وائل السمرى

حازم شاهين.. إعادة اكتشاف «غلبت أصالح»

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة، شكلت المقدمة الموسيقية لرائعة رياض السنباطى «غلبت أصالح» تحديا جديدا لعازفى العود فى مصر والعالم العربى، والفضل كله يعود إلى الموسيقار المصرى «حازم شاهين» الذى يعيش فى رحاب آلة العود، بل يعيش بها ولها، فقد أبدع «شاهين» فى عزف هذه المقدمة لدرجة جعلت منها حالة خاصة عند كل متذوقى فن حازم شاهين، وتستطيع أن تجد لهذه المقدمة الموسيقية الخلابة العديد من التسجيلات على مواقع الإنترنت، ففى كل مرة يذهب حازم إلى أحد البرامج يطلبونها منه، وفى كل مرة يجلس مع أصدقائه نطلبها منه، وفى كل مرة يبدع فيها بطريقة مغايرة، كما لو أنه اكتشف كلمة سر تلك المقطوعة متواصلا مع العظيم رياض السنباطى «شخصيا» وبهذا تراه وكأنه يعيد إبداع المقطوعة وليس يعيد عزفها فحسب.
 
أزعم أن حازم اكتشف فى تلك المقدمة الموسيقية ما لم يكتشفه غيره، فجعلنا نشاهدها بطزاجة مدهشة، نرى فيها الآن بكل وضوح ذلك التوتر الكبير، وذلك اليأس الجارف، وذلك الوجع بل تلك الهستيريا، الأغنية طوال كل هذه السنوات منذ أن شدت بها أم كلثوم فى الأربعينيات كانت تعد من أيقونات الطرب، لكن حازم اكتشف من خلال المقدمة الموسيقية ما بها من تعبيرية شديدة التميز، ما بها من تقنيات عزف عالية، وما بها من تناغم وأسى وتقلب، نالت هذه المقدمة الموسيقية فى السنوات القليلة الماضية شهرة إضافية، حتى صارت تحديا كبيرا أمام عازفى العود، ودليلا على إجادة العزف أو عدمها، وقد كانت مقطوعة «لونجا» لرياض السنباطى فى السابق هى ما تقوم بهذا الدور مع «ذكرياتى» للقصبجى أو «توتة» لفريد الأطرش، لكن حازم بعد كل هذه السنوات وضعها فى المكانة التى تستحقها.
 
المفاجأة هنا حاضرة أيضا، فخلال تصفحى لكتاب «صميم الشريف» عن «رياض السنباطى» والمعنون بـ«السنباطى وجيل العمالقة» وجدت أن لتلك المقدمة الموسيقية حكاية شديدة الإيحاء، فيقول الشريف إن السنباطى وضع هذه المقدمة الموسيقية الخلابة ليثبت للجميع أنه لا يقل عبقرية عن «القصبجى» الذى نال بمقطوعة «ذكرياتى» شهرة مدوية وقد كان القصبجى قد أبدع هذه المقطوعة لتكون مقدمة موسيقية لعبقريته الخالدة «رق الحبيب» فأراد السنباطى أن يقف على قدم المساواة مع أستاذه مقدما دليل إجادته، لكنه الجميع تعامل مع هذه المقدمة باعتبارها مقدمة فحسب، حتى أتى «شاهين» ليفجر ما بها من إمكانيات، معتمدا على قلبه فحسب فحقق حازم الآن ما كان يريد السنباطى أن يحققه فى الأربعينيات دون أن يعلم تلك القصة المهجورة، مؤكدا أن «قلب العازف دليله».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة