كشفت وثيقة نادرة صادرة عن دار الوثائق المصرية ، عن تاريخ نشأة محافظة الإسماعيلية حيث أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارا بإنشاء محافظة الإسماعيلية فى 18 أكتوبر 1959 وكانت قبلها إحدى مديريات محافظة القناة، لتصبح محافظة مستقلة، على أن تكون عاصمتها مدينة الإسماعيلية، وتضم 6 أقسام وهى القنطرة غرب وقسم البستان وقسم الضواحى والقصاصين القديمة والقصاصين الجديدة والتل الكبير، وذلك بناء على رأى مجلس الدولة والقانون 249 لسنة 1959 من الدستور المؤقت وقتها، ونصت الوثيقة على أن يتم استبدال اسم محافظة القناة باسم محافظة بورسعيد، ويحتفظ مركز الإسماعيلية للوثائق بهذه الوثيقة المهمة.
وثيقة قرار إنشاء محافظة الإسماعيلية
وقال المؤرخ والكاتب عبدالغنى الجندى، أمين عام مركز الإسماعيلية للوثائق، إن الوثيقة ضمن عدد من الوثائق المهمة عن تاريخ نشأة الإسماعيلية والتى يتم الاحتفاظ بها بمركز الإسماعيلية للوثائق بمقر مبنى محافظة الإسماعيلية القديم بشارع محمد على.
وأضاف "الجندى"، أن إنشاء الإسماعيلية يرجع لـ27 أبريل عام 1862 فى عهد الخديوى إسماعيل، وبعد 3 سنوات من بداية حفر قناة السويس عام 1859 والتى استمرت 10 سنوات، وبعد انتهاء المهندس الفرنسى جومارد -المسئول عن تخطيط مدينة الإسماعيلية- من أعمال التخطيط للمدينة التى كان أغلب سكانها من الأجانب تم الإعلان في احتفالية كبيرة أقيمت بالمدينة التي تحتضن مقر إدارة قناة السويس بتسمية الشوارع المخططة، والتي زينت بالأشجار على جانبيها وأطلق على الشارع الرئيسي والذي يقع به مركز إدارة شركة القناة الأجنبية اسم شارع ريتشارد قلب الأسد، لكن الاسم الذى أطلق على الشارع لم يستمر طويلا، وأطلق عليه اسم شارع محمد على، وهو الاسم الذى لا يزال يحفظه أهالى الإسماعيلية حتى اليوم، رغم تعاقب المسميات عليه بعد ذلك.
الإسماعيلية القديمة
وأشارأمين عام مركز الإسماعيلية للوثائق، إلى أن الشركة العالمية لقناة السويس بتقسيم مدينة الإسماعيلية، وقتها إلى قسمين حى الأفرنج وهو مخصص لإقامة الأجانب، ويقع على شاطئ قناة السويس مباشرة ويتميز بالعمارة الفرنسية والتى ما زالت موجودة حتى الآن، وحى العرب مخصص لإقامة العرب والمصريين ويقع فى عمق مدينة الإسماعيلية بعيدا عن القناة.
وتابع "الجندى" أن الإسماعيلية شهدت إنشاء أول كنيسة وهى الكنيسة الفرنساوى وكان يطلق عليها "سان فرنسانو دى سالا" وأقيم أول قداس عام 1862 وتم فيها توثيق عقد زواج فردياند ديلسبس وكان عمره 60 عاما وتزوج من فتاة هولندية تدعى "الين دوتار" 20 سنة.
وأضاف "الجندى "، أن الإسماعيلية شهدت أحداث مهمة حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 ومنها أحداث حريق النافى فى 16 أكتوبر 1951 ومعركة الشرطة فى 25 يناير 1952، والتى أعقبها اندلاع ثورة 23 يوليو وقرار تأميم قناة السويس عام 1956 وتلاه العدوان الثلاثى، ثم قرار إنشاء محافظة الإسماعيلية فى 18 أكتوبر 1959.
فيلا ديلسبس
حى الإفرنج
المؤرخ عبدالغنى الجندى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة