بمناسبة ما يجرى حول الإرهاب والعمليات الإرهابية، تعيش قنوات دعم الإرهاب فى تركيا وقطر مأزقا مزدوجا، حيث يحرضون شباب الجماعة على الإرهاب ويدربوهم، ويمجدونهم عند كل عملية إرهابية ثم يعودون لينزعوا عنهم كل مجد، وخلال السنوات الماضية كانت قناة الجزيرة، وأخواتها من قنوات تركيا، تحتفى بالعمليات الإرهابية وتمجد فاعليها وتقدم الدواعش فى أفلام وثائقية، وعندما يتم القبض على الإرهابيين أو محاكمتهم، تبدأ نغمة «إرهابيين أبرياء».
قنوات تركيا وظهيرها من اللجان الممولة، بذلوا جهدا للطعن فى أحكام القضاء وتصوير المتهمين المعترفين بالقتل والتفجير فى قضية النائب العام، بأنهم شباب صغير برىء، بينما هذه القنوات نفسها قدمت الأدلة على ادانة المتهمين المحكوم عليه، من خلال شهادات أب متفاخرا بوصية ابنه الذى ترك نشيدا من أناشيد داعش وتنظيمات الإرهاب حول الشهادة والجهاد، وقول والدة أحد المحكومين فى قضية المستشار هشام بركات: أحمد ابنى أرشد بس عن بيت النائب العام وحمل مع هم المتفجرات. وبجانب ذلكم فإن مراجعة شهادات قيادات التنظيم بالخارج، وقت وقوع الجريمة، كتبوا بوستات وتويتات يمجدون فيه أعمال هؤلاء الشباب وجهادهم وبطولاتهم.
وهنا المأزق المزدوج أن هذه القنوات تحرض مباشرة ومن دون أى التباس على التفجيرات والاغتيالات، وهناك فيديوهات مؤكدة واضحة لمحمد ناصر فى مكملين يحرض على قتل المصريين، ومثله برامج فتاوى تحلل وتشجع هؤلاء الشباب، وبالتالى فهذه القنوات ضالعة فى الدعوة للإرهاب، فى المقابل فإنهم أوهموا شبابهم أنهم سوف ينجون من العقاب من خلال ألاعيب قانونية، وتحويل القضية إلى السياسة وإطالة أمد التقاضى، وشن حملات ترهيب بدعم من منظمات حقوقية تمولها قطر ويقودها حلفاء التنظيم.
لكن تأتى الوقائع لتنسف اللعبة، وقد رأينا حالات واضحة لشباب صدرت تقارير منظمات هيومن رايتس والعفو الدولية بأنهم مختفون قسريا، ثم اعترف داعش فى فيديوهات على مواقعها بأنهم من أعضائه مثل عمر الديب الذى أعلنت الجزيرة وأخواتها أنهم مختف ثم قالت إنه قتل غدرا، ثم إصدر داعش فيديو ينعيه، ويؤكد أنه شارك فى العمليات الإرهابية بسيناء وقتل فى مواجهة مع الأمن، ومثله عشرات تضمنتهم تقارير الاختفاء القسرى وظهروا منع داعش فى ليبيا وسوريا، بل إن بعضهم نشر صوره بالسلاح والمتفجرات متباهيا «بإرهابه» على صفحاته بمواقع التواصل يوم كانت هناك رهانات على انتصار داعش، وعرضت الجزيرة فيلما وثائقيا قدمت فيه شباب الإخوان يقاتلون فى صفوف داعش، وهو ما يشير إلى سقوط الحواجز بين الإخوان وداعش.
هذه الأدلة تقدمها القنوات طوعا، والهدف من فيديوهات التحريض هو تجنيد شباب الجماعة وغيرهم للانخراط فى الإرهاب مع وعد بالحماية وهو ما فشلت فيه الجماعة، حيث صدرت أحكام نهائية بعد أربع سنوات من المحاكمة أدانت البعض وبرأت البعض الآخر بناء على الأدلة والقرائن والشهود، وهو ما حاولت الجماعة التشكيك فيه فى البداية بسرقة حساب ابنة الشهيد بركات، وتزوير كلام ببراءة المتهمين، وتم توزيع البوست المزيف على أوسع نطاق، قبل أن تستعيد السيدة حسابها وتكشف اللعبة.
وبعد فشل التزييف، كانت محاولة تصوير المتهمين بأنهم أبرياء، والتشكيك فى القضاء، رهانا على بعد الفترة الزمنية بين الجريمة والعقاب وهو ما يؤدى إلى سحب ما سبق إسباغه من مدح وشرف من قبل القيادات على الجناة، وبالرغم من الجهد الذى بذلته القنوات واللجان فى فإن نفس الأدلة والاعترافات والشهادات السابقة للقيادات تدينهم، والتشكيك ينزع عن الإرهابى ما يسبغه عليه زملائه من بطولات وهمية.
وكشف تنفيذ الأحكام عن حالة التخبط لدى القيادات الذين يظهرون انهم يدفعون شباب الجماعة إلى الإرهاب بالفتاوى والأكاذيب الفارغة عن انتصارات وهمية، ويتخلون عنهم، بينما يعيش القيادات فى نعيم التمويلات بتركيا، ويدفعون السذج والجهلاء للإرهاب ليواجهوا العقاب.