صور.. مواطن يكتب المصحف الشريف بخط يده فى المحلة.. محمد العنترى: بدأت فى كتابة القرآن الكريم منذ 7 أشهر وأدعو الله أن يطيل عمرى للانتهاء من كتابته.. ويؤكد: كتبت آيات قرآنية وأحاديث بالمساجد بدون مقابل

شهدت مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، قيام موظف بشركة غزل المحلة بالمعاش بكتابة المصحف الشريف بخط يده داخل منزله، حيث بدأ محمد أمين العنترى فى كتابة المصحف الشريف، منذ شهر يونيو الماضي بعدما تفرغ له وكرس كل وقته فى سبيل كتابة آيات القرآن بخط يده ليكون إرثا لأولاده وأحفاده بعد ذلك.

داخل شقة صغيرة بمنطقة الجمهورية ثان المحلة، يجلس" العنترى"  منحنيا على ترابيزة مرتديا نظارته المكبرة، بجواره سبورة كتب عليها آيه "قد أفلح المؤمنون" كتبها بخط يده،  وأمامه لوحه اعدها خصيصا لكتابة المصحف يبلغ طول الواحدة مترا، وبجوار اللوحة  المصحف الشريف، يقرأ الآيات وبعد ذلك يقوم بكتابتها بدقة شديدة فى اللوحة، وبعد أن ينتهى من كتابة الآية يقوم بنقل التشكيل كما هو موجود بالكتاب.

ويقول محمد العنتري لـ"اليوم السابع"، أنه ولد بقرية ميت حبيب التابعة لمركز سمنود، فى أسرة تحفظ لكتاب الله ووالده كان يحفظ أبناء القرية القرآن الكريم، وانتقل بعد المرحلة الابتدائية للعيش مع أسرته بقرية كفر العزيزية، ثم انتقل لمدينة المحلة للحصول على الشهادة الإعدادية، ثم حصل على مؤهل دبلوم صنايع،  وعمل بشركة غزل المحلة حتى عام 1989، وحصل على دبلومة من معهد الخطوط، وقام بالتسوية بالمؤهل بالشركة، وسافر بعد ذلك للعمل بالسعودية وعمل بمكتب خط لمدة 7سنوات، وكان مشهورا بالمملكة العربية السعودية لمهاراته فى الخط العربى.

وأضاف أنه حضر إلى مصر بعدما قام بتجهيز أولاده ومساعدتهم فى الزواج واستكمال البيت، مشيرا إلى أنه قام بفتح مكتب خط ورسم بالقرب من منزله ولم يحالفه التوفيق، إلى أن استقر للعمل فى المنزل، عن طريق كتابة اللوحات القرآنية والأحاديث النبوية وتوزيعها على المساجد بدون مقابل، أسوة لما رباهم عليه والده رحمه الله والذي كان يعمل محفظا للقرآن، وتوفاه الله وهو ساجد أثناء صلاة الفجر.

وأشار إلى أنه قرر أن يبدأ فى كتابة المصحف الشريف بخط يده، بعدما فهم طرق وأوضاع كتابته بالخبرة التي اكتسبها طوال 25عاما فى الكتابة، مبينا أنه بدأ فى طباعة آيات القرآن على براويز وساعده ابن شقيقته فى إحضار الأقلام والريشة الخاصة بالخط وبدأ فى كتابة المصحف الشريف فى شهر يونيو الماضي.

وأوضح أنه خصص شقة بالدور الأول بمنزله لكتابة المصحف الشريف، بعيدا عن الضوضاء وحتى يكون بكامل تركيزه فى كتابه الآيات بدقة، مشيرا إلى أنه يقضي 5 ساعات يوميا فى الكتابة وباقي اليوم يتفرغ لصلاة الفريضة والجلوس مع زوجته وأولاده وأحفاده.

وأشار إلى أن قام بكتابة 7 أجزاء من المصحف بخط يده، إلا أنه أراد أن يكتب المصحف على ورق أكبر، مؤكدا أن هذا يكلفه مجهود ذهني وبدنى كبير، متنمنيا أن يعينه الله على استكمال كتابة المصحف، لعرضه على لجنة من الأزهر الشريف لمراجعته، ويكون أفضل إرث  لأولاده وأحفاده وأقاربه.

وأضاف"العنتري" أنه قام بكتابة الآيات القرآنية وأسماء الله الحسني لعدد من المساجد منها مساجد قام بكتابتها وهو فى الدراسة بمعهد الخطوط، وأراد أن يثقل دراسته بالمهارة فى الخط، مؤكدا أن قام بكتابتها وطبعها على نفقته الخاصة دون الحصول على مقابل.

وأشار أنه يشتري ورق مجهز للكتابة، وقام بعمل مقاس بمسافة الكتابة والفواصل وطول الورقة، ويقوم بتسطير الورقة ويبدأ بالكتابة بين السطور بدقة عالية لا تحتمل خطأ واحد، مضيفا أن كتب الكثير من الاحاديث النبوية الشريف والآيات القرآنية على بنرات واحتفظ بها فى غرفته، فضلا عن الكتابة على "الفل" الذي كان يعثر عليه بالشارع ليفرغ مهاراته فى الكتابة به.

وقال" نفسي ربنا يقويني اخلص المصحف ودي أمنيتى الأخيرة فى الحياة"، مبينا أن والده رحمه الله قام بتحفيظه نصف القرآن الكريم، إلا أنه نسي ما حفظه وعاتبه والده بشدة على ذلك ، إلا أن قرر أن يكتب المصحف بخط يده تغفيرا لذنبه الذي ارتكبه بنسيان ما حفظه من القرآن.