شاهد عيان: القاتل مزق جسد الضحية بـ8 طعنات بعد مساعدته ماديا.. والأهالى: افتقدنا بركة المنطقة
لحظة ضعف تسيطر على الإنسان، وتحوله لوحش كاسر يقتل ويرتكب الجرائم، عندما يسلم عقله للشيطان، وعندما يستيقظ من غفوته، يبدأ رحلة الندم، مردداً: «ليتنى كنت ناسياً منسيا».
وفى لحظة «طيش» قرر «سايس» بمنطقة وسط البلد بالقاهرة التخلص من مسن، حيث مزق جسده بعدة طعنات نافذة بسبب 500 جنيه، وهرب من مسرح الجريمة وتوجه لوالدته معترفاً لها بجريمته لتبلغ عنه ويتم القبض عليه.
شاهد العيان يتحدث لليوم السابع
هنا فى منطقة وسط البلد، فى إحدى العقارات كان يقيم «الحاج أنور» أو «جدو» كما يلقبه أهالى المنطقة، فهو أحد معالمها، فقد جاؤوا جميعاً للدنيا ووجدوه موجوداً، فقد ناهز عمره 84 عاماً، لكن مازالت الابتسامة تملأ الوجه، والقلب الأبيض ينبض بالحياة، ومازالت يده تعطى بسخاء للجميع، يساعد هذا، ويقف بجوار ذاك، فصار رمزاً بالمنطقة، يجمع الكل على حبه، فلا أحد يبدأ يومه قبل أن يطمأن على «جدو» الذى يقيم فى شقة بمفرده، وأحياناً تأتى خادمة لتساعده فى إعداد الطعام له.
يوم الحادث، كانت الأمور تسيير بطريقة طبيعية، حتى هرعت والدة «سايس» بالمنطقة يدعى «ح.ن» 38 سنة، وأبلغت أحد الشباب بخبر صادم، حيث أكدت له أن ابنها قتل «جدو» بسبب 500 جنيه وفقاً لما سرده لها. أسرع الشاب «عمر.هـ» فى العقد الثالث من العمر لشقة «جدو» طرق الباب عدة مرات لعل «جدو» يفتح له الباب ويكون الخبر كاذباً، لكن ذلك لم يحدث، فكسر الباب ليجد صاحب الشقة مقتولاً والدماء تملأ المكان.
شاهد العيان «عمر.هـ» قال لـ«اليوم السابع»، المشهد كان صعبا وقاسيا، فقد وجدت «جدو» مقتولاً بنحو 8 طعنات متفرقة بالجسد، فضلاً عن ذبحه من رقبته، ومن وقتها وأنا لا أنسى هذا المشهد الصعب، فالقتيل كان بمثابة جدنا جميعاً، لم أتخيل المنطقة بدونه، فقد كان محبوباً للجميع، لكنه رحل عنا فجأة على يد مجرم تجرد من جميع المشاكل الإنسانية.
جثة القتيل
يعود شاهد العيان بظهره للخلف، ويضيف: جدو كان يعطف على القاتل، خاصة أن هناك صلة قرابة جمعهما، حيث اعتاد «السايس» التردد على شقة المسن للحصول على المساعدات المادية بصورة متكررة، لكنه لم يصون اليد التى طالما امتدت له بالخير وقتل «بركة المنطقة»، بسبب مطالبته بـ500 جنيه زيادة من الضحية ورفض الأخير، ليكون الموت بهذه الصورة البشعة نهاية حياة المجنى عليه.
وعن «السايس» وسلوكياته، قال شاهد العيان: هذا الشاب مدمن تعاطى المواد المخدرة، وارتكب جريمته بسبب رغبته فى الحصول على مبالغ أكبر لشراء «الكيف»، وهو شخص غير سوى، قتل من ساعده ولم يبخل عليه بشىء.
ويضيف شاهد العيان: فور وقوع الحادث وإبلاغ الشرطة حضر رجال المباحث للمكان وعاينوا مسرح الجريمة، وخلال بضع ساعات توصلوا لمكان القاتل وضبطوه معترفاً بجريمته النكراء التى هزت المنطقة بأكملها.
وكان مأمور قسم شرطة قصر النيل، تلقى بلاغاً من الأهالى بشارع معروف أفادوا فيه مقتل مواطن مسن، فانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة وتبين أن المجنى عليه مقتولاً بآلة حادة، وتوصلوا لهوية القاتل وألقوا القبض عليه معترفاً بجريمته.