بعد سنوات ظل فيها تنظيم داعش يمثل مشكلة شرق أوسطية بالنسبة لأوروبا، أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا لأوروبا، وصل إلى أن تتبرأ دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا من مواطنيها، وترفض دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتسلم مواطنيها. وأصبح إرهابيو داعش كرة تتقاذفها الولايات المتحدة وأوروبا.
بعد أسابيع من قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، طالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حلفاءه الغربيين بتسلم الدواعش من مواطنيهم المأسورين بين أيدى القوات الأمريكية وحلفائها من قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية. وقال ترامب «يتعين على بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعادة أكثر من 800 من مسلحى داعش أسروا على الأراضى السورية»، وقال ترامب على تويتر: «الخلافة جاهزة للسقوط، والبديل ليس جيدا وقد نضطر لإطلاق سراحهم»، محذرا من أن هؤلاء الدواعش «قد يحاولون التسلل إلى أوروبا».
لكن رد الفعل الأوروبى كشف عن غياب أى خطط للتعامل مع مئات الدواعش، وقالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، إن بلادها لن تتخذ أى إجراء حاليًا للتعامل مع دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحلفاء أوروبيين باستعادة مئات من مقاتلى داعش الإرهابى من سوريا، وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ «كل حالة على حدة» وقالت لقناة فرانس 2 «هناك وضع جيوسياسى جديد فى ظل الانسحاب الأمريكى، ولن نغير سياستنا ولن تستجيب فرنسا لمطالب ترامب».
وترفض الحكومة الفرنسية استعادة المقاتلين وزوجاتهم رفضًا قاطعًا. ووصفهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان، بأنهم «أعداء الأمة» الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء فى سوريا أو العراق. فيما أشار وزير الداخلية كريستوف كاستانير أواخر يناير، إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتشددين الفرنسيين الذين تحتجزهم سلطات كردية مدعومة من واشنطن، وتحاول باريس بالفعل إعادة القصّر على أساس مبدأ كل حالة على حدة. بينما تقدر مصادر عسكرية ودبلوماسية أن قوات سوريا الديمقراطية التى يهيمن عليها الأكراد تحتجز نحو 150 داعشيا فرنسيا.
وعلى نفس طريق فرنسا تسير ألمانيا فيما يتعلق باستعادة الدواعش الألمان، حيث ردت ألمانيا بفتور على مطالب ترامب، وقالت إنها لا يمكن أن تستعيد مقاتلى داعش إلا بعد زيارات قنصلية.
الرئيس الأمريكى ترامب يصر على قرار بسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق النصر على داعش، ويقول «نفعل الكثير، وأنفقنا الكثير، وحان الوقت كى يقوم آخرون بالمهمة. سننسحب بعد انتصار على الخلافة بنسبة 100 فى المئة».. وبالرغم من تشكيك روسيا فى ما أعلنه ترامب باعتبار أن التدخل الروسى كان العامل الحاسم فى هزيمة داعش، فإن قرار الانسحاب أثار مخاوف باريس وعواصم أوروبية بشأن احتمال محاولة الإرهابيين العودة إلى بلدانهم.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن التنظيم لا يزال لديه، 14 إلى 18 ألفًا من المسلحين فى العراق وسوريا، من بينهم ثلاثة آلاف أجنبى. بينما هناك تقارير تقدر عدد الإرهابيين بـ40 ألف وعدد الأجانب بعشرة آلاف. وفى حال تسلل دواعش أوروبا لبلدانهم أو إلى القارة فقد يعيدون تنظيم صفوفهم مالم يحصلوا على مجال آمن، وفى حالة تضييق الخناق فى ليبيا بعد سوريا والعراق، فإن الدواعش يمثلون قنابل إرهابية جاهزة للانفجار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة