أعادت قصور الثقافة نشر رواية "أدمانتيوس الألماسى"، للكاتبة الكبيرة سلوى بكر، ضمن سلسلة "روائع الأدب العربى" التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وتعود سلوى بكر فى هذه الرواية إلى التاريخ من خلال واحد من جماعة "إخوان الصفاء وخلان الوفاء" عاش فى القرن العاشر الميلادى يقرر إنكار ذاته ليسرد قصة يقول إن ساردها الأصلى هو يوحنا النحوى وبطلها هو "أوريجانوس بن ليونيدس الشهيد"، ومكانها الإسكندرية فى زمن اضطهاد الرومان لأتباع الديانة المسيحية فى بدايات القرن الميلادى الثالث.
وهنا؛ كما فى أعمال روائية أخرى لسلوى بكر نلاحظ أن تلك العودة إلى التاريخ ليست مجانية، فهى تسقط على الحاضر، "إذ غابت الحكمة وتوارى العقل، وبات الجميع يتخبط ويضيع، فى متاهات العتمة، وغمامات الدياجير، على رغم مرور كل هذه الحقب من التفلسف والجدل والكلام، فالزمان الآن إنما هو زمان أنصاف العارفين، وأشباه المتفلسفين، وغلاة الدينيين المتشددين"، بحسب استهلال السارد الذى يصف زمنه وكأنه يصف زمننا.
ويلاحظ أن سلوى بكر قدمت لهذه الرواية بكلمة تحت عنوان "عن الكتابة وإبداعها"، بدأتها بالسؤال التالي: من أين تسطع شمس الكتابة وتتشكل أزمنة بدئها؟، ثم تقرر أن الكتابة هى رغبة فى وجود مغاير لوجود سالف، فمنذ لحظة الميلاد، يتم تسكين الكائن فى معنى، معان، عبر إجابات جاهزة تحدد وجوده وتؤطره، حيث يتعذر الفكاك الزمنى والمكانى.
وتختم سلوى بكر تلك الكلمة الافتتاحية بقولها: "الكتابة إغناء، والممتحن بها هو فى مقام المستغني، الواقف على عتبات السمو والارتفاع، عبر إزاحة العالم بعيدا، والسباحة فى محيطات الخيال.
ومن جو الرواية: "وفقا لمراسيم الاضطهاد الصادرة فى روما ضد أتباع الديانة الجديدة، فلقد حكم على المسيحى الطيب، المعلم ليونيدس بن يوسابيوس بالإعدام بعد أسبوع واحد من اعتقاله وتعذيبه حتى يرتد عما آمن به ويعود إلى عبادة الإله سيرابيس، ويقدم له الأضاحى والبخور".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة