فى نهاية اجتماع مع دول الاتحاد الأوروبى، رفضت رئيس الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موجيرينى، تصعيدا عسكريا فى فنزويلا، وكان وزير الخارجية الإسبانى "جوزيب بوريل" أكثر وضوحا فى إنه لا يشارك رؤية نائب الرئيس الأمريكى، فماذا قال بنس فى أوروبا حول فنزويلا، ليجعل المسئولين الأوروبين يرفضون دعمه؟
وقالت موجيرينى فى ختام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل "نستبعد بشكل قاطع أى دعم للاتحاد الأوروبى للتصعيد عسكرى فى فنزويلا"، مضيفة: "لابد من تقييم الدعم اللازم لتمهيد الطريق لانتقال ديمقراطى وسلمى، خاصة تنظيم انتخابات رئاسية حرة".
ووفقا لصحيفة "الإسبيكتاتور" المكسيكية فإن بنس طالب بشكل غير مباشر بدعم الاتحاد الأوروبى للتدخل العسكرى الأمريكى فى فنزويلا، وذلك من خلال قوله "اليوم ندعو الاتحاد الأوروبى لاتخاذ خطوة للأمام من أجل الحرية والاعتراف بخوان جوايدو رئيسا شرعيا وحيدا لفنزويلا".
أما وزير الخارجية الإسبانية فقد أعرب عن قلقه من تدهور الأوضاع فى فنزويلا، رافضا أى محاولات للتدخل العسكرى الأجنبية، وطالب بالتوصل إلى حل بشكل سلمى.
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة تكثف من جهودها الرامية الى تطبيق سيناريو التدخل العسكرى فى فنزويلا باللجوء إلى ذريعة المساعدات الإنسانية مع اقتراب تاريخ 23 فبراير، مشيرة إلى أن الوضع فى فنزويلا يتطور وفق مسار مثير للقلق، حيث تخطط واشنطن لتنفيذ عملية استفزازية واسعة فى البلد الكاريبى بدعم من المعارضة الفنزويلية بزعامة جوايدو الذى أعلن نفسه فى الـ23 يناير رئيسا مؤقتا للبلاد، وذلك بالتزامن مع محاولة واشنطن إيصال مساعداتها الإنسانية لفنزويلا فى خطوة تتحدى السلطات فى كاراكاس التى رفضت الأمر، وتعهدت بعدم السماح للحمولات الأمريكية بدخول البلاد.
كما أثار تعين وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، لإليوت أبرامز، مبعوثاً إلى فنزويلا بهدف المساهمة فى "إعادة الديموقراطية" إلى هذا البلد، قلقا واسعا بشأن نية الولايات المتحدة للتدخل العسكرى فى فنزويلا، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت فى بيان إن "الوزير بومبيو سيحض أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولى على دعم السلم والأمن الدوليين بالاعتراف بخوان جوايدو رئيسا دستوريّا مؤقتا لفنزويلا والدعوة إلى دعم الحكومة الانتقالية فى سعيها إلى استعادة الديموقراطية وحكم قانون".
ولكن ما يثير قلق الاتحاد الأوروبى، هو تلميحات جوايدو، إلى التدخل العسكرى الأمريكى فى فنزويلا، للإطاحة بالرئيس، نيكولاس مادورو، حيث قال إنه على استعداد لفعل كل شىء من أجل إنقاذ حياة الناس، بما فى ذلك الموافقة على تدخل عسكرى أمريكى، مضيفا: "سنفعل كل ما تقتضيه الضرورة، من الواضح أن المسألة مثيرة للجدل، لكن فى ممارستنا لسيادتنا ولسلطاتنا، سنفعل ما هو ضرورى".
وأعرب مادورو عن دعمه لـ "آلية مونتيفيديو"، التى تم إنشاؤها للبحث عن حوار سياسى فى البلاد. وقال مادورو فى مؤتمر صحفى فى كاراكاس "إن آلية مونتيفيديو، بطريقة محترمة، توفر الحوار بين الفنزويليين بمساعدة إخواننا من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، نحن على استعداد لتقديم الدعم الفورى لأى مساعى تؤدى إلى الحوار والتفاهم بين الفنزويليين". وأضاف: "اقترح إجراء انتخابات مبكرة إلى الجمعية الوطنية، وسوف أصادق عليها".
وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا، إثر إعلان رئيس الجمعية الوطنية خوان جوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، وسارع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وتبعته كندا، وكولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراجواى، البرازيل، تشيلى، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، جواتيمالا وجورجيا ثم عدد كبير من الدول الأوروبية، فيما أيدت كل من روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذى أدى مؤخرا اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6 سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة