحلة "الجلخ" ثم تنعيم السكين أو الساطور، والمهنة قاربت على الاندثار إلا فى أيام عيد الأضحى، وشهر رمضان، حيث يبحث الأهالى عنهم لسن السكاكين، مشيرا إلى أن سعر سن السكين ما تتراوح ما بين 2 و5 جنيهات، وتختلف بحسب الحجم وخامة السلاح الأبيض المستخدمة فى التصنيع.
وأضاف "حسين"، أن مهنة سن السكين من المهن الخطرة التى قد ينتج عنها فقدان أحد الأصابع، فى حالة عدم تمكن من وضع السكين بطريقة صحيحة على الحجر وسنها وتنعيمها، مشيرا إلى برغم انتشار السواطير والسكاكين المستوردة بالمقارنة وسعرها المنخفض مع السكاكين المحلية الصنع إلا أن الأهالى ما يزالون يقبلون عليها لكونها تقاوم الصدأ.
المكواة الرجل
ورغم انتشار المكواة بشتى أنواعها وأحجامها فى المنازل ومع جهاز العروسة، أو حتى انتشار محال "الكلين" للغسيل والمكواة الحديثة بالبخار إلا أن مهنة "مكواة رجل" لا تزال تضع قدماً لنفسها فى محافظة قنا وخاصة بعض كبار السن الذين ورثوا تلك المهنة عن أجدادهم.
وأبناء الصعيد فى محافظة قنا يفضلون ارتداء الجلاليب البلدى والصوف والأقمشة الثقيلة لذا يفضل عدد كبير منهم الذهاب إلى أصحاب محال المكواة الرجل بالمحافظة، نظرا لتميز مكواة القدم عن الحديثة فى قدرتها على عملية الفرد والكى الجيد للثياب.
ويتحمل أصحاب هذه المهنة أعباء مشقة ممارستها، فى التوجه مبكراً إلى المحل والبدء فى تسخين هذه الكتلة الحديدية التى يبلغ وزنها أحياناً 50 كيلو جرام، وتستغرق وقتاً فى التسخين، ثم رفعها بواسطة يد خشبية لتمريرها على الجلباب وفرده ليظهر بشكل أكثر فرداً وانسيابية مما قد يظهر عليه فى حالة استخدام المكواة المنزلية، ورغم أن المقابل المادى ضعيف ويبلغ نحو 5 جنيهات فى الجلباب الواحد، إلا أن هذه المهنة لا تزال تضع قدماً تحارب به الانقراض فى ظل أنواع المكواة الكهربائية المنتشرة بالمنازل.
"الزيات" أقدم صانع ستائر يدوية للعرائس بمدينة بلبيس
"ورثت المهنة أبا عن جد فى هذا المحل الكائن بشارع الزعبلاوى بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، الذى يرجع به الزمان إلى مائة عام كانت شاهدة على عرق جدى وأبى فى هذه المهنة، ورثتها منهما للحفاظ عليها".. بهذه الكلمات روى "محمد فتحى الزيات" 55 سنة، صانع ستائر يدوية لـ"اليوم السابع" حكايته مع صناعة الستائر قائلا: لم أكمل دراستى وبعد الانتهاء من الشهادة الإعدادية، بدأت أقف مع والدى فى المحل لكى أتعلم الصنعة، وتعلمتها فى أيام بسيطة، ومنذ ذلك العمر وأنا واقف فى محل والدى أمارس المهنة.
وأضاف الزيات: جدى فى البداية كان يعمل بمهنة التنجيد وبيع القطن، وثم تعلم فن صناعة الستائر لأنها فن وحرفة، وخاصة أننا نصممهما بطريقة يدوية، وتستغرق الستارة معى من 4 إلى 6 ساعات، وأغلب زبائنى يأخذون رأى فى نوعية التصميم واللون وأغلبهم يفضلون اللون الأسمر فى الفضى وخاصة العرائس.
وتابع: أنه بالرغم من وجود ستاير جاهزة لكن مازال البعض يفضل اليدوى منها لكى يختار نوع خامة القماش وتكون مقاساتها مضبوطة موضحا أنه سعيد بمهنته ويقضى فى محله أكثر من 13 ساعة من العمل المتواصل وسمعته طيبة بين أهالى مدينة بلبيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة