بعد الحكم على الراهبين في قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس.. من بدأ لعبة تزييف الوعى؟ .. كيف ضللت صفحات التواصل الاجتماعى الشعب القبطي وأوهمته ببراءة الراهبين؟.. ومتى يتوقف الأنبا أغاثون عن النفخ فى النار؟

الأحد، 24 فبراير 2019 08:09 م
بعد الحكم على الراهبين في قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس.. من بدأ لعبة تزييف الوعى؟ .. كيف ضللت صفحات التواصل الاجتماعى الشعب القبطي وأوهمته ببراءة الراهبين؟.. ومتى يتوقف الأنبا أغاثون عن النفخ فى النار؟ الأنبا ابيفانيوس والراهبين "إشعياء المقارى" وفلتاؤس المقارى
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قررت المحكمة أحالة أوراق الراهبين "إشعياء المقارى" واسمه بالميلاد وائل سعد تواضروس بعد تجريده وفلتاؤس المقارى الراهب بدير الانبا مقار لفضيلة المفتى تمهيدًا لصدور حكم الإعدام فيهما بعد اتهامها بقتل الانبا ابيفانيوس اسقف ورئيس دير أبو مقار مع سبق الإصرار والترصد"

 
هكذا نطقت محكمة دمنهور، بما أوتيت من أوراق وإجراءات، ومع النطق بالحكم استيقظ قطاع كبير من الشعب القبطي على ما اعتبروه فاجعة، بعد ممارسة تضليل متعمد ضدهم عبر صفحات بمواقع التواصل الاجتماعى وفضائيات مسيحية تبث من الخارج تمتهن بث الشائعات وتزييف الوعي على طريقة جوبلز وزير الدعاية السياسية فى عصر هتلر. 
 

كيف استخدمت صفحات السوشيال ميديا المسيحية نظريات الدعاية النازية؟ 

 يوزف جوبلز (وزير الدعاية النازي) ورفيق هتلر حتى الدقائق الأخيرة من حياتهِ،  كان إحدى الأساطير في مجال الحرب النفسية، وهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام في هذه الحرب وهو صاحب شعار شهير يقول: «اكذب حتى يصدقك الناس» غير أنه كان صاحب الكذب الممنهج والمبرمج الذي يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها، ويهدف لتحطيم الخصوم من الجانب الآخر وقد أكدت ظاهرة جوبلز هذه أن الذي يملك وسائل الإعلام يملك القول الفصل في الحروب الباردة والساخنة.

و«يوزف جوبلز» بناءً على ذلك هو مؤسس فن الدعاية السياسية بلونها الرمادي، واستطاع حينما كان يروج للفكر النازي بقوة أن يسوق في ركابه عشرات الملايين من الألمان، ورغم العداء الغربي للنازية، إلا أن جوبلز يعد مؤسس مدرسة إعلامية مستقلة بذاتها.
 
ولجأت صفحات معينة سبق للبابا تواضروس أن حذر عموم الشعب القبطي منها بعد حادث دير أبو مقار ، إلى تزييف الوعي المسيحي في تلك القضية، حيث روجت على مدار شهور التقاضي شائعات تؤكد براءة الرهبان، في البداية استخدمت مشكلة سابقة على أرض دير الانبا مقار مع العرب في الأراضي المحيطة، انتهت بعد أن توسطت أطراف لحلها، حيث يتمتع الدير بمحبة كبيرة وسط القرى المحيطة به أبرزها قرية بني سلامة التي أسس القمص متى المسكين مدرسة لها من تبرعات الدير وفقًا لما قاله أحد الرهبان لليوم السابع من قبل ومن ثم محيط الدير خالي من العداوات التي تصل إلى حد القتل بينما يعج داخله بمشكلات تاريخية بين مدرستين متصارعتين من الرهبان من عام ٢٠٠٦ وحتى مقتل الانبا ابيفانيوس ورقة التوت التي اسقطت تلك الأزمات.

 

الكذبة الثانية: الترويج لبراءة الرهبان 

من الصعب على العقلية المسيحية التي تربت على تقديس الرهبان واحترامهم وتبجيلهم أن تصدق أن هؤلاء الطوباويون من تركوا العالم بحثًا عن الله في الصحاري، بشرًا بل ويرتكبون جريمة القتل، رغم أن البابا تواضروس قال لرهبان الدير يوم جنازة الانبا ابيفانيوس بالحرف الواحد "اخرجوا الانحراف من بينكم"، مدللًا بيهوذا الذي كان تلميذًا للمسيح وباعه لأجل دنانير الفضة فكيف ننفي الشر عن العالم بينما كان المسيح أولى ضحاياه وهو المعلم. 
 
وروجت بعض القنوات القبطية التي تبث من الخارج وصفحات تابعة لها على السوشيال ميديا ، أنباء عن براءة الرهبان وإطلاق سراحهم، استخدمت أقوال المحامين الذين تكفلوا بالدفاع عن المتهمين باعتبارها دلائل للبراءة، ناسين أو متناسين أن وظيفة المحامي هي الدفاع عن موكله أيًا كانت جريمته
 
وأغفل هؤلاء عمدًا أو دون قصد، سجل من الانحرافات الرهبانية التي رصدتها لجنة شئون الرهبنة بالكنيسة القبطية وأحالت بناء عليها إشعياء المقاري سابقًا ووائل سعد حاليًا، للمحاكمة الكنسية وصدر ضده أقصى عقوبة وهي الابعاد عن الدير، وذلك قبل الحادث بشهور، بل أن اعترافات إشعياء نفسه وتسريبات أخرى تخص سلوكياته تؤكد إننا أمام من يسئ لرهبنة الكنيسة التي استقرت ألفي عام وخرجت من صحاري مصر للعالم كرسالة باقية لا تهتز، ولا أحد يعلم القاتل يقينًا ولكنها مقدمات تقود لنتائج.

الكذبة الثالثة: توريط البابا تواضروس في الأزمة قصدًا

في أجواء من الصراعات وتصفية الحسابات ارادت تلك القنوات والصفحات المحسوبة على التيار التقليدي الانتقام من البابا تواضروس الذي رأى إبلاغ السلطات عن تلك الجريمة البشعة، بينما كانت تيارات أخرى ترغب في معالجتها على طريقة "الترضيات والجلسات" خاصة بعدما روجوا في البداية أن الحادث نتيجة لسقوط الانبا ابيفانيوس على السلم وارتطامه بالحديد.
 
لم يرض البابا تواضروس بتلك التسويات، إذ يحب أن ينتصر للقانون دائمًا وقد سبق له واتخذ موقفًا من مماثلًا من قضية دير وادي الريان وقال بالحرف الواحد "حين يكسر الراهب قانون الدولة والمجتمع يستحق العقوبة".
 
ثم جاء قرار تجريد إشعياء المقاري من رهبانيته، وما تبع ذلك من سلسلة إجراءات لضبط الرهبنة كضربة قاسية فوق رؤوس هؤلاء الراغبين في العبث بالكنيسة وخلق حالة بلبلة ومن ثم استغلوا تلك الأزمة لممارسة تضليل متعمد بغية اتهام البابا واستمرار الحرب المعلنة ضده.
 
لم يخطئ البابا تواضروس حين أراد الانتصار للقانون أيًا كان الفاعل حتى وإن هزت تلك القضية معتقدات شعبية راسخة كعصمة الاكليروس عن الخطأ وهو أمر أثبتت التجربة خطأه لأنهم بشر أولًا وأخيرًا.

الكذبة الرابعة: استخدام أهالي المتهمين 

لا يمكن لأي أسرة انجبت متهمًا في قضية أن تخرج للرأي العام وتتهمه وتعقد موقفه، اعتادت الأسر أن تنفي التهم عن أبنائها، أن تصدق أن ذوي الدم أبرياء وأطهار، ومن ثم فإن بث تسجيلات لأسر المتهمين وترويجها باعتبارها دليل براءة، ما هو إلا طريقة جديدة لنفي الشائعة أو تبييض وجه المتهم والاصطفاف خلفه.
ثم تعود نفس الصفحات والقنوات الفضائية التي تبث من الخارج لتعيد تدوير تلك التسجيلات باعتبارها أدلة تعمل من خلالها على غسل عقول الشعب القبطي وتأجيج غضبه ضد البابا حتى وصل الأمر لجمع توقيعات تطلب ابعاده عن كرسيه رغم أن هذه العملية قد تمت وفق إجراءات كنسية وقانونية مستقرة منذ مئات السنين

متى يتوقف الأنبا أغاثون عن النفخ في النار؟

كعادته لا يفوت الأنبا أغاثون فرصة للنفخ في النار إلا واستغلها فجاء ببيان بعد الحكم على المتهمين يؤكد فيها ثقته في براءتهم ويطمئن الشعب القبطي أن الحكم ليس باتًا ونهائيًا منتظرًا تغييره في محكمة النقص، بل ويعتبر أن الحكم ليس ضد الراهبين بل ضد الكنيسة كلها وضد الأكليروس كله.
 
 
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة